دولة قطر تجدد التزامها بالعمل الدولي المتعدد الأطراف ودعم دور الأمم المتحدة والتعاون والشراكة معها

نيويورك - المكتب الإعلامي - 12 نوفمبر 2018
جددت دولة قطر التزامها بالعمل الدولي المتعدد الأطراف، ودعم دور الأمم المتحدة، ومواصلة التعاون والشراكة معها من أجل تحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها الأمم المتحدة، ونسعى لها جميعاً.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي أدلى به السيد جاسم سيار المعاودة نائب المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في المناقشة العامة لمجلس الأمن حول تعزيز الدبلوماسية المتعدد الأطراف ودور الأمم المتحدة بنيويورك.
وقال السيد جاسم سيار المعاودة إن التحديات التي شهدها العالم أكدت الدور البالغ الأهمية الذي تنهض به الدبلوماسية المتعددة الأطراف في مواجهة تلك التحديات، ودورها في تعزيز العلاقات الدولية، ودعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق تطلعات الأسرة الدولية، كما كان للدبلوماسية المتعددة الأطراف دوراً حاسماً وحيوياً لكفالة الالتزام بالقانون الدولي، والدفع بالتعاون الدولي إلى الأمام، وبذلك أصبحت الأمم المتحدة تمثل ضمير البشرية، والبوصلة التي تعكس توجهات المجتمع الدولي، وأضحت منصة جامعة على مدى أكثر من سبعة عقود، من أجل حفظ السلم والأمن الدوليين والتخفيف من حدة النزاعات ومنعها، وتحقيق التنمية، وحفظ الكرامة الإنسانية.
ولفت إلى أن النظام الدولي يمر اليوم بمرحلة دقيقة، تتجلى فيها الأزمات والنزاعات، وتتنوع التحديات التي فاقت بكثير توقعات المؤسسين الأوائل للأمم المتحدة ، وضحا أنه استناداً لهذا الواقع الماثل أمامنا، وبهدف الدفع نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة، كنظام متعدد الأطراف يمثل المجتمع الدولي بأسره، فإن الالتزامات التي تترتب علينا كدول أعضاء توجب علينا وضع قدراتنا لتعزيز دور الأمم المتحدة لكي تكون في مستوى التحديات الدولية، وتمكينها من تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
وتابع قائلا " لقد نهضت الأمم المتحدة بدور حيوي لا يستهان به لمواجهة التحديات والصراعات والأزمات الناجمة عن بعض السياسات غير المسؤولة، وكانت قرارات الأمم المتحدة وإجراءاتها، وكذلك الصكوك القانونية الدولية، بمثابة صمام أمان لحفظ السلم والأمن الدوليين، واحترام سيادة القانون، وأضحت عاملاً رادعاً لكل من يحاول العبث بالأمن الدولي" .
وأوضح أنه من هذا المنطلق فإن تعاون الدول الأعضاء لتحقيق أهداف منظمتنا هو التزام غير قابل للمساومة، لاسيما وأنه سلوك وسياسات الدول تترك آثاراً بالسلب والإيجاب على الأسرة الدولية، حيث لا يمكن لأي دولة أن بمعزل عن الدول الأخرى، مما يؤكد ترابط الأمن الجماعي للمنظومة الدولية وعلى النحو الوارد في ميثاق الأمم المتحدة .
وأشار المعاودة إلى أنه " في ظل تشابك المصالح للدول والمجتمعات، فإن الالتزامات التي يمليها علينا النظام الدولي المتعدد الأطراف، تدعونا لمواصلة عملنا المشترك، وعدم التفريط بالإنجازات والمكتسبات التي حققتها الأمم المتحدة في مختلف المجالات، والتمسك بالآليات التي حددها الميثاق والصكوك القانونية الدولية ذات الصلة، بكونها قواعد ملزمة لمواجهة التهديدات والتحديات المشتركة، واحترام القانون الدولي، وردع منتهكي القانون الدولي، وضمان احترام سيادة وأمن الدول، وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية أو التهديد بها، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومنع وقوع النزاعات والأزمات، والعمل على تسويتها بالسبل السلمية ".
وأكد نائب المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أن الدبلوماسية المتعددة الأطراف، ودعم الأمم المتحدة ، تُشكل ركيزة أساسية في سياسة دولة قطر، حيث حرصت على مواصلة دعمها لتعزيز قدرة المنظمة الدولية لأداء مهامها، كما واصلنا ترسيخ شراكاتنا الدولية الرامية لتحقيق مقاصد وأهداف الأمم المتحدة، وعملنا بشكل وثيق مع الأطراف الفاعلة على المستوى الدولي وأجهزة الأمم المتحدة، لدعم كافة المبادرات الرامية لمساعدة الأمم المتحدة في حل الأزمات الإقليمية والدولية.
وقال إنه " إيماناً من دولة قطر بمبدأ التعاون الدولي وتقاسم الأعباء، فقد واصلت قطر تقديم التبرعات الطوعية للعديد من الأنشطة والبرامج التي تضطلع بها المنظمة في كافة الأصعدة، وكذلك توطيد الشراكات مع طائفة من كيانات الأمم المتحدة لكي تتمكن من تنفيذ ولاياتها بفعالية، خاصة فيما يتعلق بالسلم والأمن الدوليين، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وحقوق الإنسان، والتنمية ، وضمن هذا التوجه، تتواصل الجهود لفتح "بيت الأمم المتحدة" في الدوحة، الذي يضم مكاتب تمثيلية لعدد من أجهزة الأمم المتحدة، بهدف تيسير ودعم مهامها في المنطقة ".
ولفت إلى أنه بهدف دعم جهود الأمم المتحدة لحل ومنع النزاعات في منطقتنا، فقد ساهمت الوساطة التي قامت بها دولة قطر مع الأطراف المعنية، بوصفها إحدى الوسائل الدبلوماسية المتعددة الأطراف، في نزع فتيل العديد من الأزمات في المنطقة وتسويتها سلمياً، وبما يلبي أهداف ومقاصد الأمم المتحدة، وكانت جهود دولة قطر موضع تقدير وثناء من الأمم المتحدة.
وأكد أنه اتساقاً مع سياسة دولة قطر لدعم جهود وأهداف الأمم المتحدة في مجال السلام، والمساهمة في دعم الدبلوماسية الوقائية التي تعد من أولويات الأمين العام، فقد استضافت قطر في شهر يناير 2018 المشاورات الإقليمية حول استدامة السلام لمنطقة الشرق الأوسط وخارجها، وذلك في إطار التحضير للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة حول استدامة السلام، الذي عُقد في شهر إبريل الماضي 2018.