دولة قطر تؤكد حرصها على استدامة السلام وترسيخ الاستقرار ودعم جهود المصالحة لحل النزاعات
نيويورك - المكتب الإعلامي - 20 نوفمبر
جددت دولة قطر تأكيد حرصها على استدامة السلام وترسيخ الاستقرار ومنع عودة النزاعات والحفاظ على الوحدة الوطنية للدولة، مشددة على أهمية المصالحة الوطنية لتحقيق السلام وترسيخ الاستقرار.
جاء هذا في بيان أدلت به، سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في الاجتماع الرسمي لمجلس الأمن الدولي حول "بناء السلام والحفاظ على السلام: دور المصالحة في صون السلم والأمن الدوليين".
وقالت سعادتها، إنه "حرصا من دولة قطر على استدامة السلام وترسيخ الاستقرار ومنع عودة النزاعات والحفاظ على الوحدة الوطنية للدول وإدراكا منها لأهمية المصالحة الوطنية لتحقيق هذه الغايات، فإنها تولي أهمية لدعم المصالحة في إطار الجهود المستمرة التي تقوم بها لدعم بناء السلام".
وشددت على أهمية جهود الوساطة وتسخير المساعدات الإنسانية والتنموية لدعم فرص تحقيق السلام المستدام، مشيرة إلى جهود دولة قطر لاستعادة الاستقرار في أفغانستان وفي إقليم دارفور وغيرها.
وبينت سعادتها، أن من أهم المسائل التي تساهم في إنجاح عمليات المصالحة وفعاليتها واستمرارها، ضمانُ تحقيق العدالة والمساءلة ومنع الإفلات من العقاب، لافتة إلى ضرورة المساءلة عن أعمال الإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.. وأوضحت أن المساءلة هي عامل ردع ضروري يسهم بشكل كبير في تلافي الانتكاس وعودة الصراعات.
ونوهت بدعم دولة قطر لفريق الأمم المتحدة للتحقيق والمساءلة لتنظيم داعش (يونيتاد) والآلية الدولية المحايدة والمستقلة بشأن الجرائم الأشد خطورة المرتكبة في سوريا. وقالت إن "توثيق هذه الجرائم والمساءلة عليها هو عامل هام في تيسير التسوية السلمية للأزمات والمصالحة المستدامة".
وأفادت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، بأن ويلات النزاعات وتكلفتها البشرية والمادية الباهظة تجعل من منع نشوب النـزاعات واستمرارها حتمية أخلاقية وإنسانية تقتضي اتباع نهج شامل من أجل المحافظة على المكاسب والحيلولة دون تجدد النزاعات. وأوضحت أن هذا النهج الشامل والمتكامل يتضمن تحقيقَ المصالحة الوطنية، ومعالجةَ الأسباب الجذرية للنزاعات والإنذار المبكر.
ولفتت إلى أن بناء السلام والحفاظ عليه هو مهمة ومسؤولية مشتركة بين سائر الجهات الوطنية صاحبة المصلحة، كما يستوجب مساعدة واهتماما دوليين مستمرين. مشيرة إلى الدور الحيوي الذي يؤديه الأمين العام ولجنة بناء السلام ومنظمة الأمم المتحدة ككل، إلى جانب المنظمات والوكالات الدولية والإقليمية المعنية، وذلك من خلال الشراكات وبناء القدرات المحلية وتقديم الخبرات.
ومن أجل أن تتسم عمليات المصالحة بالنجاح والاستمرارية، شددت سعادتها على ضرورة أن تكون عمليات حقيقية وذات مصداقية وشاملة لجميع شرائح المجتمع، وأن تهدف إلى ترسيخ السلام المستدام ومعالجة جذور الصراعات، وأن يساهم فيها الزعماءُ الدينيون والمجتمع المدني بشكل عام.
كما دعت إلى العمل على زيادة مشاركة المرأة وتمثيلها وإسهامها في جميع مراحل الوساطة والتسوية بما فيها جهود المصالحة، وأن تؤخذ في الاعتبار المسائل المتصلة بنوع الجنس في المناقشات ذات الصلة بالمصالحة ومنع نشوب النزاعات.
وأعربت سعادتها عن اعتقادها بأن الدور الذي يمكن أن يضطلع به الشباب هو دور هام، قائلة إنه "لا يمكن الحديث عن استدامة السلام وعدم عودة النزاع في المستقبل دون إشراك جيل المستقبل"، مشيرة إلى أن دولة قطر تعتزم استضافة المؤتمر الثاني حول مشاركة الشباب في مسارات السلام خلال العام القادم.
وفي ختام بيانها، أكدت سعادة السفيرة أن الجهود المبذولة لدعم بناء السلام واستدامة السلام وإيجاد حلول دائمة للصراعات تستحق كل الاهتمام الجاد، داعية إلى بحث جميع عوامل النجاح والاستفادة من أفضل الممارسات لأن ذلك يتعلق بإنقاذ الأجيال الحالية والمقبلة من ويلات الحروب والنزاعات.