سفير قطر لدى الصين يشيد بعمق ومتانة العلاقات القطرية الصينية

سفير قطر لدى الصين يشيد بعمق ومتانة العلاقات القطرية الصينية

بكين – المكتب الإعلامي - 14 أبريل

أشاد سعادة السيد سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى جمهورية الصين الشعبية، بعمق ومتانة العلاقات القطرية الصينية وتميزها، لاسيما على صعيد الرؤى المشتركة بشأن التنمية المستدامة.. منوها بالشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين الصديقين.

وأوضح سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" الى جمهورية الصين بداية هذا العام، جاءت مكملة للزيارة التي قام بها سموه عام 2014 والتي كانت زيارة تاريخية بكل المقاييس.. مؤكدا أن تلك الزيارة أسست لعلاقة شراكة استراتيجية بين البلدين، عبر إبرام عدد من الاتفاقيات الثنائية سواء في المجالات الثقافية أو المالية أو الاستثمارية، إضافة الى أنها أسست للتعاون في مبادرة الحزام والطريق.

وبين أن الزيارة الأخيرة فتحت آفاقا أوسع لمجالات التعاون وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية، حيث تم تدعيم العلاقات الثنائية بتوقيع مزيد من الاتفاقيات في مجال الثقافة والسياحة... مشيرا إلى أن من أبرز تلك الاتفاقيات الموقعة هو الاتفاق على عقد الحوار الاستراتيجي بين الجانبين.

وشدد على أن الحوار الاستراتيجي يشكل أهمية كبيرة لدولة قطر مع كافة الدول وعلى رأسها جمهورية الصين الشعبية، وقد أفرز هذا الحوار مزيداً من القواسم المشتركة والتفاهمات وتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة.

وأشار سعادة السفير إلى إنشاء جمعية الصداقة القطرية الصينية، والتي ستفتح الباب أمام الدبلوماسية الشعبية، إضافة الى الاتفاقيات الرياضية والتعليمية والتي تم التأكيد عليها بجانب اتفاقيات تخص الاستثمارات القطرية في الصين والاستثمارات الصينية في قطر".

ونوه سعادته بأن السوق الصيني سوق واعد ومستقر في مجال الاستثمار.. لافتا إلى أن هناك دراسة لتعزيز التواجد في السوق الصيني لما يتمتع به من فرص للتنمية والاستثمار.

وفيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين قطر والصين، أوضح سعادة السيد سلطان بن سالمين المنصوري أن حجم التبادل التجاري في ازدياد خصوصاً في السنوات الأخيرة... مبيناً أنه بلغ في عام 2017، ما يقارب عشرة مليارات دولار، في حين قارب في عام 2018 أحد عشر مليار دولار وهو في تزايد مستمر.

وأشار إلى أن قيمة الصادرات القطرية الى الصين تتجاوز قيمة الاستيراد... وتابع "تعد دولة قطر من الدول القلة التي تفوق قيمة صادراتها قيمة الواردات مع الصين في حجم التبادل التجاري، حيث يميل الميزان التجاري لصالح قطر"... مرجعاً ذلك الى أن الصين تعد من أكبر المستوردين للغاز القطري.

وقال "فيما يتعلق بتصدير الغاز القطري والتي تعد الصين من أكبر المستوردين له، فإن هناك علاقة وطيدة بين دولة قطر وجمهورية الصين في هذا المجال خصوصا في ظل توجه الصين نحو التنمية المستدامة والطاقة النظيفة، حيث تأتي قطر ضمن الدول الأولى التي تزود الصين بالغاز".. موضحا أن الغاز القطري يغطي ما يقارب الأربعين بالمائة من احتياج الصين، وهو ما يتجاوز العشرة ملايين طن متري، وهذا الرقم في تزايد نظرا للطلب المتزايد والمستمر من قبل الصين على الغاز.

وأضاف سعادته "بلغ حجم الاستيراد من جمهورية الصين في عام 2018 ملياري دولار، في حين يقارب التصدير السنوي للصين تسعة مليارات دولار وهو في تزايد".

وأشار في هذا السياق الى افتتاح خطين بحريين مباشرين من الصين لدولة قطر لنقل البضائع والمواد الاستهلاكية.. وقال "تستورد قطر غالبية احتياجات السوق القطري من الصين عبر ميناءين أحدهما في شنغهاي والآخر في غوانزو وذلك عبر خطين مباشرين لميناء حمد".

وحول التعاون في مبادرة الحزام والطريق والتي أطلقها فخامة الرئيس شي جين بينغ في عام 2013 ، قال سعادته "قامت دولة قطر منذ إطلاق المبادرة بدراستها من كافة النواحي ووجدت أنها مبادرة قيمة وهي لا تخدم الصين فحسب، بل إنها تخدم كل شعوب آسيا وكافة الدول الواقعة على طريق الحرير".

وأضاف "أن دولة قطر بعد دراستها للمبادرة ونتائجها المرجوة وجدت أن المبادرة تسعى للنهوض بالدول الواقعة على طريق الحرير والتي تعد قطر من بينها وقد تم توقيع اتفاقية في عام 2014 مع جمهورية الصين للتعاون في تنفيذ المبادرة".

وتابع السفير المنصوري "أن دور دولة قطر في المبادرة لا ينحصر بالانضمام لها والموافقة على الاتفاقيات المتعلقة بها فحسب، بل يتجاوز ذلك الى المشاركة والمساهمة في تنفيذ هذه الرؤية وهذه المبادرة، حيث شاركت دولة قطر كمؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية / أي. آي. أي. بي/ والذي أنشئ لهذا الهدف، إضافة الى أن دولة قطر قامت بتسهيل عمل البنوك الصينية في قطر حيث يعمل في دولة قطر بنكان صينيان هما بنك الشعب الصيني والبنك التجاري والصناعي الصيني، إضافة إلى إنشاء مركز مقاصة عملة /الرنمينبي/ والذي لا يخدم دولة قطر فحسب بل منطقة الشرق الأوسط وجزء من شمال إفريقيا".

وأشار سعادة السيد سلطان بن سالمين المنصوري في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إلى إنشاء لجنة وطنية ترأستها وزارة الخارجية للتعاون في مجال مبادرة الحزام والطريق، إضافة إلى إنشاء لجنة من كلا الجانبين لدراسة مشروعات البنية التحتية ودراسة ما هو أنسب لقطر والصين في تنفيذ المشاريع... مؤكدا أن لدولة قطر مشاركة فاعلة في جميع الاجتماعات والمنتديات المتعلقة بالمبادرة.

ومضى سعادته الى القول "إن المبادرة ترتكز على خمسة مبادئ أساسية هي تعزيز السياسات وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التجارة، وتنمية رأس المال والتواصل بين الشعوب، وهي عبارة عن آليات واتفاقيات تعد صلب المبادرة، كما أن نتائجها بحاجة إلى وقت لتحقيقها، ونحن الآن نجني ثمار هذه المبادرة وخصوصا أن هناك انسجاما وتعاونا وتقاربا في الرؤى بين دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية ومختلف الدول الواقعة على طريق الحرير".

وأشار الى أن فخامة الرئيس شي جين بينغ أطلق في العام الماضي مبادرة لانفتاح الصين على العالم حيث ترحب جمهورية الصين بالاستثمار الخارجي... موضحا أن الصين قامت في نفس العام بتنظيم أول وأكبر معرض للاستيراد وقد شاركت فيه تقريبا كل دول العالم من بينها دولة قطر.

أما في ملف استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، والتواجد الصيني في المشاريع المرتبطة بالاستعدادات للبطولة، قال سعادة السفير، إنه نظرا لما تتمتع به الشركات الصينية من خبرة في مجال البنية التحتية فإن دولة قطر قامت باستقطاب الشركات الصينية، نظرا لما تتمتع به تلك الشركات من خبرة كبيرة في هذا المجال... موضحا أن أكبر استاد لاستضافة البطولة هو استاد لوسيل الذي ستتم فيه مراسم الافتتاح والختام قامت بتشييده شركة صينية، كذلك ميناء حمد فقد قامت بتنفيذه شركة صينية أيضا... مشيرا الى أن هناك ما يتجاوز مائة وثمانين شركة كبيرة ومتوسطة تعمل في دولة قطر سواء في مشاريع البنية التحتية أو الاتصالات بجانب عدة مجالات.

وحول الشركات القطرية العاملة في الصين فقد أوضح سعادته أن هناك شركات مشتركة بين الجانبين تعمل في الصين... مبينا أن أبرز تلك الشركات هي أربع شركات وقد تم ترسية عدد من المشاريع المتعلقة بكأس العالم على تلك الشركات إلى جانب بنكين قطريين يعملان في الصين هما بنك قطر الوطني وبنك الدوحة اللذين يعملان في المنطقة المالية في شنغهاي.

أما فيما يخص السياحة والإعفاء من التأشيرات بين الجانبين وأثر ذلك على حركة السياحة في البلاد، فقد أشار سعادة السفير إلى أن عدد السياح الصينيين المسافرين الى الخارج في الخمس سنوات الماضية في ازدياد وأن العدد مرشح للزيادة خلال الخمس سنوات القادمة ، مبينا أن عددهم قد يصل الى خمسمائة مليون مسافر، وإن الشعب الصيني شعب محب للسفر والاطلاع على الثقافات.

وقال سعادة السفير "إن الإجراءات التي اتخذتها دولة قطر بإعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرة الدخول له تأثير على حركة السياحة، وقد أدى ذلك ارتفاع حجم السياح الصينيين بمعدل خمسة وثلاثين بالمائة، ونحن بحاجة الى المزيد في مجال تأهيل البنية التحتية للسياحة بما يراعي خصوصية الشعب الصيني، وهو ما قامت به دولة قطر بالفعل ممثلة بالمجلس الوطني للسياحة والقطاع السياحي عموما"ً.

ولفت الى أن السياح القطريين الوافدين الى الصين في ازدياد أيضا نظرا للإجراء المماثل التي اتخذتها الحكومة الصينية بإعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول.

وتابع سعادة السفير المنصوري "كما تعمل الخطوط الجوية القطرية من سبع محطات في الصين، وهناك إقبال كبير عليها في الصين للسفر لعدة وجهات لما تقدمة الخطوط القطرية من خدمات تلبي احتياجات المسافرين لمختلف دول العالم، وهو أمر إيجابي لما تتمتع به الخطوط القطرية من مكانة وثقة لدى الشعب الصيني وذلك مصدر فخر لنا".

ولفت سعادته الى أهمية الثقافة للتواصل بين الشعوب... مشيداً بالسنة الثقافية القطرية الصينية التي أقيمت في عام 2016، والتي لاقت إقبالا وتفاعلا كبيرا، وقال "إن الشعب الصيني منفتح على الثقافات الأخرى كما أنه شعب يحب انفتاح الآخرين واطلاعهم على ثقافته، وهو شعب ودود ومسالم ومرحب بالآخرين".

وحول الموقف الصيني من الحصار المفروض على قطر، أوضح سعادته أن جمهورية الصين من مبادئها الراسخة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهي منذ بداية الحصار تقف موقف الحياد من كافة الأطراف.. مضيفا "نحن نرى أن هذا الحياد حياد إيجابي لدولة قطر وذلك لعدة أسباب أهمها أن جمهورية الصين ضد مبدأ التدخل في شؤون الدول الداخلية، كما أنها ضد مبدأ الحصار وهي ترى أن الحصار لا يجدي بل إن الشعوب هي أكبر المتضررين منه، ولذلك هي دائماً ما تدعو الى الجلوس الى طاولة الحوار كما أنها تدعم الوساطة الكويتية التي يقودها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الخلاف، وقد دعمت الصين تلك الوساطة بكل المقاييس وهي تصر على أن هذه الأزمة يجب أن تحل خليجيا بالحوار والتفاهم بين كافة الأطراف.

ولفت سعادة السفير المنصوري الى أن دولة قطر ستشارك في معرض البستنة الذي سيقام نهاية الشهر الجاري في الصين وسيستمر لأربعة شهور.. مشددا على أهمية هذا المعرض نظراً للعدد الكبير من الزوار الذين سيرتادونه... وقال "تأتي مشاركة دولة قطر في المعرض نظرا لخبرتها في مجال البستنة والحلول الزراعية، حيث سيقام جناح كبير بطراز فريد يعكس صورة قطر الحضارية والثقافية بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة".