سفير قطر في ألمانيا: استضافة الدوحة لاجتماع المجموعة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن يؤكد متانة العلاقات القطرية الألمانية

news image

الدوحة – المكتب الإعلامي - 29 أكتوبر

أكد سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، على أهمية استضافة دولة قطر لأعمال اجتماع المجموعة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، مشددا في هذا الإطار على أن خروج هذا المؤتمر لأول مرة وتنظيمه في قطر يعد دليلا على العلاقة والشراكة القوية التي تربط الجانبين القطري والألماني.

ونوه سعادته، في تصريح أدلى به على هامش أعمال اجتماع المجموعة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن المنعقدة بمتحف قطر الوطني، بأهمية المواضيع التي يناقشها المؤتمر، خاصة في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة، آملا أن تساهم هذه الاستضافة في التوصل إلى حلول تعود بالنفع على المنطقة بشكل عام، بمعنى أن تساهم الأفكار والمناقشات التي ستطرح في إيجاد صيغ واتفاقات جديدة في إطار تعاون الدول من أجل استباب الأمن في المنطقة.

وأفاد بأنه سيتم التركيز خلال الاجتماع على عدد من القضايا لكن سيتم بشكل أساسي التركيز على قضية الأمن السيبراني باعتبارها إحدى أهم القضايا الملحة والحساسة حاليا، فهي تعتبر بمثابة تحد عالمي يرتكب باسمه جرائم عالمية قد تؤدي لأزمات حادة وحروب وإذا لم تكن هناك صيغة أو تعاون مشترك في هذا المضمار فمن المعتقد أن تسوء الأمور في منطقتنا، ولذا تأتي استضافة المؤتمر في إطار المساهمة لإيجاد حلول وصيغ واتفاقات جديدة في هذا الإطار.

وأكد أن استضافة دولة قطر للمؤتمرات العالمية، دليل على أنها أصبحت مركزا أساسيا لتنظيم المؤتمرات بشكل عام، فضلا عن أنه قد أصبح لدولة قطر مصداقية كبيرة وقدرات عالمية على تنظيم الفعاليات المختلفة بداية من أصغر ندوة وصولا إلى المؤتمرات التي تشهد حضور آلاف المشاركين، لافتا إلى أن هذه المصداقية خلقت شراكات قوية مع مؤسسات فكرية ومؤتمرات دولية، ولعل من آخر الأدلة على ذلك خروج مؤتمر ميونخ لأول مرة من ألمانيا منذ إنشائه عام 1962 وهذا دليل على أن الشراكة بين قطر ومؤتمر ميونخ شراكة حقيقية نأمل باستمرارها، قائلا "سأعمل عندما أبدأ عملي في برلين على تعزيز هذه الشراكة".

ولفت إلى أن التهديدات والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول غير مقبولة لا في الإطار الإقليمي ولا الدولي، مبينا أن الاتفاقيات الدولية أكدت على هذا الأمر، وكذلك بات الجميع يدرك حاليا المشاكل التي ترتبت على التدخلات الخارجية والتي أدت لأزمات حادة وحروب، معربا عن أمله في أن يساهم المؤتمر في إيجاد صيغ جديدة بشأن كيفية حل هذه القضايا والتأكيد على احترام الآخر والإقرار بعدم التدخلات الخارجية في شؤون الدول.

وأشار سعادته إلى أن مفهوم الأمن حاليا بات مفهوما واسعا جدا فهو لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، فالاحتجاجات الشعبية التي نشهدها حاليا في العديد من الدول تعتبر اختراقا أمنيا قويا في الأنظمة كما أن وجود أنظمة لا تلبي احتياجات شعوبها يأتي أيضا ضمن هذا الإطار.

وبشأن الحصار المفروض على دولة قطر، لفت سعادة السفير إلى أن أزمة دولة قطر تعتبر أحد الأمثلة الواضحة بخصوص الأمن السيبراني، وتم التعامل مع الأزمة في الإطار الدولي والاتفاقيات الدولية وكشف هذه المؤامرات والمشاكل التي ترتبت عليها، وأصبحت قضية حصار قطر قضية مكشوفة الآن وكل الدول الصديقة والحليفة لقطر على اطلاع بهذه القضية.

وشدد على أنه طالما كان هناك أمن واستقرار سياسي، فمن الطبيعي أن تنخفض حدة التوترات السياسية وهذا يسهم بدوره في تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات بين الدول، آملا في أن يساهم المؤتمر في تقديم بعض الأفكار المقترحة والصيغ التي ستؤدي لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة بما يعود بالنفع على مجالات التبادل التجاري والاقتصادي وغيرها.

ولفت سعادته إلى أن أولياته عند توليه مهامه ستكون العمل على الاستمرار في العلاقة الصلبة والقوية والاستراتيجية بين قطر وألمانيا، مثمنا الدور الذي قام به سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني سفير قطر السابق في ألمانيا.

وقال "سنستمر في هذه السياسة وسنقوم بتعزيز التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي الثقافي خاصة من خلال "ديوان" المركز الثقافي القطري في برلين حيث سيتم إدخال بعض الأفكار الجديدة التي يتم من خلالها تعزيز النشاطات الثقافية للمركز وإعطاء دور للعلاقات الإنسانية بين الشعبين، وستكون أحد الأولويات الرئيسية كذلك إبراز دور الشباب والمرأة القطرية في المركز الثقافي، حيث سيتم في هذا الإطار القيام بتنظيم ندوات ومؤتمرات لإبراز دورهم المهم، وباعتبار أن ألمانيا دولة كبيرة جدا ومن أهم الاقتصاديات العالمية في أوروبا، سيكون العمل مضاعفا جدا في هذه الدولة".