المبعوث الخاص لوزير الخارجية يؤكد إيمان دولة قطر بضرورة الحل السلمي للأزمة الأفغانية

المبعوث الخاص لوزير الخارجية يؤكد إيمان دولة قطر بضرورة الحل السلمي للأزمة الأفغانية

الدوحة – المكتب الإعلامي - 07 يوليو

قال سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني مبعوث وزير الخارجية الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، إن دولة قطر تؤمن بعدم جدوى الحل العسكري للأزمة الأفغانية وأنه لا بد من إيجاد حل سلمي لهذا الصراع وبدعم من الدول الإقليمية والمجتمع الدولي.

وأضاف سعادته في كلمته بافتتاح المؤتمر الأفغاني للسلام الذي تحتضنه الدوحة ليومين، أن دولة قطر ما زالت تواصل جهودها ومساعيها الحميدة كوسيط نزيه في الأزمة الأفغانية من أجل إرساء أسس السلام بين الفرقاء في أفغانستان وبناء الثقة بين الأطراف عبر تحقيق وقف إطلاق النار الشامل والدائم وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى والسجناء والرهائن والتقريب بين وجهات نظر الأطراف المعنية في الصراع للتوصل إلى حل سياسي يضمن تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب الأفغاني، الأمر الذي سينعكس إيجابا على تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.

ووصف سعادته المؤتمر الأفغاني للسلام بأنه اجتماع تاريخي، منوها بشجاعة ممثلي الشعب الأفغاني في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة من أجل هذا الهدف النبيل وحرصهم على تحقيق السلام في أفغانستان لحقن دماء الشعب الأفغاني الذي عانى ويلات الحروب والدمار لعقود.

وقال سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، إنه: "منذ بداية المفاوضات الحقيقية والجادة في الدوحة مع بداية العام الجاري بدأنا نرى بأن هناك نورا بدء يشع في نهاية النفق وشعرنا بأن هناك أملا حقيقيا وجادا في تحقيق السلام"، لافتا إلى أن اجتماع اليوم جزء لا يتجزأ من هذه العملية السلمية ودليل ملموس على الرغبة الجادة والحقيقية في مواصلة الحوار لتحقيق السلام في أفغانستان.

وأضاف سعادته: "لقد قمنا خلال هذا العام بعدة زيارات مكوكية إلى كابول ولكثير من عواصم العالم والتقينا مع الكثير من مكونات الشعب الأفغاني ومن الرجال والنساء والشباب والقادة السياسيين والمجموعات الحزبية وزعماء القبائل وشيوخ الدين ومؤسسات المجتمع المدني، ولمسنا بأن هناك رغبة حقيقية للحوار لتحقيق السلام الذي يحقق تطلعات الشعب الأفغاني".

ومضى قائلا: "إن الشعب الأفغاني يمر اليوم بمرحلة تاريخية حاسمة تفصل بين خيارين إما المضي قدما في تعزيز العملية السياسية وضمان كافة حقوق الشعب الأفغاني وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والازدهار أو انهيار الأوضاع واستمرار دوامة العنف والدمار وتلاشي أحلام الأجيال القادمة الأمر الذي يحتم على جميع الفرقاء في أفغانستان والجهات الفاعلة تحمل مسؤولياتها وتغليب لغة العقل والمنطق وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الأخرى، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية وبناء دولة المؤسسات التي تقوم على مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون ومكافحة الفساد وحماية حقوق المرأة والأقليات".

وأكد على أن دولة قطر قيادة وشعبا وحكومة ستبقى قوة سلام ومحبة وتعاون مع الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي والشعوب الأخرى المحبة للسلام.

وفي تصريح على هامش المؤتمر الأفغاني للسلام، أعرب سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني مبعوث وزير الخارجية الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، عن الامتنان بجمع كافة الفرقاء الأفغان من رجال ونساء وشباب على طاولة واحدة، مشيرا إلى أن دولة قطر لها باع طويل في جهود الوساطة والمساعي الحميدة في الشأن الأفغاني، حيث قامت خلال هذا العام من بداية يناير الماضي بمفاوضات جادة وحقيقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان.

ولفت إلى أن المحادثات تدور حول أربعة محاور أولها عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي طرف لتهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أو حلفائها والدول الأخرى في المنطقة، والثاني انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية في أطر زمنية محددة، والثالث أن يكون هناك حوار ومفاوضات مباشرة بين الأفغان بعضهم وبعض وبين طالبان والحكومة الأفغانية، والرابع يتعلق بأن يكون هناك وقف شامل لإطلاق النار.

وأشار سعادته إلى أنه قد تم تحقيق تقدم في المحورين الأول والثاني واليوم يتحقق تقدم آخر أيضا في المحور الثالث وهو الحوار باعتبار أن الحوار يأتي أولا يلي ذلك المفاوضات المباشرة.

وقال: "رأينا اليوم مشاركة طيبة من كافة الأطياف الأفغانية من ممثلي الحكومة الأفغانية وطالبان ومؤسسات المجتمع المدني والشباب والنساء والأحزاب السياسية الأخرى، آملا أن يتكلل الحوار بين الإخوة الأفغان ويتمخض عنه خارطة طريق للمفاوضات المباشرة المقبلة بين الحكومة الأفغانية وطالبان والجهات الفاعلة الأخرى في أفغانستان".

وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل غدا /الإثنين/ إلى نتيجة لاسيما وأن هذا اللقاء له هدفان الأول التجمع في حد ذاته، والثاني الاتفاق على خارطة طريق لمستقبل أفغانستان وعملية السلام والمفاوضات مع الأعضاء الآخرين.

وعن دور قطر في الوساطة، شدد سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني على أن الأزمة الأفغانية تخص الأفغان بالدرجة الأولى، قائلا: "هم من يعالجونها ونحن فقط نساعدهم في إنهاء هذه الحرب الدائرة فلا يوجد هناك حل عسكري لهذه الأزمة ولا تستطيع أي جهة أن تحسم هذه المعركة عسكريا ولذلك لابد من الجلوس على طاولة المفاوضات والتنسيق والتعاون واتساق الجهود بين كافة الدول الفاعلة، وهناك إجماع إقليمي ودولي على أن المفاوضات الدائرة في قطر هي المسار الصحيح ونتمنى أن تكلل جهودنا جميعا بتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان".

وعن اشتراط طالبان وقف إطلاق النار قبل الجلوس مع الحكومة الأفغانية، أفاد سعادته بأن مسالة وقف إطلاق النار جزء لا يتجزأ من الاتفاق والعملية السياسية في أفغانستان.

وبشأن اقتراب الإعلان عن اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان بعد 7 جولات من الحوار قال سعادته: "هناك تقدم كبير جدا وأتمنى أن نستطيع الإعلان عن هذا الاتفاق خلال العام الجاري".