نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: إرسال قوات عربية إلى سوريا من شأنه أن يعقد الوضع

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: إرسال قوات عربية إلى سوريا من شأنه أن يعقد الوضع

باريس – المكتب الإعلامي - 26 أبريل

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن إرسال قوات عربية إلى سوريا من شأنه أن يعقد الوضع أكثر في المشهد السوري.

وقال سعادته في مقابلة مع قناة /فرانس 24/ على هامش مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب بالعاصمة الفرنسية باريس، اليوم، "نحن نريد أن يكون هناك حل سياسي يضمن الانتقال السياسي ومحاسبة مجرمي الحرب ويضمن أيضا عودة الاستقرار إلى سوريا".

وبشأن رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في استبدال القوات الأمريكية في سوريا بأخرى عربية، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، "إن أي خطوة لا تضمن حقوق الشعب السوري فإنها لن تغير المعادلة، ودولة قطر تدعو إلى أن تكون هناك سياسة شاملة تتوصل إلى حل يوقف معاناة الشعب السوري".

وأضاف سعادته "خلال زيارتنا الأخيرة إلى الولايات المتحدة كانت لنا أحاديث عن الأفكار التي من شأنها أن تضمن عدم عودة التنظيمات المتطرفة، ومن ضمن هذه الأفكار وجود قوات إضافية وشراكة أكبر مع القوات الأمريكية، نحن في دولة قطر وضحنا سياستنا تجاه سوريا وقلنا للولايات المتحدة إن أي قرار تجاه سوريا يجب أن يكون في إطار حل شامل للأزمة السورية".

من جانب آخر، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي دعا فيه قطر إلى دفع ثمن بقاء القوات الأمريكية في سوريا وأن ترسل قواتها إلى هناك "لا يستحق الرد".

وأعرب سعادته عن رفضه لمحاولات "استغباء الرأي العام العربي بهذه الطريقة"، مؤكدا أن "الوعي العربي أكبر بكثير جدا مما هم يتخيلونه، والكل يعي إلى من كان موجها هذا الكلام"، في إشارة إلى حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الخصوص.

وأضاف سعادته "بالنسبة لنا نحن نأخذ ما يأتينا من الولايات المتحدة على محمل الجد ويتم التعاطي معه ويتم التناقش معها".

وتعليقا على دعوة الرئيس الأمريكي "حلفاءه الأغنياء في المنطقة إلى أن يدفعوا ثمن حماية الولايات المتحدة لهم"، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، "إن العلاقات القطرية الأمريكية مبنية على أساس الشراكة، وأي اتفاق يكون في إطار عمل جماعي دولي، فإن قطر ستشارك في إطار هذه المجموعة الدولية فهي شريك رئيسي في التحالف الدولي لمكافحة /داعش/، وتستضيف مركز قيادة هذا التحالف"، مؤكدا أن " شراكة قطر في مكافحة الإرهاب سوف تستمر".

وحول انعكاسات التغيرات الأخيرة في الإدارة الأمريكية على علاقات واشنطن بالدوحة، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، "إن علاقتنا مع الولايات المتحدة استراتيجية ومبنية على أساس الشراكة، والعلاقة بين المؤسسات القطرية ونظيرتها الأمريكية جيدة، وتغير رئاسة هذه المؤسسات شأن داخلي أمريكي، وسياسة الدول لا تتغير بتغير الأشخاص وخاصة في الولايات المتحدة".

واعتبر سعادته أن إقالة السيد ريكس تيلرسون من وزارة الخارجية الأمريكية وتعيين السيد مايك بومبيو خلفا له لا تختلف بالنسبة لنا، فعلاقاتنا مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التي كان بومبيو يرأسها ممتازة، ولذلك "ليس لدينا أي فرق بين تيلرسون أو بومبيو ونحن نتطلع للعمل معه".

وعن حضور معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، حفل زفاف ابن عبدالرحمن النعيمي المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية والأوروبية والانتقادات التي وجهت لقطر في هذا الشأن "، ذكر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن "قطر ملتزمة التزاما تاما بكافة القرارات الدولية حول مكافحة الإرهاب، وتقوم بتطبيق كافة الإجراءات المفروضة على كل من هو مدرج على قوائم الأمم المتحدة للإرهاب، ودولة قطر من أوائل الدول التي وقعت اتفاقيات شراكة في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن قطر دولة قانون وتحترم الفصل بين السلطات، والقضاء هو من يحكم على أي مجرم إذا كان متورطا في تمويل الإرهاب"، وأضاف أن "حضور السيد رئيس مجلس الوزراء لحفل زفاف ابن النعيمي يأتي لكونه (ابن النعيمي) موظفا في الحكومة القطرية، وحضور مناسبة اجتماعية في مجتمع صغير كالمجتمع القطري لا يسبب أي حرج لرئيس الوزراء".

وعن مستقبل الأزمة الخليجية، قال "إن هناك جهودا من قبل وساطة أمير الكويت والجهود الأمريكية الداعمة له، هناك زخم في الأسبوعين الماضيين بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الولايات المتحدة وبشكل خاص من الرئيس الأمريكي وسعي لإعادة مجلس التعاون إلى ما كان عليه، وأن يكون هناك حوار حول المشاكل التي تحيط بمجلس التعاون"، وأوضح "لم يتم إلى الآن اتخاذ أي خطوات عملية ولكن دولة قطر رحبت بهذه الجهود وعلى استعداد للجلوس على طاولة الحوار".

وأوضح أن "الأطراف الأخرى مازالت متعايشة مع هذه الأزمة ولا تريد التوصل إلى حل وكأن استقرار المنطقة لا يعنيها والسياسات التي نراها من طرفهم مازالت مستمرة في التصعيد ووصلت إلى مستويات متدنية جدّا".

وعما إذا كانت الكرة في ملعب قطر لعدم تنازلها وعدم قبولها بما طلب منها، تساءل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية .." كيف تكون الكرة في ملعب قطر وهي التي تعرضت لهجوم مفتعل من قبل أربع دول وتعرضت لجريمة قرصنة وإجراءات تعسفية ضدها وضد شعبها دون أن يتخذ أي إجراء مناهض لهذه الدول؟"، وذكر بأن "دولة قطر طالبت بأن يكون هناك حوار وفهم لمخاوف هذه الدول، وفي كل مرة تكون فيها مناسبة قد تجمع مختلف الأطراف على الحوار نرى أنهم يتخلفون عن ذلك.

وعن إمكانية وجود رد فعل إيراني قوي على الانسحاب الأمريكي المحتمل من الاتفاق النووي الإيراني، قال "ممكن أن هذا الاتفاق لم يتناول كافة مخاوف الدول الغربية، لكن وجوده مهم جدا ونحن لا نريد أن تدخل المنطقة في سباق تسلح نووي".