نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يشارك في جلسة نقاشية بنيويورك

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يشارك في جلسة نقاشية بنيويورك

نيويورك – المكتب الإعلامي - 24 سبتمبر

شارك سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في جلسة نقاشية بعنوان "إعادة النظر في دور الدول الصغيرة في السياسة الدولية"، والتي يعقدها منتدى الدوحة بالشراكة مع قمة كونكورديا العالمية في نيويورك.

وخلال الجلسة التي أدارتها السفيرة باولا دوبريانسكي، وهي كبير باحثين لدى مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، تحدث سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن أهمية الدور الذي يمكن للدول الصغيرة في العالم أن تضطلع به في السياسة الدولية، مشيراً إلى أن بعض هذه الدول الصغيرة قد تمتلك مزايا لا تتمتع بها دولٌ كبرى أخرى مثل الموقع الاستراتيجي أو الموارد الفريدة، بل وقد تتفوق عليها في كفاءة الأداء ومرونة الحركة، وأنها لذلك تستطيع أن تكون بمثابة جسرٍ يربط بين الدول، ومساراً ناجحاً لتسوية النزاعات.

وأشاد سعادته بالدور الذي تلعبه الدول الصغيرة لاسيما عندما يتعلق الأمر بالكفاءة والمرونة والقدرة على التكيف، وقدم سعادته مثالًا على الجمعية العامة للأمم المتحدة "حيث تتساوى الدول الأصغر مع الدول الكبرى في الأصوات"، مشيراً الى أن الدول الكبرى تتحمل أيضًا مسؤولية حماية العالم وضمان إنفاذ القانون الدولي.

ولفت سعادته إلى دور دولة قطر في حفظ السلام العالمي، موضحا أنه على الرغم من أن دولة قد تكون أصغر حجماً، فإن هذا لا يحد من تأثيرها الإيجابي الدولي على العالم.

وتناول سعادته دور دولة قطر في التعاون الدولي والأسواق المشتركة مثل الاتحاد الأوروبي، والتي يمكن تكرارها أيضًا في المستقبل داخل المنطقة.

وأشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى مدى أهمية الآليات متعددة الأطراف بالنسبة للدول الصغيرة، باعتبارها تُوفر لها الأمن وتحمي حقوقها وتضمن لها السيادة، مما يجعلها قادرة على المساهمة بشكل أفضل في الشؤون العالمية.

وأكد سعادته أن هناك حاجة لآلية إقليمية متعددة الأطراف في المنطقة تتمتع بالفاعلية والقدرة على تسوية النزاعات بطريقة سلمية، معتبراً أن مجلس التعاون الخليجي قد فشل في التعامل مع حصار قطر الذي اندلع منذ 2017.

وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أهمية الدخول في تحالفات لأي دولة صغيرة، مشيرا سعادته إلى أن أي آلية متعددة الأطراف ستكون بالطبع ذات أهمية كبيرة لدولة صغيرة لأنها تقدم لها مبادئ واضحة للتعاون مع جيرانها، وتتيح لها الوصول إلى الأسواق، وهو ما تفتقده البلدان الصغيرة.

وأضاف "إذا نظرنا إلى رابطة دول آسيان مثلاً، فهي تمثل سوقاً كبيرة تضم أكثر من 600 مليون نسمة وهو عدد ضخم، وإذا نظرنا إلى دولة معينة ضمن هذا التكتل، ولتكن مثلاً سنغافورة التي أثبتت أنها نموذج ناجح للدولة الصغيرة وهي تضم 5 ملايين نسمة، فإنني أعتقد أن هذه الرابطة يمكنها أن تعود بفائدة كبيرة على دولها الصغيرة، وإذا نظرنا إلى منطقتنا ومجلس التعاون الخليجي، فربما نجد أن المجلس قد فشل حتى الآن في معالجة الأزمة الخليجية".

وتُعتبر قمة كونكورديا السنوية، التي تجري أعمالها في نيويورك في الفترة من 22 إلى 24 سبتمبر، أكبر المنتديات العالمية المستقلة وأكثرها شمولاً، وأقيمت أعمالها بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتستقطب القمة صناع القرار وقادة الأفكار والجيل المقبل من بناة الشراكات ممن يهدفون إلى تحفيز العمل من خلال القيم المشتركة.

وقد أبرم منتدى الدوحة في نسخة هذا العام الشراكة مع هذه القمة المرموقة للعمل اعتماداً على القيم المشتركة للتغيير القابل للتنفيذ ومع التأثير الاجتماعي من خلال إجراء النقاشات المعمَّقة.

ويستقطب منتدى الدوحة، وهو منتدى للسياسات يقام سنوياً في الدوحة، العديد من قادة العالم وصناع السياسات للمشاركة في نقاشات حيوية حول الديناميات المتغيرة لشؤون العالم.

ويُقام منتدى هذا العام يومي 14 و 15 ديسمبر تحت شعار "الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب"، وقد رُوعي في جدول أعماله أن يعكس التطورات الأخيرة التي تشهدها قضايا مثل الهجرة وتغير المناخ وتغير القيادات في العالم وصعود قوى عالمية جديدة.

وكان المنتدى قد حقق في العام الماضي نجاحات كبيرة في طرحه لقضايا ملحة عبر تشجيع النقاش المفتوح على أساس من قيم التنوع والدبلوماسية والحوار.