الإعلان عن الفائزين بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات

الإعلان عن الفائزين بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات

الدوحة  - المكتب الإعلامي - 03 ديسمبر

أعلن بالدوحة، اليوم، عن الفائزين بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات في دورتها الثانية 2019، والتي تشرف عليها اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية، وكرسي "الإيسيسكو" لتحالف الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.

وفاز بالمركز الأول في هذه النسخة التي كانت بعنوان "الهجرة في سياق الحوار الحضاري" الدكتور محمد أحمد عبدالسلام من مصر، عن بحثه الموسوم "أثر هجرة المسلمين في ثقافة وفنون الشرق الأقصى"، وجاء في المركز الثاني الدكتور بشير خلفي من الجزائر عن بحثه "المهاجرون المسلمون في الغرب بين مستلزمات الهوية ومقتضيات المواطنة"، فيما تم حجب جائزة المركز الثالث لعدم ارتقاء الأبحاث المقدمة للمعايير النوعية المحددة.

وفي كلمته خلال حفل الإعلان عن الفائزين، قال سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، إن البحث الفائز بالمركز الأول أكد عمق تأثير المهاجرين المسلمين على ثقافة وفنون دول الشرق الأدنى والتي عكست رقي الحضارة الإسلامية وتأثيرها الإيجابي في الحضارات الصينية واليابانية والكورية وغيرها من الحضارات الآسيوية.

ولفت إلى أن وزارة الخارجية ستعمل من خلال البعثات الدبلوماسية للدولة في كل من بكين وطوكيو وسيول على تنظيم فعاليات ثقافية للتعريف بالكتاب الفائز بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات لهذا العام وتوزيعه على مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات والمراكز الثقافية التي تعنى بموضوع الحوار الحضاري والتعارف بين الحضارات لتعريف شعوب آسيا بالدور الذي لعبه المهاجرون المسلمون في البناء الحضاري والثقافي والفني في دول الشرق الأقصى.

وأكد في كلمته على أهمية حشد الطاقات في الدورة المقبلة لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات لتأمين مشاركة واسعة وكبيرة لاسيما من باحثي دول منظمة التعاون الإسلامي.. لافتا في هذا الإطار إلى ضرورة بناء خطة إعلامية للتعريف بالجائزة التي من المتوقع الإعلان عن تفاصيلها في مطلع العام المقبل على أن يتم تتويج الفائزين في العام 2021 خلال فعاليات (الدوحة عاصة للثقافة الإسلامية).

ونوه سعادة الدكتور الحمادي إلى أن هذه الجائزة التي هي ثمرة التعاون بين وزارة الخارجية وجامعة قطر، تأتي في إطار البرنامج التنفيذي لخطة تحالف الحضارات 2018 - 2022 والتي أكدت في الهدف الثالث من محور التعليم على توفير جوائز تقديرية للأعمال البحثية المتميزة وطباعة الأبحاث الرصينة.

ولفت سعادته إلى أن التعاون بين اللجنة القطرية لتحالف الحضارات وجامعة قطر لم يقتصر على الجائزة بل اتسع نطاق هذا التعاون ليشمل مشاريع كثيرة منها موسوعة الاستغراب، ووضع منهج حوار الحضارات كمقرر عام لطلبة جامعة قطر، وكذلك تبادل الأساتذة والخبراء في تنفيذ العديد من البرامج والورش التدريبية في مختلف مجالات التحالف علاوة على التعاون في أنشطة أخرى.

بدوره، أشار سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر إلى أن هذه الجائزة السنوية التي يرعاها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، حققت في ظرف قصير توسعا في المشاركة على الصعيد الدولي، وعمقا في المنهج والمضمون العلمي، وتأثيرا مهما في مجال الحوار الحضاري من حيث إحداث حراك فكري عميق ونقاش واسع في شتى مفردات وموضوعات الحوار الحضاري، بما يتلاءم ورسالة الجامعة في توجهاتها واستراتيجيتها المبنية على تميزها النوعي في التعليم.

وقال إن الجامعة فخورة بالنجاح الذي حققته وبما أثبتته من قدرة على مواجهة التحديات، وذلك ضمن سعيها لتحقيق رؤيتها، مضيفا "باعتمادنا على استراتيجيتنا نثق بأننا نضع الجامعة في موقع صناع الفكر والإنجاز الأكاديمي، دون أن يقلل ذلك من تركيزها على الرعاية والاهتمام بالطلبة والمجتمع".

ولفت سعادة رئيس الجامعة إلى جهود قطر ومبادراتها المتميزة وخططها العملية المجسدة من طرف عدة وزارات ومؤسسات وقطاعات في مجال الحوار الحضاري والدعوة إلى قيم التسامح والتفاهم والتعايش ونبذ الكراهية، لتصحيح مسار الإنسانية والإسهام في التدافع السلمي والتنافس الحضاري الشريف، الباني للإنسان والأوطان.

وأوضح أن هذه الجهود القطرية تمثلت في مبادرات دولية ووطنية كبيرة، منذ مطلع الألفية الثالثة، وخصوصا مساهمتها في تأسيس المفوضية السامية لتحالف الحضارات بالأمم المتحدة، واحتضان المنتدى الرابع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات سنة 2011، وتأسيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، ومركز الدوحة لحوار الأديان، وغيرها من المبادرات الكبرى.

وقال رئيس جامعة قطر إنه ضمن رؤية قطر الوطنية وفي سياق النشاط الدؤوب والمبادرات الفاعلة، لم تتأخر جامعة قطر في لعب دور فاعل ومؤثر بوصفها بيت خبرة علمية ومعرفية متنوعة وبحث أكاديمي عميق وخزان مستمر في تخريج الكفاءات التي تغطي احتياجات المجتمع القطري والإقليمي والدولي وتطلعاته.

وأضاف "وفي إطار رؤيتها ورسالتها بأنها مجتمع علمي وفكري، سمته الحوار المفتوح وحرية تبادل الأفكار والمناظرات البناءة والالتزام بالبحث الجاد فقد أقرت الجامعة مقرر تحالف الحضارات في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ابتداء من سنة 2016، ثم تطويره سنة 2018، وتعميمه ضمن مقررات المعارف العامة لكل طلبة جامعة قطر ابتداء من ربيع 2019".

وأشار في هذا السياق إلى تأسيس كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات في منتصف 2016 بجامعة قطر، وتبني جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات بالتعاون مع اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، ومشروع موسوعة الاستغراب الذي يجسد التأصيل العلمي والفكري للعلاقة مع الآخر، واستقبالها السنوي لوفد الزمالة الدولي للقادة الطلاب الشباب في تحالف الحضارات، وتأسيسها لبرنامج ماجستير الأديان وحوار الحضارات سنة 2018.

من جانبه، أشاد الدكتور إبراهيم عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة بجامعة قطر بالمستوى العلمي الذي بلغته بحوث الجائزة لهذه السنة.. وقال "تمت معالجة موضوعات حساسة بطريقة مبتكرة وواقعية، مع مقاربات عميقة ومتينة لأدوات التثاقف والعلاقة مع الآخر الحضاري".

وأشار إلى جهود كلية الشريعة بجامعة قطر في مجال الحوار الحضاري الذي اعتبره من أهم وسائل تجديد ذاكرة الأمة وثقافتها وصلتها باللحظة الزمنية.. مبينا "أن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر بذلت جهودا كبيرة، بوصفها مؤسسة لتعزيز الأصالة وتوثيق التوجهات الفكرية والعملية وتفعيل الحوار الحضاري دون تمييع أو تقوقع، من أجل حماية وتعزيز الهوية الإسلامية وتفعيل أثرها في الواقع محليا وعالميا".

وفي كلمتها بالمناسبة، أشادت الدكتورة حمدة السليطي الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والعلوم والثقافة بهذه الجائزة.. وقالت إن الجائزة جاءت تكريسا للتعاون البناء بين اللجنة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، وكلية الشريعة بجامعة قطر وهو ما أثمر عن كرسي جامعة قطر لتحالف الحضارات والذي يشرف على هذه الجائزة بالتعاون مع لجنة تحالف الحضارات بوزارة الخارجية .

وبدوره، قال عز الدين معميش المدير الأكاديمي لكرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات بجامعة قطر إن اللجنة المعنية بالجائزة تلقت 132 ملخصا بحثيا للمشاركة من 30 دولة عربية وإسلامية وأجنبية وباللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية .

وأكد أنه تم تحكيم الأبحاث المقدمة والمتقدمة للجائزة وفق أسس علمية دقيقة ليستقر رأي اللجنة على بحثين فقط للمركزين الأول والثاني فيما حجبت عن المركز الثالث لعدم استيفاء البحوث للشروط العلمية.

ومن المقرر أن يتم تكريم الفائزين بالجائزة هذا العام على هامش منتدى الدوحة منتصف الشهر الجاري.

من جهة ثانية وقعت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات وجامعة قطر، على هامش الاحتفال بإعلان الفائزين بالجائزة، اتفاقية لتعزيز التعاون بين الجانبين لتنفيذ برامج وأنشطة أخرى تضمنتها خطة دولة قطر لتحالف الحضارات.