نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجتمع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجتمع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي

بروكسل - المكتب الإعلامي - 13 مارس 2019

اجتمع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اليوم، مع سعادة السيد ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك خلال زيارة قام بها سعادته إلى مقر حلف شمال الأطلسي "الناتو".

جرى خلال الاجتماع بحث تعزيز آفاق التعاون بين دولة قطر وحلف "الناتو"، بالإضافة إلى عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك.

وخلال استضافة سعادة السيد ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي /الناتو/ في بروكسل، لسعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الذي قدم إحاطة لأعضاء المجلس حول العلاقات بين دولة قطر و/الناتو/، وسياستها ورؤيتها للتحديات التي تواجه المنطقة وكيفية مواجهتها، أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن العلاقة الاستراتيجية بين دولة قطر وحلف /الناتو/، انعكست بشكل إيجابي على السلام والأمن في منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم.

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن دولة قطر تقدر دور حلف الناتو ومبادرة إسطنبول للتعاون في تحقيق هذا الهدف، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن المشتركة وتقوية الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار العالمي وإعادة التعمير في المناطق التي تعاني من الصراعات.

ولفت إلى أن العلاقة بين قطر وحلف /الناتو/ تتسم بأهمية بالغة، و"قد كان اجتماعنا شاهدا على رغبتنا القوية في تعزيز هذه العلاقة".

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على الأهمية القصوى التي توليها دولة قطر لشراكتها مع حلف "الناتو". وأشار إلى "عمل كل من الناتو وقطر معا على تطوير حوارنا السياسي المعتاد وتقوية تعاوننا الفعلي بمختلف الطرق".

وأضاف "نحن في قطر نركز تعاوننا في مجالات العمل المشترك والتدريب والتعليم والدفاع السيبراني وأمن الطاقة والتخطيط لمواجهة الطوارئ المدنية وإدارة الأزمات ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل".

ولفت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى أن دولة قطر لم تدخر ــ منذ انضمامها إلى مبادرة إسطنبول للتعاون ــ أي جهد لتعزيز الأمن المشترك من خلال إطار عملنا للتشاور وتبادل الآراء والتعاون في مجالات ترتيبات الدفاع والجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.

وأضاف "استنادا إلى إيماننا الراسخ بضرورة التعاون لتحقيق الأمن والسلام المستدامين على الصعيدين الإقليمي والدولي، صادقت دولة قطر على برنامج الشراكة الفردية لحلف الناتو، الذي يعد إطارا شاملا للتعاون والعمل المشترك".

وذكّر سعادته بأن العام الماضي شهد توقيع اتفاقية حول أمن المعلومات واتفاقية حول زيادة التعاون العسكري والأمني، تسمح لقوات الناتو وأفرادها بدخول قطر وعبورها، واستخدام قاعدة العديد الجوية.

وأشار سعادته إلى مساهمة دولة قطر في عملية الناتو بشأن "الحماية الموحدة" وبعثة "الدعم الحازم" لحلف الناتو في أفغانستان والتي تعمل جنبا إلى جنب في ليبيا وقبالة ساحل الصومال. وشدد على أن "دولة قطر مصممة على أن تكون قوة خير في العالم، وأن تلعب دورا نشطا في نشر السلام".

وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر تمنح أولوية للدبلوماسية الوقائية والوساطة على المستويين الإقليمي والدولي لحل النزاعات عبر الوسائل السلمية وتحقيق السلام الذي نتمناه جميعا.

ولفت إلى أن الأحداث الجيوسياسية الأخيرة أظهرت أن "مواجهة التهديدات الخطيرة والأزمات في عالمنا تتطلب جهودا جماعية وتعاونا دوليا وإقليميا وثنائيا".

وتحدث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن رؤية دولة قطر للتحديات التي تواجهها المنطقة وحلولها، وسلط الضوء على اثنين من التحديات الجماعية الرئيسية للسلام والأمن التي نواجهها اليوم.

وتناول سعادته التحدي الأول المتمثل في استمرارية الصراعات في الشرق الأوسط، وتطرق للحل عبر الحوار والدبلوماسية.

وقال في هذا المحور إن "مثل رؤية الناتو، قطر ملتزمة بالحل السلمي للنزاعات. واستنادا إلى المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية القطرية ورغبتها في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والمجتمع الدولي، فإننا نستمر في التأكيد على أهمية حل النزاعات عبر الوسائل السلمية".

ورأى سعادته أن "الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط هما حجر الزاوية للسلام والاستقرار العالمي". وجدد دعم دولة قطر المستمر لكافة الجهود الدولية والإقليمية لإنجاح الحلول السياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن، ودعوتها لجميع أطراف النزاع في هذه الدول إلى التوافق الوطني ونبذ الخلافات ووقف إراقة الدماء، لتحقيق التطلعات المشروعة لشعوب هذه الدول الشقيقة، وحفظ ووحدة وسلامة أراضيها.

وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن دولة قطر كما شاركت في مهمة "الدعم الحازم" للناتو في أفغانستان فإنها أيضا تشارك في الجهود الدبلوماسية لتسهيل واستضافة وساطة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

وتطرق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى التحدي الثاني، المتمثل في التهديد المتنامي للهجمات الإلكترونية، وتحدث عن الحل لمواجهة هذا التحدي من خلال التعاون لبناء دفاعات قوية ومرنة.

وقال سعادته،" يجمع العالم اليوم على أن المخاطر الناجمة عن ارتكاب الجرائم المرتبطة بالأمن السيبراني تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، فقد أضحت القرصنة الإلكترونية وسيلة تستخدم لاختلاق الأزمات والإضرار بالعلاقات بين الدول لتحقيق أهداف خاصة، ودون الاكتراث بالمسؤولية القانونية عن تلك الجرائم، ولا شك أن مواجهة هذه الجرائم تستوجب تدابير وإجراءات قضائية لمعاقبة مرتكبيها، وكفالة حصول الأطراف المتضررة منها على حقوقهم بموجب القانون الدولي".

وأشار، في هذا السياق، إلى أن الأزمة الخليجية الراهنة، والحصار غير المشروع المفروض على قطر، منذ قرابة عامين، كانا نتيجة لجريمة قرصنة وتجسس رقميين، وقد قامت دول الحصار باتخاذ إجراءات أحادية ضد دولة قطر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد العلاقات بين الدول، بذريعة مزاعم تبين للعالم عدم صحتها.

ولفت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن الحصار لم يعق التزام دولة قطر بالتعاون الاقليمي والدولي. وأكد أن دولة قطر مهتمة بالاستفادة من قدرات حلف شمال الأطلسي /الناتو/ في مجال الدفاع الإلكتروني وخبرته في هذا المجال.

وأعرب عن تطلع دولة قطر إلى التعاون في برامج إضافية من شأنها أن تعزز التعاون بين دولة قطر وحلف شمال الأطلسي في المستقبل.

وأكد أن دولة قطر لن تدخر جهدا من أجل الاستمرار في المشاركة النشطة مع /الناتو/ على مستوى الشراكة الفردية أو من خلال مبادرة إسطنبول للتعاون من أجل السلام والأمن الدوليين، وذلك عبر القيام بتنفيذ برامج لتعزيز التعاون والتنسيق بين دولة قطر وحلف /الناتو/.