نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجدد دعوة قطر إلى اتفاق إقليمي جديد يضمن حماية الدول كبيرها وصغيرها

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجدد دعوة قطر إلى اتفاق إقليمي جديد يضمن حماية الدول كبيرها وصغيرها

الدوحة – المكتب الإعلامي - 13 مايو

جدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية موقف دولة قطر الثابت والمبدئي لحل الأزمة الخليجية عبر الحوار، لافتا إلى أن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بالقمة الخليجية الأخيرة في دولة الكويت الشقيقة، خير برهان على ذلك.

وقال سعادته ،في محاضرة اليوم بجامعة قطر بعنوان " الأزمة الخليجية والتحولات السياسية في المنطقة"، إن "دولة قطر ترى وجوب أن يكون هناك اتفاق إقليمي جديد يضمن حماية الدول كبيرها وصغيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة للتركيز على ترسيخ المبادئ الرامية لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية، وهو ما طالب به حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في مؤتمر ميونخ للأمن".

وأشار إلى ترحيب دولة قطر بالوساطة الكويتية التي يتبناها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لحل الأزمة الخليجية، بالإضافة إلى أي جهود أخرى تصب في هذه الوساطة.

وأرجع حصار دولة قطر وما حدث على مستوى الخليج العربي إلى حدوث تحولات في سياسات دول الحصار غير مقبولة في الظروف الطبيعية، وتابع قائلا "لذلك كان لا بد لتلك الدول من افتعال أزمة وعدو وهمي وهو بكل أسف دولة قطر بغية تمرير تلك السياسات".

واعتبر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن حصار دولة قطر مرتبط برغبة دول الحصار في بسط نفوذها وفرض سياساتها على المنطقة، موضحا أنه " قبل الحصار بأيام لم تكن هناك أزمة، ولذلك فإن ما حدث ليس بأزمة خليجية على قدر ما هو عداء للسياسات القطرية ما أدى لاختلاق أزمة مفتعلة".

كما اعتبر أن هذه الأزمة المفتعلة ليست إلا واحدة من سلسلة أزمات غير مبررة لم تعد المنطقة العربية تتحملها، مشددا على أن رؤية دولة قطر لحل الأزمة لن يكون بمعزل عن السياق الإقليمي العام.

وحول الدبلوماسية القطرية ونجاحها في تجاوز الأزمة، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية "إن هناك عدة عوامل أسهمت في نجاح الدبلوماسية القطرية، أبرزها عدالة الموقف القطري وثباته على الحق"، وتابع سعادته "نحن نرى عدالة قضيتنا، وبناء على التوجيهات السديدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فقد تعاملنا مع الأزمة بأسلوب حضاري وفق الالتزام بمبادئ القانون الدولي، ما أدى إلى نجاحنا دوليا".

وشدد على أن تماسك الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حول قيادته من العوامل المهمة التي أدت إلى دعم المجتمع الدولي لموقف دولة قطر ووقوفه إلى جانبها، مضيفا أن هذا التماسك أسهم بشكل كبير في تجاوز الأزمة.

واستعرض سعادته السياسات والإجراءات التي اتخذتها دولة قطر من بداية الحصار لتجاوزه وذلك بتعزيز الأمن الوطني، والبعد الإنساني والقانوني بالوقوف إلى جانب المتضررين من الحصار، فضلا عن البعد السياسي عبر تعزيز العلاقات الدولية وتوسيع شبكة العلاقات وعدم منح الفرصة لأي كان لعزل دولة قطر.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت دولة قطر تتعرض لضغوط أمريكية، وصف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني العلاقات القطرية الأمريكية بالقوية والمبنية على شراكة استراتيجية، ولا تقوم على فرض شروط بل على الاحترام المتبادل، مؤكدا أن أي تغييرات تقوم بها دولة قطر تكون مبنية على التقييم الداخلي دون الحاجة لفرض تغييرات من الخارج.

كما أكد سعادته أن "دعوة دولة قطر للحوار سبيلا لحل الأزمة ليست شيكا على بياض ليتم فرض الشروط عليها، بل نحن مستعدون للحوار وبحث المخاوف وفقا للقانون الدولي، ودون المساس بسيادة دولة قطر ومقدرات شعبها، ونرى هذه العوامل منطقية، ومتى ما قبلت بها دول الحصار فنحن موجودون".