نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر آمنة ومزدهرة وتسير في طريق مختلف منذ سنوات

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر آمنة ومزدهرة وتسير في طريق مختلف منذ سنوات

نيويورك – المكتب الإعلامي – 30 نوفمبر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر آمنة ومزدهرة وتسير في طريق مختلف منذ سنوات.

وأرجع سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ،في كلمة له خلال جلسة لمجلس العلاقات الخارجية اليوم في نيويورك، ازدهار دولة قطر خلال السنوات العشرين الماضية إلى تعاملها مع العالم من خلال دبلوماسية التفاعل وحرصها على إقامة شراكات اقتصادية عالمية وتطور رأسمالها البشري واستثمارها في المنطقة.

وأوضح سعادته أن دولة قطر قررت منذ عقدين أن تبدأ صفحة جديدة من الانفتاح، لافتا إلى أن هذا القرار شكل سياسة قطر الخارجية التي تتميز بالتفاعل والحوار والتعاون.

واعتبر أن هذا القرار كان اتجاها جديدا في منطقة الشرق الأوسط، وحقق النجاح المرجو منه، مضيفا أن قطر وجدت في خارج جوارها الجغرافي أصدقاء وحلفاء في مناطق مختلفة من العالم.

ولفت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى أن دولة قطر أصبحت وسيطا ذا خبرة في منطقة لا تستخدم أسلوب التفاوض في حل الخلافات ، مضيفا أنه " على سبيل المثال في لبنان استطعنا أن نهدئ القتال ونسد فراغ السلطة ، وفي السودان ساعدنا على وقف الحرب وتحقيق السلام في دارفور، واليوم نقوم بتسهيل المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة أفغانستان وحركة /طالبان/".

وأكد سعادته أن دولة قطر ستستمر لاعبا نشطا وداعما لكل الأطراف من ذوي النوايا الحسنة الذين يرغبون في حل الخلافات ومواجهة التحديات والأخطار التي تؤثر على الشرق الأوسط والعالم.

واعتبر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن الأزمة في الشرق الأوسط وصلت درجات من التوتر تتطلب من الخبراء المفكرين أن يحللوا جميع النزاعات المتزامنة للوصول إلى حلول واقعية ودائمة لتحقيق السلام.

وقال سعادته إن السياسة الخارجية التي تقوم على التفاعل تعني أن تسير الشراكات السياسية جنبا إلى جنب مع الشراكات الاقتصادية، مضيفا أن استثمارات دولة قطر في مختلف أنحاء العالم وفي مختلف القطاعات تعني أننا نستطيع أن نتشارك مع المختصين العالميين لإمداد العالم بالغاز الطبيعي المسال.

وأشار إلى أن ذلك لم يكن عملا سهلا لأن العملاء لم يكونوا قد طوروا بعد طريقة فاعلة لتسييل الغاز الطبيعي ونقله، لافتا إلى أن قطر تعاونت مع خبراء حول العالم نقلوا قطاع الطاقة إلى عهد جديد من خلال الغاز، منوها إلى أن قطر توفر اليوم ما يقارب 30% من الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي، واستطاعت أن تنوع اقتصادها وتقلل من اعتمادها على الوقود الاحفوري.

وأوضح سعادته أن دولة قطر تستثمر أيضا في رأسمالها البشري، " حيث بدأنا بالتعليم والإعلام والتسامح الديني، وشمل أخر فصل من فصول التطور الرعاية الصحية والعمل، وأتاحت السياسات التقدمية حرية وحقوق المرأة منذ عقود".

وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ،في كلمة له خلال جلسة لمجلس العلاقات الخارجية اليوم في نيويورك، إلى أن دولة قطر بدأت في عام 2007 مؤتمرات الحوار بين الأديان وشملت المسيحيين واليهود والمسلمين بهدف أن يصبح التعايش بين أصحاب هذه الديانات واقعا ملموسا ، منوها إلى أن دولة قطر دعت العديد من الجامعات الأمريكية للانضمام إلى المدينة التعليمية لتتيح للمنطقة فرصا واسعة من التعليم الممتاز.

وأضاف أنه "لتحقيق هذه الإصلاحات طلبنا المساعدة من الخبراء في المجالات المالية والبيئية والأكاديمية ومجالات حقوق الإنسان، ولم تكن دولة قطر شديدة الحساسية أو مهددة من قبل النقاد ، مما سمح لنا بأن نخلق أفضل ممارسات في تلك المجالات".

وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن دولة قطر بدأت تواصلها الخارجي في المنطقة بالإضافة إلى الاصلاحات الداخلية، ورأت أن الأزمة المحيطة بها في الشرق الأوسط تركت الناس دون خيارات، لافتا إلى أن " بعض الدول تجاهلت الاحتياجات الأساسية لشعوبها وأن بعض الحكام اضطهدوا رعاياهم لسنوات وكانت النتيجة ولا تزال شعور باليأس ، حيث لا مياه نظيفة صالحة للشرب، ولا طعام ولا تعليم ولا وظائف ولا كرامة" .

واعتبر سعادته أن توفر الأمل والفرصة لأولئك الجيران ضرورة أخلاقية، مشيرا الى أن قطر توفر للملايين من الشعوب في منطقتنا المساعدات الإنسانية والتعمير والتمويل والتعليم الأساسي وفرص العمل.

وأشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن قطر قدمت 674 مليون دولار أمريكي في عام 2017 معونة لـ 78 دولة لدعم مبادرات الأمل ، معتبرا أن هذه المساعدة الإنسانية ضرورة ملحة للبقاء اليومي ، مضيفا "لكن العالم مندهش كيف يمكننا خلق حل سياسي لتهدئة الفوضى في الشرق الأوسط ؟ .. فمثل هذا الحل يعتبر ضرورة ملحة ليس فقط للسلام الإقليمي ولكن أيضا للسلام حول العالم".

وشدد سعادته على أن دولة قطر تؤمن بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل النزاعات وتسوية الأزمات الإقليمية والعالمية، مؤكدا أن الحوار وسيلة دبلوماسية لتحقيق غاية معينة في الشرق الأوسط وهي أن يشارك كل أعضاء المنطقة بالكامل في تأسيس مبادئ الحوكمة التي تبقي القادة مسؤولين عن تصرفاتهم مع آليات ملزمة لحل النزاعات.

وقال إن نقطة البداية لتحقيق اتفاق كهذا هي الحوار وخاصة بين الدول التي عادة ما ترفض الحديث إلى بعضها البعض ، مشيرا إلى أن هناك أملا اليوم في أن بعض جيراننا بالشرق الأوسط قد تصالحوا مع أهمية الحوار في أماكن الكوارث مثل أفغانستان.

وشدد سعادته على الحاجة الملحة لهذا الحوار في فلسطين ، مضيفا أنه بدون عملية سلام في الشرق الأوسط فإن التقدم الدائم في المنطقة سيكون صعبا.

وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أنه من الناحية التاريخية كانت قطر ولا تزال قادرة على أن تجمع اللاعبين الإقليميين والعالميين سويا، مؤكدا أن دولة قطر تخطط على الاستمرار في دورها كوسيط موثوق.