بدء أعمال الاجتماع الوزاري السادس عشر لحوار التعاون الآسيوي

بدء أعمال الاجتماع الوزاري السادس عشر لحوار التعاون الآسيوي

الدوحة  -المكتب الإعلامي - 01 مايو

بدأت هنا اليوم أعمال الاجتماع الوزاري السادس عشر للدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي، برئاسة دولة قطر.

وافتتح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أعمال الاجتماع، بكلمة أشار فيها إلى أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي والعالم يمر بمتغيرات وتطورات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والمالية تتعقد صلاتها ومؤثراتها.. مشددا على ضرورة تعميق التعاون بين الدول الآسيوية لمواجهة تحديات المستقبل.

وأوضح أن قارة آسيا تشكل نسبة مؤثرة في هذا العالم.. مؤكدا ضرورة الارتقاء بمستوى العلاقات والتعاون بين كافة دول القارة الآسيوية في شتى المجالات من أجل تحقيق التكامل المشترك المنشود على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.

وأضاف "نحن مطالبون بمواجهة تحديات المستقبل، من خلال تعميق وتكثيف روابط التعاون، وإيجاد مناخات صحية لبناء علاقات سليمة ومتوازنة بين دولنا، أساسها احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السليمة على نحو يكفل العدل ويرسخ الثقة المتبادلة ويحقق الشراكة الحقيقية عبر آليات أكثر فعالية في التنفيذ تماشياً مع رؤية التعاون الآسيوي 2030".

ولفت سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن حوار التعاون الآسيوي ومنذ إنشائه في 23 يونيو 2001 وانطلاق اجتماعاته الوزارية عام 2002 م وقمته الأولى عام 2012 م، أثبت بما لا يدعو مجالاً للشك أنه آلية حيوية يرتكز عليها في إطار التعاون من أجل تنمية قارة آسيا.

وعبر سعادته عن ثقته التامة بأن تكامل مسار الاجتماعات الوزارية السابقة سيتيح الفرصة لتعميق التعاون القائم وتعزيزه في كافة المجالات ويساعد على فتح آفاق تعاون مستقبلية جديدة.. معربا عن اعتزاز دولة قطر باستضافة هذا الاجتماع الهام، ومؤكدا عزمها على توفير أفضل الظروف لإنجاحه عبر تنمية التعاون القائم واستكشاف الفرص الجديدة للتعاون كركيزة أساسية لاستقرار وأمن قارتنا الآسيوية بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا في التنمية المنشودة.

وتابع سعادته "إننا في دولة قطر نقدر علاقتنا مع الدول الآسيوية التي تربطنا بهم علاقات تاريخية راسخة تسمو على المصالح المادية والمنافع الآنية، ومن هذا المنطلق تدعم دولة قطر الأهداف الأساسية التي قامت عليها مبادرة حوار التعاون الآسيوي وفي مقدمتها تعزيز العلاقات البينية بين الدول الأعضاء وتنسيق المواقف السياسية وتوطيد أوجه التعاون في مختلف المجالات وتحقيق مصالحنا المشتركة.

وجدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في هذا السياق، تأييد دولة قطر لمقترحات الدول الأعضاء بشأن المجالات العشرين للتعاون وبخاصة مجالات الطاقة وأمن الطاقة والتخفيف من وطأة الفقر والزراعة والنقل والتكنولوجيا الحيوية والبيئة والسياحة والتعليم الإلكتروني، وتشجيع كل الجهود التي تعزز العمل المشترك تحت مظلة الأمانة العامة لحوار التعاون الآسيوي.

ولفت سعادته إلى ما تشهده اقتصاديات دول القارة الآسيوية في السنوات الأخيرة من معدلات نمو متزايد مما يتيح الفرصة لمزيد من التعاون بين دول القارة.. منبها بأن أي حالة من التوتر أو عدم الاستقرار في أي منطقة جغرافية من هذه القارة تنعكس سلباً على كافة المناطق الأخرى مما يؤدي إلى تباطؤ معدلات النمو وبرامج التنمية.

كما لفت سعادته إلى أن دول القارة وإن كانت قد قطعت خطوات ملموسة لتحقيق بعض الطموحات إلا أنها لاتزال تنتظرها تطلعات أخرى تتطلب العمل الجاد على إنجازها "فنحن نمتلك كل الفرص لتحقيق طموحات شعوبنا لما تمتلك قارة آسيا من الموارد الطبيعية والبشرية والموقع الجغرافي المتميز".

وشدد على "أن التشاور والتعاون في المجال السياسي يشكلان عاملا مهما في علاقاتنا إلا أن التعاون الاقتصادي والتجاري يعد حجر الزاوية في تطوير هذه العلاقات وتحقيق الازدهار والاقتصاد والتنمية المستدامة لدولنا وشعوبنا".

وفي هذا الصدد أكد سعادته على سياسة دولة قطر الراسخة والمتنامية في التعاون مع كافة الدول الآسيوية في شتى المجالات وتشجيع تعميق الشراكات التجارية والاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لبلدان آسيا في الأسواق العالمية، "لا سيما وأن القارة الآسيوية تمتلك كافة الإمكانيات المطلوبة للدفع بعجلة التنمية من موارد بشرية وثروات اقتصادية، وهي عناصر كفيلة لنجاح عملية التكامل الاقتصادي".

وأشار سعادته في هذا السياق إلى أن منتدى رجال الأعمال الذي سيعقد على هامش هذا الاجتماع سيكون منصة مهمة لعرض الخبرات والرؤى والأفكار والتجارب المتميزة بين المستثمرين ورواد الأعمال والخبراء في مجالي الاقتصادي والتجارة، مما سيساهم في فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، وتوسيع التجارة والأسواق المالية وزيادة حجم القوة التنافسية لدول القارة الآسيوية مع باقي دول العالم.

وتطرق سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى ظاهرة الإرهاب والتطرف.. مؤكدا أنها باتت مصدرا خطرا على الجميع، وقال "إن دولة قطر تدين الإرهاب والتطرف والعنف بكل أشكالهم وصورهم أيا كانت دوافعهم، وتنخرط في جميع الجهود الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب".

كما جدد التأكيد على "أنه لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب، وأن الأديان كلها تدعو إلى القيم النبيلة والتسامح والتعاون والحوار البناء لصالح المجتمع البشري ولا يصح تحميلها أوزار بعض الضالين من المنتسبين إليها".

وعبر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مجددا عن إدانة دولة قطر للتفجيرات التي استهدفت كنائس وفنادق في جمهورية سيريلانكا في إبريل الماضي.

وفي سياق آخر، أكد سعادته أن دولة قطر تؤمن بأن التعليم والثقافة ركيزتان أساسيتان لتطور ونمو الشعوب وبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة وتولي اهتماماً كبيراً بهما.. وقال "ومن هذا المنطلق استضافت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ورشة عمل تعليمية بالتعاون مع حوار التعاون الآسيوي في شهر مارس الماضي، والتي شهدت حضورا لافتا ومميزا من النخب التعليمية والأكاديمية كما قامت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم وبالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة في يناير الماضي بالاحتفال باليوم العالمي للتعليم في نسخته الأولى".

وعلى صعيد متصل، أعلن سعادته أن دولة قطر ستنظم ورشة عمل ثقافية تحت مظلة رئاستها لحوار التعاون الآسيوي في شهر سبتمبر القادم.. وقال "نتطلع أن تشكل هذه الورشة مناسبة هامة للتعريف بالثقافة العريقة لكافة لدول الأعضاء لاسيما أن دول القارة الآسيوية تمتلك تاريخا عريقا وثقافة غنية بالتنوع، ونحن في دولة قطر نحافظ على الموروث الشعبي والثقافي والحضاري، ونسعى إلى ترسيخه في نفوس الأجيال".

وأعرب سعادته عن تطلع دولة قطر إلى التعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء في المنتدى، وأن تشهد هذه الدورة المزيد من تحقيق المكاسب المشتركة.. مؤكدا أن هدف التوافق والتعاون الآسيوي وتطوير آليات العمل المشترك بين بلدان القارة سيكون له أولوية خلال فترة الرئاسة.

كما أعلن سعادته في سياق كلمته عن استضافة دولة قطر لقمة حوار التعاون الآسيوي لعام 2020م. وتمنى "أن يحقق هذا الاجتماع أهدافه المنشودة التي تلبي تطلعات شعوبنا وأمالنا المشتركة".

من جهته، طالب سعادة السيد محمد جواد ظريف وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بإيجاد أمانة عامة شاملة لكل الدول الأعضاء عبر إنشاء مجموعة عمل بهدف الإصلاح وإعادة الهيكلة.

وأضاف ظريف خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح الاجتماع الوزاري السادس عشر للدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي، باعتبار أن بلاده كانت الرئيس السابق للحوار، أن انعدام الحوار أدى للعديد من المشاكل ومن أجل تلافي هذا الأمر فقد تأسست مجموعة الحوار الآسيوي، موضحا أن الحوار المتعدد الأطراف والشامل هو الطريق الوحيد للخروج من أي صراعات أو مشاكل.

كما أعرب عن دعمه لاستضافة دولة قطر لقمة حوار التعاون الآسيوي لعام 2020، قائلا أن حوار التعاون الآسيوي يمثل مجتمعا من التعاون والحوار في أجواء من الصداقة في إطار يعمل على دعم علاقات البلاد المشاركة في الحوار.

وتابع يقول أن بلاده تدين التفجيرات الإرهابية في دولة سيريلانكا قائلا إن بلاده تؤمن بأن التعلم والثقافة والحوار وسائل أساسية للتنمية.

وشدد على أن بلاده تعتمد أسلوب الحوار.. معتبرا أنه الأمثل للوصول إلى خريطة طريق تعمل على تحقيق الأهداف المرجوة منه، مؤكدا دور بلاده في دعم المشاريع والفعاليات التي تصب في مصلحة القارة الآسيوية والتي من بينها استضافتها لأسبوع ثقافي لدول الحوار.

من جانبه ، قال سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، إن القارة الآسيوية تتمتع بإمكانيات وموارد هائلة مستعرضا بعض الإمكانيات التي تتمتع بها هذه القارة.

وأضاف خلال كلمته التي ألقاها، باعتبار أن بلاده الرئيس المقبل للحوار، أن آسيا لديها أكثر من نصف سكان العالم كما تنتج نحو 40 بالمئة من الإنتاج الصناعي العالمي، كما حققت العديد من الإنجازات الاقتصادية حيث تمكنت العديد من دولها من الخروج بشعوبها من أدنى مستوى للدخل وتحقيق مستويات عالية.

وأكد على أن المحرك الرئيسي في العديد من التجمعات هو الاقتصاد لذا فإن حوار التعاون الآسيوي يجب أن يركز على زيادة التعاون الاقتصادي بين أعضائه من أجل تحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على دول الحوار وخاصة في ظل الأزمات والتحديات التي تواجهها القارة.. موضحا أنه لا ينبغي وسم مجتمعات بعينيها بالإرهاب.. مطالبا بإزالة الأسباب المؤدية له مثل مواجهة الفقر والعمال على تحقيق العدالة الاجتماعية.

كما دعا أوغلو إلى زيادة التعاون الاقتصادي قائلا أن هذا الأمر يتطلب حل العوائق التي تقف أمام تحقيق ذلك.. موضحا أن على الدول الأعضاء العمل معا لتحقيق خطوات ملموسة في هذا الإطار خاصة في ظل ما تتمتع به دول القارة من قدرات بشرية ومادية، من خلال العمل على تأسيس شبكات تواصل وتكامل جيدة بين دول الحوار.

وأفاد أنه رغم التأكيد على أهمية التعاون الاقتصادي إلى أنه يجب أيضا الاهتمام بالتبادل الثقافي والسياحي قائلا أن بلاده خلال فترة ترأسها لحوار التعاون الآسيوي سوف تعطي أولوية للمجال السياحي وإيجاد آليات للتعاون في هذا المجال.. لافتا أن بلاده ستعنى أيضا بزيادة التواصل بين الدول الأعضاء وتأمين منصات تعاون بين الغرف التجارية لدول الحوار الآسيوي.

بدوره، طالب سعادة السيد بنديت ليمشون الأمين العام لحوار التعاون الآسيوي، الدول الأعضاء بالعمل معا من أجل مواجهة ما تواجهه المنطقة من أزمات وتحديات.. قائلا إن هذا المنتدى يمثل فرصا للحوار بين دول القارة الآسيوية وسوف يعزز من قدراتها على مواجهة تلك الأزمات.

كما حذر الأمين العام من أن دول الحوار تعد من أبرز الدول المستفيدة من حرية الاقتصاد والعولمة وبالتالي فإن أي عقبات تعمل على تحجيم الاقتصاد أو وجود صراعات أو حروب اقتصادية في العالم من شأنها أن تضر بها.

وأكد أن اجتماع اليوم يحمل رسالة من نحو 34 وزير خارجية لدول الحوار بتجديد التزامهم بالعمل معا من أجل تحقيق مجتمع منفتح على الآخر، يسعى لتحقيق التناغم بين أعضائه ويسعى لتحقيق أهدافه المتنوعة.