نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجدد دعوة قطر إلى إبرام اتفاقية أمنية ملزمة لدول الشرق الأوسط

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجدد دعوة قطر إلى إبرام اتفاقية أمنية ملزمة لدول الشرق الأوسط

بروكسل – المكتب الإعلامي - 19 فبراير

جدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، دعوة قطر إلى جميع الدول في الشرق الأوسط لإبرام اتفاقية أمنية ملزمة، محددا شروط نجاحها في أن تكون "جماعية وملزمة قائمة على مبادئ أمنية متفق عليها ومصاغة وفقا لقواعد معتبرة للحوكمة وحل النزاعات والمساءلة تحترم السيادة والتساوي بين أطرافها وتنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وشدد سعادته ،في كلمة أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي ببروكسل اليوم، على أنه يجب أن تجمع أي اتفاقية أمنية جماعية واسعة جميع الدول في المنطقة حتى تكون فاعلة في تحقيق السلام.

وقال إن التحدي الرئيسي الذي يواجه منطقتنا يتمثل في تحقيق السلام والاستقرار "وهما العنصران اللذان لا يتحققان إلا عندما تتوافق جميع الدول في الشرق الأوسط على العمل معا للتوصل إلى إجماع حول التحديات الرئيسية"، مشددا على أن "هذا أمر حيوي بالنسبة لنا جميعا اليوم، لأن الاضطرابات الحالية والإرهاب العابر للحدود والنزوح الجماعي تؤثر مباشرة عليكم هنا في أوروبا".

ورأى سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن الأمن في الشرق الأوسط يرتبط ارتباطا وثيقا بالسلم والأمن الدوليين، مضيفا "نحن نحتاج إلى الدعم الدبلوماسي من الاتحاد الأوروبي لجلب جميع دول المنطقة إلى طاولة الحوار وفرض القانون الدولي واستعادة النظام الدولي ومحاسبة الدول على تصرفاتها".

وأكد سعادته أن دولة قطر سوف تستمر في لعب دورها في خفض التصعيد في الشرق الأوسط لأنها تؤمن بقوة الحوار والالتزام.

ونوه إلى الاختراق الذي حدث في المحادثات التي ظلت الدوحة تستضيفها منذ سنوات بين الولايات المتحدة وطالبان، معتبرا ذلك خطوة مهمة في طريق تحقيق السلام في أفغانستان ودليلا قويا على أن الالتزام بالتفاوض يمكن أن يحقق النتائج المطلوبة، معربا عن تقديره للجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي للمساهمة في تحقيق السلام والأمن في منطقتنا.

وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن قطر دولة صغيرة الحجم وتقع في جوار جغرافي مضطرب، ومع ذلك تعتبر واحدة من أكثر الدول أمانا في العالم. وأضاف "نحن نعرف عالميا بأننا من الفاعلين في مجال تسهيل الحوار بين الشرق والغرب".

ونوه إلى أن قطر ظلت تنفذ سياسات داخلية تقدمية منذ عقود، مشيرا إلى أنها خلقت إرثا غنيا في مجالات التعليم والإعلام والسفر والرياضة.

وزاد سعادته "نحن نبني نظام التعليم القطري من الأساس، والآن نستضيف العديد من الجامعات الغربية في الدوحة حيث يتفوق النساء على الرجال في التعليم العالي".

وذكر سعادته بأن قطر أطلقت شبكة الجزيرة لتقديم خدمة إخبارية غير مراقبة في المنطقة، كما أصبحت شركة الخطوط الجوية القطرية بين أفضل شركات الطيران العالمية.

ووجه سعادته الحديث للحضور بقوله "أنا أدعوكم جميعا إلى الانضمام إلينا في عام 2022 لنقدم أول بطولة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم من العالم العربي، وسوف تمثل هذه البطولة جرعة من الأمل للشباب في المنطقة".

وأكد أن قطر تعتبر شباب الشرق الأوسط الهدف الأهم للتنمية "حيث يقع الأطفال المحرومون من مواصلة تعليمهم والشباب العاطلين عن العمل فريسة للأيدولوجيات الخطرة"، وأضاف "لذلك قمنا، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، بإعادة 11 مليون طفل إلى المدارس الابتدائية ونخلق فرص عمل لـ 5 ملايين شخص".

وشدد على أن قطر تتشارك مع الاتحاد الأوروبي نفس القيم والأولويات في مجالات تعزيز السلام والأمن والازدهار في كلتا المنطقتين.

وأضاف "نحن نؤمن بأن العالم متداخل، لذلك فإن النجاحات والفشل في الشرق الأوسط يؤثر على الاتحاد الأوروبي بنفس القدر الذي تؤثر به نجاحاتكم وفشلكم علينا".. مشددا على أن هذا التداخل يتطلب تعاونا مستمرا وحلولا شاملة ومتعددة الأطراف.

وردا على أسئلة من الحضور، أعرب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن تقدير دولة قطر لجهود سمو أمير دولة الكويت الشقيقة للتوصل إلى حل بشأن الأزمة الخليجية، مضيفا "كان يحدونا الأمل في التفاهم مع السعودية في نوفمبر الماضي عندما بدأت المحادثات ولكنها علقت بعد شهرين من قبل السعوديين دون سابق إنذار".

وزاد سعادته "مازلنا نرحب بأي جهود من قبل الوساطة الكويتية، ونأمل أن تأتي السعودية أو أي من دول الحصار إلى طاولة المفاوضات لنتوصل إلى حل لهذه الأزمة".

وقال إن قطر تدرك أن الخاسر من هذه الأزمة هو كامل المنطقة، ولن يكون هناك منتصر، وأضاف "سوف نكون كلنا رابحون إذا استطعنا حلها بطريقة تجنب المنطقة النزاعات في المستقبل".

واعتبر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن "الشيء المهم الذي يجب أن يحدث في الخليج ونأمل حدوثه هو أن يعود السعوديون والإماراتيون إلى رشدهم ويوقفوا الحملات ضد قطر".

وحول علاقة الدوحة مع طهران، قال سعادته إن "إيران أيضا جارة لنا ولديها الكثير من المشاكل مع الولايات المتحدة، وقطر لديها علاقات جيدة مع إيران التي فتحت مجالها الجوي وموانئها لتوريد السلع ونحن نقدر ذلك وبالأخص في الأيام الأولى من الحصار".

وأضاف "الآن نود رؤية منطقتنا مستقرة ولا نريد رؤية نزاع بين إيران والولايات المتحدة، والأخيرة حليف استراتيجي لنا، وقطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية لها في المنطقة. وكذلك لدى قطر علاقات جوار مع إيران".

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية "إننا عملنا بجد عندما تصاعدت الأزمة بين إيران وأمريكا وطلبنا منهما اللجوء إلى المفاوضات واحتواء الموقف وحل الأزمة بينهما بشكل دبلوماسي. وكلنا أمل في حل".

وردا على سؤال بشأن وجود قانون يستهدف حرية التعبير في قطر، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "نحن مازلنا مدافعين أقوياء عن حرية التعبير في قطر وندافع عنها أيضا خارج قطر. لسوء الحظ تم تفسير هذا القانون بشكل خاطئ. إن هذا القانون يستهدف المعلومات المضللة وليس حرية التعبير. والمعلومات المضللة تحدث في كل مكان وليست قصرا على قطر".

وأضاف سعادته "كدليل على أنه لا يستهدف النقد، فإن هذا القانون قد تم انتقاده في قطر ولم يقدم أي شخص لمحاكمة أو مساءلة قضائية بموجب ذلك القانون. وهو فقط لحماية بلدنا من المعلومات المضللة والحملات الدعائية التي بدأت مع هذا الحصار ضد قطر. أؤكد لكم أننا لا نسعى لتكميم الأفواه وحرية التعبير، ونرحب بأي تعليقات لتحسن ذلك الوضع وسوف نلتزم بها".

وبشأن ليبيا، قال إن موقف قطر ظل ثابتا وهو تأييد اتفاق الصخيرات الموقع في 2015، الذي تمخض عنه تكوين حكومة شرعية معترف بها من قبل المجتمع الدولي، مضيفا أننا سوف نواصل اتصالاتنا بحكومة الوفاق الوطني باعتبارها معترفا بها من الأمم المتحدة. "وندين كل الأعمال العسكرية الجارية في ليبيا بواسطة الجنرال المتقاعد حفتر، وكذلك استهدافه للعاصمة طرابلس".

وزاد سعادته "لقد جبنا العالم وطلبنا وقف هذا الاعتداء ودعم وقف إطلاق النار في ليبيا وجعل الأطراف تتوصل إلى حل سياسي. ونحن نرى أن المجتمع الدولي قد بدأ يتحرك بعد شهر من هذا الاعتداء المستمر على طرابلس. ونحن نراقب أن هناك طرفا لا يلتزم بقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية الموقعة في هذا الشأن، مثل اتفاق برلين واتفاقية موسكو".

وأشار إلى أنه "بالأمس القريب تم قصف ميناء طرابلس، وقبله المطار وكل المرافق المدنية من قبل حفتر، ولم نر أي إجراء قوي يتخذ ضده".

ورأى ضرورة أن يجلس الليبيون إلى طاولة الحوار لتقرير مصيرهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي. "وسوف ندعم ذلك بما فيه اتفاق برلين طالما أدى إلى الاستقرار في ليبيا".

وحول القضية الفلسطينية، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، "إن قطر تعتبر من أكبر داعمي الفلسطينيين وتساهم في ذلك إما منفردة أو من خلال البرامج التي ننفذها مع مختلف وكالات الأمم المتحدة".. منوها إلى أن قطر الآن هي أكبر مانح للأونروا لسد الفجوة التي حدثت بسبب سحب الدعم الأمريكي من الأونروا، مؤكدا أن دور الأونروا لا يزال مهما جدا ويجب علينا ألا ننسى حق عودة هؤلاء اللاجئين إلى بلدهم.

وأضاف "لدينا برامج أخرى ننفذها في غزة والضفة الغربية مثل بناء المدارس والمشافي والطرق ومشروعات الإسكان وإمدادها بالطاقة خصوصا في قطاع غزة. ومنذ عام ونصف زدنا مدة الإمداد الكهربائي من ساعتين إلى ثماني ساعات يوميا. ونستمر في دعم شعب غزة".

وردا على سؤال بخصوص خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "إننا نرحب بكل مبادرة تضع خطة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن يجب أن يكون ذلك وفقا للشرعية الدولية. وهذا هو موقف قطر. ونحن نحث الطرفين من خلال الولايات المتحدة إلى الدخول في مفاوضات مباشرة، ونود أن نرى السلام بينهما، ولكن يجب أيضا ألا نتجاهل حقيقة أن الدول العربية موافقة على مبادرة عربية تقدمت بها وتشكل أساسا عادلا لمثل هذه المفاوضات".

واستطرد قائلا "سوف نستمر في إسداء النصح للطرفين بالانخراط في المفاوضات ونحث الولايات المتحدة على التحدث مباشرة مع الفلسطينيين لفهم خططهم وتحسينها بشكل أفضل".

وردا على سؤال بشأن دور قطر في سوريا وما إذا كانت قد مولت جماعات إرهابية، أكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن قطر لم تقم على الإطلاق بتمويل منظمات إرهابية في سوريا، مشددا على أننا "أوضحنا ذلك منذ البداية وقلنا إن دعمنا يذهب مباشرة للشعب السوري إما عن طريق الدعم الإنساني أو المنظمات الإنسانية إلى جانب الأمم المتحدة وتزويدهم بمساعدات تنموية وبالخدمات التعليمية. فهناك أكثر من مليون طفل في مخيمات اللاجئين السوريين يحصلون على تعليم بواسطة البرامج القطرية. وسوف نستمر في هذا المسار".

وزاد سعادته "أما بالنسبة لدعم المعارضة السورية في وقت معين، فقد كان ذلك جهدا جماعيا من قبل مجموعة من أصدقاء الشعب السوري وقد قمنا بذلك عيانا أمام الجميع ومع الآخرين، حيث تم توزيع تلك المساهمات بالتساوي بين تلك الدول. ونحن متأكدون أن مساهماتنا لم تذهب إلى أي منظمة إرهابية أو متطرفة، ونحن ندين مثل تلك الأعمال. وهؤلاء الإرهابيون في سوريا يحاولون سرقة ثورة الشعب السوري، وسوف نستمر في دعم الشعب السوري حتى القضاء على الإرهاب هناك، إن النظام السوري يقوم بقتل شعبه منذ سنوات والمجتمع الدولي، للأسف، فشل في إنقاذ الشعب السوري".

وبخصوص دور قطر في منطقة الساحل، وموقفها من المجموعات المتطرفة هناك، أكد سعادته أننا ضد أي دور لهذه المجموعات وندين كل أنشطتها.

وأوضح أن قطر أدانت كل الأعمال الإرهابية سواء في منطقة الساحل أو في كافة أنحاء العالم من خلال بيانات رسمية، وأضاف "نحن ندعم دول الساحل مباشرة لرفع مقدراتها وسوف تستمر قطر في دعم حكومات تلك الدول في إجراء إصلاحات بواسطة حكوماتها للتأكد من تمكنها من جلب المزيد من الاستقرار لدولها".

وأكد سعادته أن قطر حققت تقدما كبيرا في مجال حقوق العمال وقامت بإصلاحات في السنوات الأخيرة بالشراكة مع منظمات عالمية كثيرة مثل منظمة العمل الدولية، التي لديها مكتب الآن في قطر، لافتا إلى الحرص على التأكد من تطبيق القوانين بواسطة جميع المؤسسات العاملة بحيث تعكس ذلك التطور الذي حدث.

وبشأن تغير المناخ وتحييد الكربون، أعلن سعادته أن قطر تقوم الآن ببناء محطة لتوليد الطاقة الشمسية تعتبر من أكبر المحطات من نوعها في العالم، لافتا إلى أن ملاعب المونديال ستكون صديقة للبيئة.