انطلاق أعمال الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية بكتارا

انطلاق أعمال الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية بكتارا

الدوحة – المكتب الإعلامي - 20 يناير

افتتحت اليوم، بالمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، فعاليات اجتماع الجمعية العمومية السادس للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة التي تحتضنها /كتارا/ وتتواصل حتى 22 يناير الجاري، بمؤتمر حضره سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية والدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي، رئيس الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، ورؤساء وفود تسع دول هي: تركيا، كوريا الجنوبية، هنغاريا، تايوان، نيجيريا، سنغافورة، المكسيك، موزمبيق والفلبين.

ويأتي هذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرة بعد تسلم دولة قطر لرئاسة الدورة الحالية للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، من خلال المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، حيث يشكل الاجتماع فرصة قيمة وهامة لفتح الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء، من أجل صناعة علاقات استراتيجية بين الدول الأعضاء اعتماداً على الثقافة من خلال تبادل الخبرات والمعرفة.

وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر الافتتاحي لاجتماع الجمعية العمومية السادس للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، أكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، أن الدبلوماسية الدولية العامة تتقدم في عصرنا الحالي، لتأخذ مكانتها الرفيعة كجسر للتواصل والعبور المعرفي بين الشعوب، وأداة للتغيير نحو الأفضل في العلاقات المتبادلة وفي التفاهم المشترك ، مشيرا إلى أن قطر تمتلك تجربة سباقة ومتميزة في اعتماد الدبلوماسية الدولية العامة، وذلك بفضل ما تزخر به من عوامل ومصادر القوة الناعمة، لافتا في الآن ذاته إلى أن الدولة نجحت في تعزيز مكانتها وحضورها الفاعل في مجال الدبلوماسية الدولية العامة، عبر تحقيقها لمجموعة من المشروعات المتميزة في مجالات الثقافة والرياضة والتعليم والاقتصاد والإعلام، والتي كانت من أهم الإنجازات في مسيرة التنمية والنهضة القطرية.

وأضاف الدكتور الحمادي أن القوة الناعمة التي تعتمد على الدبلوماسية الموزونة والهادئة، باتت أبرز السبل التي تساهم في تعميق التفاهم والتقارب والتواصل والحوار بين الشعوب والمجتمعات، من أجل تعزيز السلم عبر العالم ، وآن الأوان لإبرازها من أجل مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه عملية التنمية، وهذا لن يتأتى إلا بإطلاق البرامج الهادفة والمشاريع المشتركة التي تعتمد على عناصر الدبلوماسية الدولية العامة كالثقافة والفنون والرياضة والإعلام والاقتصاد، والتي تعمل في مجملها على الربط بين الناس عبر بلدانهم وفتح قنوات التواصل بين الشعوب، وهو ما يسهم في التنمية الاقتصادية.

وأوضح سعادته أن دعم القيادة الرشيدة للقطاع الثقافي تمثل في تحقيق إنجازات لافتة كان لها الكثير من الثمار والنجاحات التي امتد صداها إلى العالم، وحققت من خلالها دولة قطر حضورا بارزا في تحقيق ونشر الإبداع الفكري في مختلف مجالات الثقافة والتراث والفن، مثمنا التعاون بين وزارة الخارجية والمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" الذي تجسد في دعم برنامج الدبلوماسية الدولية العامة، من أجل خدمة مسارات السياسة الخارجية وفتح آفاق التنمية الثقافية التي هي المدخل الرئيسي للتنمية الشاملة.

من جانبه، أكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، ورئيس الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة في المؤتمر الافتتاحي، على أن الدبلوماسية الثقافية أسست نهجا جديداً في العلاقات الدولية، تضطلع بخدمة العلاقات السياسية والاقتصادية، لاعتمادها على الثقافة والفنون والآداب والتراث الحضاري، وأصبحت بذلك بوابة للتعاون والتبادل، وجسراً للحوار ومنصة لصنع الصداقة بين الدول وتعزيز التفاهم بين الشعوب، تستند إلى القيم والأفكار، وتتبنى المشاريع الثقافية الهادفة، وصولاً لتعزيز المصالح المشتركة بالطرق السلمية.

ونوه السليطي بأن كتارا خَطَت خطوات هامة ومدروسة، بعد تسلمها لرئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، في إطار توطيد دعائم العمل الدبلوماسي في الشبكة من خلال إعدادها لخطط ودراسات طموحة، تهدف إلى بناء القدرات والاستثمار في الثقافة عبر إطلاق ودعم المشاريع والبرامج الثقافية والإبداعية المتنوعة، من أجل الانتقال بمجتمعاتنا إلى وضع الإنتاج في الثقافة والتراث والفنون، وذلك كخيار استراتيجي يستند على الدور المحوري والحيوي للتنوع الثقافي في عملية البناء والتنمية والنهضة، وهو ما شأنه أن يسهم في تعزيز قيم المحبة والتسامح والسلام وتحقيق التقارب والتفاهم والعيش المشترك، لافتا إلى أن كتارا أرادت من خلال انضمامها إلى الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة وترؤسها لاجتماع الجمعية العمومية، إنماء العلاقات الثقافية وتطوير التعاون الثقافي، عبر فتح آفاق جديدة وفاعلة في تبادل المعلومات والخبرات الفنية، والتجارب الاستراتيجية، حتى تتمكن بالتعرف والاطلاع على الإمكانات المتاحة لإقامة المشروعات الثقافية المشتركة، متمنيا أن تحقق أعمال الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة أهدافها المنشودة، في تلبية التطلعات والطموحات.

بدوره، أكد الدكتور إبراهيم الكعبي، عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، على أهمية انعقاد المؤتمر الأول للشبكة الذي تستضيفه كتارا بالتعاون مع جامعة قطر، باعتباره يسد الفجوة بين دول وشعوب العالم من خلال القوة الناعمة التي تستند على الثقافة والرياضة وغيرها، مشيرا إلى أن قطر تقوم بدور إيجابي على المستويين الإقليمي والدولي في نشر ثقافة السلام.

من جهة أخرى، تناولت اجتماعات اليوم الأول مناقشة العديد من أوراق العمل والتي تقدم بها خبراء من الدول الأعضاء، حيث أبرزت الورقة التي قدمها المهندس درويش أحمد الشيباني أمين عام الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة باسم /كتارا/، الركائز الأساسية لدبلوماسية المنظمات والهيئات الدبلوماسية وكيفية التعامل مع الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة باعتماد إطار تنظيمي شفاف وآلية ديناميكية مرنة في الاتصال والتواصل تعمل على تطبيق القوة الناعمة، كما تناول في ورقته التركيز على دبلوماسية الإعلام وتأثيرها على الدول والمجتمعات والأفراد، بالإضافة إلى الدور الفعال للرياضة في التعاون الدبلوماسي من خلال فئة الشباب.

بينما تناولت ورقة عمل الدكتور صالح بن رجب استشاري الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة في كندا، أهمية تحقيق مخرجات الدبلوماسية العامة من خلال انتهاج دبلوماسية الشعوب التي تُبنى بطريقة فاعلة وتتحقق من خلال القيم والأعراف والمثل، منبها على أهمية نقلها من الحكومة إلى المواطن العادي، من خلال التواصل مع العالم عبر استخدام التكنولوجيا وإيجاد شبكات متعددة.

أما البروفسور تهيوان كيم من الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في كوريا الجنوبية، فقدم ورقة عمل عن الانتقال من العمومي إلى الخاص، مبينا أن دور الدبلوماسية يتصاعد وهي تعتبر من أساسيات العلاقات الدولية، موضحا الدور الذي تقوم به الدول الكبرى في التعاون في مجال الدبلوماسية الجديدة.

وتتواصل فعاليات الاجتماع بإقامة ورشة عمل موجهة للشباب حول وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا على تدشين الموقع الإلكتروني الجديد للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، وذلك ضمن مبادرة رائدة تهدف إلى تمكين التواصل الدائم بين الدول الأعضاء بالشبكة.