نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: الشرق الأوسط انتقل من وضع سيئ إلى أسوأ خلال العقد الماضي نظرا لأزماته

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: الشرق الأوسط انتقل من وضع سيئ إلى أسوأ خلال العقد الماضي نظرا لأزماته

روما – المكتب الإعلامي – 22 نوفمبر

قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن الشرق الأوسط انتقل من وضع سيئ إلى أسوأ خلال العقد الماضي نظرا لأزماته، وأشار في هذا الصدد إلى حصار دولة قطر، ومشاكل لبنان، وسوريا، وليبيا، واليمن.

وأعرب سعادته، في جلسه خاصة على هامش مؤتمر حوار البحر المتوسط بالعاصمة الإيطالية روما مع الصحفيين، ديكلان والش مراسل صحيفة نيويورك تايمز من القاهرة، وديفيد هيرست رئيس تحرير ميدل إيست آي ، عن اعتقاده بأن الوضع في الشرق الاوسط يحتاج إلى علاج.

وفي رد على سؤال حول تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن دولة قطر مموِّلٌ للإرهاب، ووصفها لاحقاً بالصديق ، رأى سعادته " إنه لا يمكن بناء سياسات دول على تغريدات، فقد كانت المؤسسات الأمريكية ضد حصار قطر ولديها علاقات عميقة مع دولة قطر".

وأضاف "من المؤكد أن المؤسسات الامريكية ذكروا للرئيس بأن قطر هي شريك استراتيجي للولايات المتحدة. وقد صرحت العديد من المؤسسات الأمريكية بذلك منها وزارة الخارجية، وزارة الدفاع ، ووزارة الخزانة، كما أنهم ذكروا دور قطر المهم في مكافحة الإرهاب."

ورأى سعادته أنه "قد يكون البيان الأولي للرئيس الأمريكي قد تم استخلاصه من معلومات كاذبة أعطيت له في ذلك الوقت، وربما حتى من قبل الدول المحاصرة لدولة قطر. وفي النهاية نرى أن الحقيقة سوف تسود، وهذا ما حدث ".

وأضاف " أنا متأكد من أن المؤسسات الأمريكية بينت للرئيس أن قطر هي حليف استراتيجي وليست ممولة للإرهاب، فالحرب على الإرهاب تبدأ من القواعد المتواجدة في قطر".

ولفت سعادته إلى بدء حملة "بروبغندا" ضخمة ضد قطر في بداية الأزمة وأوضح: " مع الوقت أدرك الجميع أن هذا الحملة كاذبة وقد تم الكشف عن الحجاب. فالدول المحاصرة استخدمت نفس الأساليب ضد جميع من اختلف مع سياساتها، ومنها كندا على سبيل المثال."

ورداً على سؤال حول ما حدث مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال سعادته أن ما حدث "مفجع " وأعرب عن الاعتقاد بأن" المجتمع الدولي يتوقع أن ينتهي التحقيق بمحاسبة للمجرمين وأن هناك الكثير من التغييرات التي ينبغي القيام بها، وللأسف، لن يعيد أي منها خاشقجي إلى عائلته" .

وتعليقاً على سؤال حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف أثرت على التوتر في المنطقة خاصه خلال الأزمة السياسية بين قطر وجيرانها، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية : في بداية الأزمة ساد سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصه من خلال حملات "البروبغندا" التي مارستها دول الحصار ضد دولة قطر في محاولة لتغيير وجهات النظر ضد دولة قطر وضد الشعب القطري، وقد أظهرت محاولة تغيير الفكر التي مارستها دول الحصار من خلال التعاقد مع شركات التواصل الاجتماعي أن لدينا مجتمعا حولنا لا يفهم كيفية احترام حرية التعبير فلم يتم حسبان مدى الضرر الذي سيلحق بهم وبسمعتهم وبمستقبلهم.

وأضاف: ما تم القيام به خلال الأشهر الأولى من الحصار كان مدمراً جداً لسمعة دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً الى إمكانية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كافة بشكل أفضل من أجل التغيير الإيجابي لا السلبي، لتشجيع التفكير الإيجابي لدى الشعوب وليس لتشجيع الكراهية.

وحول الحرب في اليمن، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية " لقد رأينا وعودا بأن حرب اليمن سوف تتوقف. ورأينا تصريح وزارة الخارجية الأمريكية أمس حول وقف عمليات الحديدة وهذا شيء ايجابي".

وأكد سعادته "نحن بحاجة إلى رؤية حوار بناء بين الشعب اليمني. ونحن لا نريد أن نرى لاعبين خارجيين يستفيدون من الوضع غير المستقر مسببين المزيد من الفوضى، فالشعب اليمني يدفع الثمن الباهظ. فالمجاعة وصلت إلى مرحلة خطيرة".

ولفت إلى أن أية دولة يتعرض أكثر من 20 بالمئة من سكانها لخطر المجاعة تعتبر كارثة، وأوضح أنه " في اليمن زادت نسبة المعرضين لخطر المجاعة عن الـ70 بالمئة، وهذه كارثة، ناهيك عن خطر انتشار الأمراض" وشدد أن "الوضع في اليمن بحاجة إلى حل ونأمل من المجتمع الدولي أن يقدم حلا "

وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أن الحرب بدأت في اليمن لسببين، يتمثلان في استعادة الحكومة الشرعية ووقف التهديد الأمني على طول الحدود السعودية.

وأوضح أنه " لم يتحقق أي من هذه الأمور حتى الآن، والشعب اليمني هو الذي يدفع ثمن ذلك، بالإضافة إلى التهديد الأمني الذي يزداد سوءاً. "

وقال سعادته "بما أن هذين الهدفين لم يتحققا، فإن السبيل الوحيد للمضي قدما هو جمع فرقاء الشعب اليمني معا ووقف الحرب وإقامة عملية سلام ".

وأضاف أن " التهديد الأمني قد ازداد، وهناك تهديدات على المدن السعودية التي تمثل تهديدًا سلميًا للسلام في المنطقة. نحن بحاجة لوقف هذه الحرب ".

وردا على سؤال حول كون قطر في الماضي جزءًا من التحالف السعودي في اليمن، أكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن "دولة قطر لا تندم على كونها جزءًا من التحالف في الماضي فقد كانت مهمتنا حماية الحدود السعودية، وكان الهدف الرئيسي لهذا التحالف هو القضاء على التهديد الأمني وإعادة الحكومة الشرعية، وقد التزمنا بهذه الأهداف".

ورداً على سؤال آخر حول رأي دولة قطر بما تفعله السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن قال سعادته " إننا ما زلنا نراهم يستمرون في نفس السلوك، غير مستجيبين لمطالبات المجتمع الدولي التي نادت لحل هذه المشكلات. ونرى استمرار هذا الاستهتار في التعامل مع الأمن الإقليمي."

وحول علاقات قطر مع الولايات المتحدة وإيران، اعتبر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية - الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً لدولة قطر ، مشيرا إلى عدم إمكانية تغيير الجغرافيا حيث تتشارك قطر مع إيران في حقل غاز ضخم وتستخدم المجال الجوي الإيراني الذي يعد المجال الوحيد المفتوح أمام دولة قطر بعد الحصار، بالإضافة إلى استيراد العديد من الاحتياجات من خلال الموانئ الإيرانية.

وقال سعادته: هناك نزاع بين الولايات المتحدة وإيران، ووضعنا مختلف نظراً لقربنا الجغرافي من ايران، وأضاف: إذا كانت هناك طريقة لدولة قطر لإصلاح العلاقات الأمريكية الايرانية، فستقوم بذلك، مشيرا إلى قيام قطر بدور الوساطة بين العديد من الخصوم لحل المشكلات، مؤكداً حرص دولة قطر على استقرار المنطقة وجعلها خالية من الأسلحة النووية، وقال: نحن بحاجة للتعايش.

وحول كأس العالم 2022 في قطر، قال سعادته إن كرة القدم رسالة سلام، وأن قطر تهدف من استضافة كأس العالم إلى نشر رسالة السلام وتغيير وجهة نظر الغرب عن العالم العربي، على الرغم من رغبة البعض في استخدام ذلك لمكاسبهم السياسية ضد دولة قطر.

وأكد سعادته أن استضافة كأس العالم أسهم في إحداث تغيير إيجابي لدولة قطر، مشيرا إلى إصلاح قوانين العمل في الدولة بعد لفت الانتباه الى أن وضع العمال لم يكن مثاليًا. مضيفا بأن المنظمات الدولية اعترفت بالعمل الجدي الذي قامت به الدولة لتحسين أوضاع العمال وحقوق العمالة. وتابع: نحن نعتقد أن كأس العالم جلب تغييرًا إيجابيًا لقطر.

وحول تصريح رئيس الفيفا عن زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم المقبل، قال سعادته إنه على يقين أن قطر ستستضيف أفضل كأس عالم، لكن إذا كان هناك مجال للتعاون بين قطر والدول الأخرى، فإنه مرحب به دائماً.