نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: حان الوقت لكي ينتهي هذا الفصل المؤسف في تاريخ الخليج

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: حان الوقت لكي ينتهي هذا الفصل المؤسف في تاريخ الخليج

الدوحة – المكتب الإعلامي - 05 يونيو

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر اليوم أقوى مما كانت عليه قبل الحصار، مشددا على أنه حان الوقت لكي ينتهي هذا الفصل المؤسف في تاريخ الخليج، وأن تتخلى دول الحصار عن أوهام النصر وتعطي الأولوية للمصالح الأمنية للشرق الأوسط.

وأضاف سعادته، في مقال بصحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، أنه خلال العام الماضي، تعرضت دولة قطر لحصار "طائش وغير مدروس" فرضته أربع دول هي المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، موضحا أن هذه الدول "شعرت بأنها مهددة من قبل سياسة قطر الخارجية المستقلة، وردا على ذلك، فقد أغلقوا الحدود ومنعوا الرحلات إلى قطر".

وتابع سعادته "ربما توقعت دول الحصار أن تركع دولة قطر. إذا كانت هذه هي نيتهم، فإن جهدهم كان له نتائج عكسية"، مؤكدا أن قطر اليوم أقوى مما كانت عليه قبل عام، ففي غضون 24 ساعة من فرض الحصار، قامت دولة قطر باعتماد مصادر جديدة وطرق توريد بديلة وأكثر استدامة للسلع الأساسية مثل الغذاء والدواء، مشيرا إلى أنه تم التوقيع على عقود طويلة الأجل للتعاون الاقتصادي في الأسابيع والأشهر التالية، كما أنه تم تسريع الخطط لتنويع الاقتصاد من خلال تقليل الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية.

وأوضح أنه في شهر أكتوبر الماضي، أي بعد أشهر من الحصار، أكد صندوق النقد الدولي على أن اقتصاد قطر كان الأسرع نموا في منطقة الخليج.

وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الحصار المفروض على قطر، والذي ينظر إليه على أنه تم إثارته بتزوير كاذب، قد قوض استقرار الشرق الأوسط، مضيفا "الآن يجب أن يكون واضحا أنه لا يمكن أن يكون هناك فائزون في هذا النزاع. لذا حان الوقت لكي تتخلى دول الحصار عن أوهام النصر وتعطي الأولوية للمصالح الأمنية للشرق الأوسط بأكمله وتضع حدا للحصار".

وقال إن دولة قطر تعتقد أن دول الخليج بحاجة إلى وضع إطار جديد لتعزيز السلام والأمن، لافتا إلى أنه تاريخيا، كان مجلس التعاون الخليجي عامل استقرار في شؤون الخليج، ولكن المجلس لم يقصد به أن يعمل كمحكمة إقليمية أو مجموعة مرافعة أو هيئة لصنع السياسات.

وأشار إلى أن القضايا التي تواجه دول شبه الجزيرة العربية تتطلب منصة أوسع للحوار والتفاوض، مضيفا أن "حكومة قطر تعتقد أن اتفاقا إقليميا جديدا، غير مرتبط بالخلاف الأخير، يمكن أن يعيد القيادة والسلطة الإيجابية التي كانت موجودة سابقا، وأن هذا من شأنه أن يساعد منطقتنا في التصدي للتحديات الاقتصادية والسياسية التي نواجهها".

وشدد سعادته على أن دولة قطر تؤمن بأن "المأزق الخليجي" يبرز الحاجة الملحة إلى مثل هذا الاتفاق، معربا عن أمله "في أن تسود الحكمة وأن ينضم إلينا جيراننا في إنشاء آلية جديدة لتعزيز مصالحنا الأمنية الجماعية والنهوض بقضية السلام، حيث يمكننا أن نجعل منطقتنا والعالم أكثر استقرارا وأمنا من خلال إعادة وحدة الخليج وإقامة إطار جديد لحل الأزمة".

وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الشرق الأوسط كان، لأكثر من 15 عاما، منطقة اضطراب وعدم استقرار، وقد شكل الإرهاب العابر للحدود وموجات من السكان المشردين والحروب التي تبدو مستعصية، تهديدات عالمية تؤثر على البلدان البعيدة عن المنطقة.

وأضاف سعادته "نعتقد في قطر، أن الأزمات في الشرق الأوسط مرتبطة وتتطلب حلولا شاملة، وأن السلام والاستقرار لن يتم استعادتهما إلا عندما تتفق دول المنطقة على العمل معا للتوصل إلى توافق حول التحديات الرئيسية، التي تشمل التأثير الطائفي المزعزع للاستقرار وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب والحاجة المشتركة لتنويع اقتصاداتنا التي تعتمد على الطاقة".

وقال إنه في الوقت الذي يجب أن يتحد فيه العرب لمواجهة فظائع القتل الجماعي في سوريا والحرب المتصاعدة في اليمن وإعادة بناء مؤسسات الدولة في ليبيا والعراق، اختار بعض اللاعبين الإقليميين السعي وراء "المظالم التافهة والطموحات الأنانية التي تقوض الوحدة"، مشيرا إلى أن الحصار المفروض على دولة قطر مثال على ذلك.

ولفت سعادته إلى أن "الشرق الأوسط لايزال في حالة اضطراب، حيث عززت حكومة الرئيس بشار الأسد السلطة في سوريا، مما غير المشهد الإقليمي والجيوسياسي، كما قام الفلسطينيون المحاصرون في غزة بالاحتجاج وركزوا على الحاجة إلى خطة سلام عملية بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مضيفا أن اليمن يدخل عامه الثالث من الحرب، مع وقوع عشرات الآلاف من القتلى بدون نهاية في الأفق، مشددا على أن هذه القضايا مهمة لشعب الجزيرة العربية، حيث ينادي جميعهم إلى صوت عربي موحد.

وأكد أن دولة قطر تؤمن بأن المخاطر كبيرة للغاية والوقت محدود جدا للتركيز على الاختلافات بين الدول العربية.. مشيرا إلى أن الإدارة في واشنطن تتفق مع هذا الرأي، حيث شدد السيد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي على أهمية وحدة الخليج، كما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا عن رغبته في حل الأزمة الخليجية.

وذكر سعادته أن الجميع يتفق على أن الوقت قد حان لكي ينتهي هذا الفصل المؤسف في تاريخ الخليج.