المبعوث الخاص لوزير الخارجية يعلن نجاح المؤتمر الأفغاني للسلام

المبعوث الخاص لوزير الخارجية يعلن نجاح المؤتمر الأفغاني للسلام

الدوحة - المكتب الإعلامي - 08 يوليو 2019

أعلن سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني مبعوث وزير الخارجية الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، نجاح المؤتمر الأفغاني للسلام، الذي عقد في الدوحة على مدى يومين برعاية مشتركة بين دولة قطر وألمانيا الاتحادية.

وكانت أعمال المؤتمر الأفغاني للسلام، قد انطلقت أمس في الدوحة، وجمعت العديد من الشخصيات الأفغانية التي تمثل الكثير من الأطراف المختلفة في أفغانستان، وذلك في إطار الجهود المبذولة لدعم عملية السلام هناك.

وأكد سعادة المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب وفض المنازعات، في كلمته التي ألقاها في اختتام المؤتمر مساء اليوم، أن دولة قطر تثمن هذه الجهود المشتركة، قائلا "التقى أكثر من 60 أفغانيا يمثلون جميع أطياف المجتمع الأفغاني بما فيهم النساء وطالبان وممثلين من الحكومة واجتمعوا بصفتهم الشخصية ولأول مرة لمناقشة سبل إنهاء الصراع في أفغانستان وتحقيق السلام فيه، حيث تناولوا على مدار يومين مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها حقوق المرأة والأقليات ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والسجناء وانسحاب القوات الأجنبية والمستقبل السياسي لأفغانستان".

وأضاف سعادته "نحن اليوم نشعر بسعادة غامرة لتوصلهم لبيان مشترك كخطوة أولى للسلام، كما نشكرهم على دعمهم للمحادثات الجارية في دولة قطر والتي يعتبرونها مهمة وإيجابية في إنهاء الصراع الدائر في أفغانستان".

وأكد سعادته أن ما تم التوصل إليه اليوم قد يكون مجرد خطوة أولى لإيجاد تفاهم بين الأطراف المتصارعة، منوها إلى اتفاق الجميع على أهميتها وضرورة البناء عليها ومواصلة الجهود فيها، قائلا:"مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة".

وأعرب سعادته عن أمله في أن يمثل هذا الحدث بداية عملية هادفة تؤدي إلى سلام شامل ومستدام في أفغانستان، متوجها سعادته بالشكر إلى جميع المشاركين الأفغان على الروح البناءة في هذا الحوار، ولكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر والقائمين عليه.

واختتم سعادته كلمته بالتأكيد على أن دولة قطر ستبقى قوة سلام ومحبة وتعاون مع الشعوب والشعب الأفغاني والمجتمع الدولي لتحقيق السلام في أفغانستان.

من جانبه، أكد سعادة السفير ماركوس بوتزل المبعوث الألماني لأفغانستان وباكستان، أن نجاح المؤتمر يعد أولى خطوات إنهاء العنف في أفغانستان، معبرا عن سعادته باتفاق الأطراف المشاركة في المؤتمر على إصدار بيان الختامي مشترك كوثيقة ناتجة عن هذا الحوار الأفغاني - الأفغاني الذي تم التوصل إليه كأحد مخرجات هذا المؤتمر.

وثمن المبعوث الألماني لأفغانستان وباكستان، في كلمته باختتام أعمال المؤتمر الأفغاني للسلام، المشاركة البناءة من جميع الأطراف في المؤتمر وأخذهم مسؤولية بلادهم على عاتقهم، مؤكدا أن التوصل إلى هذا البيان المشترك يعتبر خطوة للأمام في الجهود الرامية لوقف العنف في أفغانستان.

وأعرب عن أمله في أن يكون نجاح المؤتمر الأفغاني للسلام، بمثابة نقطة انطلاق جيدة نحو حل شامل لعملية السلام، مشجعا كافة المشاركين على السعي للالتقاء مرة أخرى ومواصلة الحوار لتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية من أجل الخروج بنتائج تعود بالنفع على الشعب الأفغاني.

وقد اشتمل البيان الختامي على العديد من النقاط المهمة أبرزها اتفاق جميع المشاركين في المؤتمر على أن تحقيق سلام مستدام في أفغانستان لن يتم إلا عبر مفاوضات أفغانية شاملة، وأن أفغانستان دولة إسلامية موحدة وموطنا لكل الأعراق المختلفة، وذات سيادة إسلامية، فضلا عن التأكيد على أهمية تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، وإرساء الوحدة الوطنية، والسيادة الإقليمية التي يلتزم بها جميع الأفغان.

كما شدد المشاركون في الحوار الأفغاني - الأفغاني في بيانهم الختامي على أهمية تجنيب أفغانستان الدخول في حروب أخرى، وأن يكون حوار السلام الأفغاني مهم وحاسم بين مختلف أطياف المجتمع، مؤكدين ضرورة احترام المجتمع الدولي والإقليمي للقيم الأفغانية.

وأكدوا أيضا أنه من أجل التوصل إلى مفاوضات أفغانية فعالة لابد من الالتزام ببعض النقاط أبرزها أنه يجب على أطراف الأزمة تجنب التهديدات، والانتقام والحرب الكلامية، وتغليب لغة الحوار خلال الاجتماعات الرسمية، وعدم تأجيج الصراع، وأن يدعم المشاركون في المؤتمر الأفغاني للسلام محادثات السلام الجارية في الدوحة والتأكيد على أن المخرجات الفعالية والإيجابية من المفاوضات ستكون مثمرة وتصب في مصلحة أفغانستان.

واتفق المشاركون كذلك في البيان الختامي المشترك على أهمية اتخاذ خطوات من شأنها خلق بيئة موثوقة للسلام في أفغانستان، والتأكيد على أمن أفغانستان من الحروب وتداعياتها، وضرورة مراعاة كافة الأطراف لهذه التدابير التي تشتمل على الإطلاق غير المشروط للسجناء وكبار السن والمعاقين والمرضى، وضمان أمن المنشآت العامة مثل المستشفيات والأسواق، والمؤسسات التعليمية مثل المدارس والجامعات، والمناطق المأهولة بالسكان، والتأكيد على احترام وحماية كرامة الشعب الأفغاني وأملاكه، وحماية المدنيين، وكذلك احترام حقوق النساء في كافة الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتعليمية والثقافية، وذلك في إطار القيم الإسلامية.

كما اتفق المشاركون في المؤتمر الأفغاني للسلام بالدوحة على خريطة طرق للسلام، قائمة على الشروط التالية: تأسيس النظام الإسلامي للدولة لتطبيق السلام الشامل، وبدأ عملية السلام بالتزامن مع إنجاز كافة هذه البنود، ورصد ومتابعة تنفيذ اتفاق السلام، وإصلاح كافة المؤسسات الحيوية التي تعود بالنفع على الشعب الأفغاني، ودعم الدول المانحة لمرحلة ما بعد اتفاق السلام، والقائمة على التعاون والعلاقات الجديدة، وضمان عدم تدخل الدول الجارة والإقليمية في الشأن الأفغاني.

واتفق المشاركون كذلك على القبول بالقرار الأخير للحوار الأفغاني الذي تم عقده يومي 5 و6 فبراير 2019 في موسكو، داعين منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي) والأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، والدول الجارة على دعم مؤتمرات السلام التي عقدت في موسكو والدوحة.

وفي ختام البيان المشترك، عبر المشاركون في المؤتمر الأفغاني للسلام، عن شكرهم وتقديرهم بشدة للجهود المشتركة بين دولة قطر وألمانيا والعمل على إنجاح المؤتمر الأفغاني للسلام، كما عبروا عن أملهم في أن تواصل كافة الأطراف المعنية دعمها بما يخدم مصلحة أفغانستان وشعبها في إطار سلام حقيقي يتمناه الجميع.