نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: التسلح بالتعليم كان عاملا مهما في مواجهة الأزمة التي استهدفت قطر

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: التسلح بالتعليم كان عاملا مهما في مواجهة الأزمة التي استهدفت قطر

الدوحة – المكتب الإعلامي - 06 مايو

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن تسلح المواطنين القطريين والمقيمين بالتعليم كان أحد العوامل المهمة في مواجهة تحديات الأزمة التي عصفت بمنطقة الخليج واستهدفت دولة قطر شعبا ووجودا منذ شهر يونيو الماضي.. داعيا إلى عدم تسييس التعليم في حالة الخلافات بين الدول.

وقال سعادته ،في كلمة أمام حفل تخريج طلبة الماجستير والدكتوراه بجامعة حمد بن خليفة والذي أقيم اليوم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، "إن دولة قطر لطالما راهنت على شبابها كمناط العزم والتقدم، وقد ازدادت قناعتنا اليوم بهذا الرهان ونحن نرى نجاحات الشباب القطري في جميع المجالات".

وأشار إلى أن دولة قطر حرصت منذ تسعينيات القرن الماضي على أن تولي جل اهتمامها لتوفير التعليم المتميز، ومازالت تواصل تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، وضع التعليم على قمة الأولويات لتحقيق الاقتصاد القائم على المعرفة، انطلاقا من القناعة بأهمية وحتمية الاستثمار في الإنسان القطري "الذي يعد أهم مكونات ثروتنا الوطنية ليكون شريكا فاعلا في التنمية المستدامة والنهضة الشاملة للدولة ومساهما أساسيا في بناء عالم مزدهر آمن ومتطور".

وأضاف سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، "هذا ما تضمنته رؤية قطر الوطنية 2030 ، ولا تألو الدولة جهدا في ترسيخ ذلك لكي يتبوأ المواطن القطري المكانة المنشودة التي تليق به".

وقال "نحن اليوم نحتفي بخريجي أحد صروح المدينة التعليمية التي ندين بالفضل في وجودها إلى الرؤية السديدة والثاقبة لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر".. معربا سعادته عن فخره بأن يرى التعليم العالي في دولة قطر في نهضة وصعود، وحملة نبراس العلم في تنافس محمود.

وأوضح أن قوة الشعوب تقاس اليوم بقدراتها العلمية أولا ثم تأتي بعد ذلك العوامل الأخرى، وهذا ما فرضه التاريخ وأكدته مسيرة العلاقات الدولية واستثمرته السياسة، مبينا أن الشباب المتعلم خير ذخيرة لوطنه، وهو الثروة الحقيقية لدولته، وأن الاستثمار في العنصر البشري عبر التعليم يعد أعلى أنواع رأس المال قيمة ومردودا.

وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن السمة الأساسية لعالمنا اليوم ترتكز على تحرير الأسواق والفضاءات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والمالية والخدماتية، وأصبحت التنافسية عنوانه الأول، مما أدى إلى إعلاء مكانة صناعة المعرفة التي لا تتحقق إلا عبر امتلاك ناصية البحث العلمي والتكنولوجي العابر للحدود دون اعتبار لتعداد السكان أو مساحة الإقليم أو لقدرة الجيوش.

كما أكد أن موضوع العمل والتواصل العلمي من أجل التطوير والنهضة بات ضرورة ملحة وقضية وجود ومصير للدول، من أجل عدم التخلف عن ركب التقدم الحضاري الدولي.. مضيفا "علمتنا دروس التاريخ أن عديدا من المجتمعات لم يكتب لها التطور، لأنها جمدت المعرفة في عقول أبنائها وقتلت الإبداع عند مواطنيها، فسحقتها الأمية وتصحر المعرفة وأعتمتها ظلامية الفكر، وأضل طريقها انغلاق العقل."

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن الاستثمار في التعليم وخاصة الدراسات العليا يعد من أهم المحاور الأساسية لتوفير البيئة والكادر المؤهل لإنتاج المعرفة وتطويرها لتحقيق التنوع الاقتصادي وغيره من المجالات الأخرى والتعامل مع الثورة المعرفية الجديدة، وضرورة تصافح العلم مع العمل.

وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أنه "انطلاقا من إيماننا في دولة قطر بأن نكون من الفاعلين وليس المستهلكين فقد خصصت الدولة نسبة 2.8 بالمئة من عائداتها السنوية للبحث العلمي".

ولفت سعادته إلى توسع دولة قطر في إنشاء مراكز المعرفة والعلم والثقافة، واستقطاب العديد من الجامعات العالمية المرموقة باعتبار ذلك استثمارا ضروريا في البنية الأساسية الضرورية للتقدم وتحقيق الطموحات المنشودة للوصول بالبلاد إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

كما ثمن رؤية مؤسسة قطر للعلوم وتنمية المجتمع الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان .. مشيرا إلى إنشاء جامعة حمد بن خليفة عام 2010، والتي تعد إحدى الجامعات البحثية الناشئة التي تعمل من أجل المساهمة في التنمية في دولة قطر والمنطقة بأسرها وتحقيق رؤية قطر الرامية إلى التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

وذكر أن التعليم، كإحدى الركائز الأساسية للسياسة الداخلية لدولة قطر، لا يختلف عن كونه أحد مرتكزات السياسة الخارجية القائمة على دبلوماسية الحوار والانفتاح والتنمية وذلك ضمن رؤية شاملة لعالم يسوده الأمن والسلام والاستقرار "انطلاقا من إيماننا بأن المجتمع الإنساني يواجه مصيرا واحدا".

وأكد أن "التعليم هو السبيل الذي ينبغي التعويل عليه لمواجهة التحديات، ومن هنا يمكننا أن نبني ثقافة السلام، ونواجه ظاهرة التطرف والعنف، ونمنع نشوب الحروب والصراعات التي ما تزال تشكل أكبر العقبات أمام طريق السلام والتنمية وحقوق الإنسان".

وأوضح سعادته "إدراكا منا في دولة قطر بأن الحرمان من التعليم بجميع مراحله هو أمر خطير يؤدي إلى ضياع الأجيال ويعد عاملا من عوامل تغذية التطرف والعنف والإرهاب، ركزت السياسة الخارجية القطرية في بعدها الإنساني على قطاع التعليم في مقدمة القطاعات المتعلقة بالمساعدات التنموية لمساعدة ونجدة المحتاجين وللتخفيف من معاناة المتضررين من الكوارث والحروب والأزمات في أي مكان في العالم، دون النظر إلى دين أو عرق أو لون أو مذهب، وعملت دولة قطر في هذا الشأن على أن يحل القلم بدلا من السلاح."

وأضاف "في هذا السياق يتعين عدم تسييس التعليم في حالة الخلافات بين الدول انطلاقا من حقوق كافة الشعوب في الاستفادة من النتاج الفكري والعلمي للبشرية، فالتعليم بات مصدر الثراء المتبادل بين الشعوب، ويعزز قيم التحالف بينها، ويكرس التفاهم والتعايش المشترك، وينشر ثقافة الحوار بين الجميع في أرجاء المجتمع الإنساني".

ورأى أن طلاب جامعة حمد بن خليفة القادمين من 50 دولة وكذلك أعضاء هيئة التدريس باختلاف خبراتهم وانتماءاتهم، خير دليل على ذلك وسوف يكون لهم دور كبير في تعزيز التعاون بين الدول.

وتوجه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بأصدق التهاني للخريجين على نجاحهم الذي لم يأت إلا بجهد ومثابرة بذلت للتزود بالعلم والمعرفة، كما شكر سعادته أعضاء هيئة التدريس بالجامعة على الجهود التي بذلت لتخريج هؤلاء الطلاب الذين "نعلق عليهم آمالنا في صنع مستقبل باهر لدولة قطر والمشاركة بفاعلية في عملية النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة".

وقال سعادته في رسالة للخريجين "إن الإيمان بالله والثقة بالنفس والاعتزاز بالمواطنة والتوازن بين المعاصرة والأصالة، والإخلاص في العمل، بروح وثابة وعزيمة صادقة هي مقومات النجاح، وإنكم كما ترمقون مستقبلكم لتحقيق ما تصبون إليه في العمل والعيش الكريم، فإن وطنكم أيضا يرى فيكم المستقبل المشرق وتقدمه المنشود وعليكم الانخراط بكل إيجابية ومواصلة جهود من سبقوكم لتحقيق مستقبل باهر لكم ولبلدكم في شتى مناحي الحياة."

وذكّر سعادته الخريجين في الختام بأن الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه لا يعني بلوغ الكمال في العلم، ودعاهم لمواصلة البحث لمواكبة التقدم، فالمعرفة لا تقف عند حدود.