نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية : نتطلع إلى استعادة مجلس التعاون ليصبح أكثر شفافية

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية : نتطلع إلى استعادة مجلس التعاون ليصبح أكثر شفافية

واشنطن – المكتب الإعلامي - 01 فبراير

 قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن دولة قطر تتطلع إلى استعادة مجلس التعاون ليصبح أكثر شفافية ويقوم على المصالح المشتركة مثل التجارة والأمن ، منوها في الوقت ذاته بصمود قطر في وجه الحصار.

وأعرب سعادته ، في محاضرة بمعهد المشاريع الأمريكية بواشنطن اليوم، عن الأمل في أن ينضم المجتمع الدولي في المطالبة بحوار استراتيجي إقليمي فوري للاتفاق على المبادئ الأمنية المشتركة والتي قد تكون أساسا للتعافي والانتهاء بتحقيق الرخاء للمنطقة.

وفي بداية المحاضرة، تمنى سعادته أن يساعد في تسليط الضوء على الاضطرابات في الشرق الأوسط، وشرح كيفية تهديد القوى العدوانية في المنطقة لمصالح قطر والمصالح الأمريكية في نهاية المطاف، وتقديم أفكار لكيفية المضي قدما معا.

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن الولايات المتحدة وقطر حلفاء منذ 45 عاما ، ولديهما عشرات الاتفاقات التي تثبت الالتزام المشترك ، وأشار في هذا الصدد إلى الحوار الاستراتيجي التاريخي بين البلدين الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع .

وأوضح أن الحوار بين البلدين توج بتوقيع خمس اتفاقيات جديدة تشمل مجالات : الدفاع عن الأمن السيبراني الخاص بالبنية التحتية الحيوية للطاقة، تعزيز التجارة الاستثمار والتكنولوجيا ، تطوير إنفاذ القانون الدولي لوقف الإتجار بالبشر، استمرار التزامات الدفاع المشترك.

وأشار إلى أن الاستقبال الأمريكي للوفد القطري المشارك في الحوار " كان حارا جدا وعلى أفضل ما يكون".

وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن لدى الولايات المتحدة ودولة قطر شراكة فريدة من نوعها ، موضحا أنه "عندما كانت الولايات المتحدة تبحث عن موطن لقواتها في الشرق الأوسط، رحبت قطر بهم، وتستضيف قطر اليوم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم".

وقال "هناك 11 ألف عنصر من القوات الأمريكية، والآلاف من المعلمين والطلاب الأمريكيين، ومئات من الشركات المملوكة للولايات المتحدة يعيشون ويعملون في قطر".

ورأى سعادته أن "موقع قطر والقاعدة الأمريكية، هو موقع استراتيجي، نحن محاطون بلاعبين أقوياء في الشرق الأوسط". مضيفا أن "بعض هذه الدول عازمة على التخويف والعدوان والتلويح الخطير بالحرب. ولكن لا تخطئوا الفهم، هذه القوى تتناحر من أجل الهيمنة، عوضا عن اتخاذهم من الجيران الذين يتسلطون عليهم رهائن".

ولفت الى "أن المعاناة التي تسببها هذه القوى الجائعة للقوة لا تقتصر على المجاعة والدمار في أماكن مثل اليمن وسوريا والصومال. بل يجري أيضا التضحية برفاهية المواطنين داخل هذه الأنظمة المهيمنة خلال سعيها لانتزاع السلطة". واعتبر سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية " الحصار غير القانوني الذي بدأ العام الماضي ضد قطر هو واحد من بين العديد من أدوات التخريب الهادفة إلى التسلط على بلدي ودفعها للاستسلام أو الخضوع".

واستطرد قائلا إن العالم يكتشف أن "دول الحصار لن تتوقف أبدا: فمن التلاعب غير القانوني في الأسواق، والعدوان العسكري، والاعتداءات الإنسانية، وإسكات المعارضين، وصنع البروباجندا، وصولا إلى تقويض الكفاح العالمي ضد الإرهاب".

ونوه سعادته بصمود قطر في وجه الحصار قائلا " لكن مع عُسر الحصار هناك يُسر: فقد تمكنت قطر من إظهار القدرة على الصمود في وجه الحصار. وقد لا تتمكن بلدان أخرى في الشرق الأوسط من الصمود أمام محاولات الهجوم، كما رأينا مثالا بعد الآخر في جميع أنحاء المنطقة".

وأوضح أن قطر تنضم إلى الرغبة الأمريكية باستعادة الأمن الإقليمي إلى الشرق الأوسط ، وذكر أن "خطر العدوان على الصعيدين الإقليمي والقصير يحدث أمام أعيننا، ويترافق مع طيف من الدمار".

وحذر من أن "خطر العدوان العالمي والطويل الأمد سيصل في نهاية المطاف إلى بلدان في جميع أنحاء العالم لأن هؤلاء الحكام لن يتوقفوا أبدا عن زعزعة الاستقرار الدولي المتعمد لأسواق الطاقة والأسواق المالية والأسوأ من ذلك، خلق بيئة خصبة من المظالم وعدم الاستقرار يستغلها الإرهابيون للتجنيد" .

وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى إن الإرهاب يزدهر في ظل النظم القمعية والمغلقة، التي لا تلبَى فيها احتياجات المواطنين وحقوقهم، في حين أن العديد من القادة المتهورين حولنا يضاعفون في استخدامهم لوسائل القمع وغيرها من الوسائل الخفية للحكم، وقال: تأمل قطر وغيرها من بلدان الشرق الأوسط في الاستمرار في التحول إلى دول يمكنها تقديم العدالة والأمن لمواطنيها.

وأضاف: وكما أخبرت وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس بالأمس، فإن قطر تتطلع إلى الولايات المتحدة باعتبارها مكوناً مهماً في هذه الرؤية ، لافتا الى أن قطر تقدر الشراكة الأمريكية في المنطقة، وأن إنهاء انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط سيتطلب المزيد من القيادة.

وأكد سعادته إن التعاون المشترك من جميع بلدان الشرق الأوسط يعد ضرورياً لاستعادة الأمن الدائم للمنطقة وقال " لقد حاربت قطر والولايات المتحدة الإرهاب سوياً لسنوات عديدة. وإننا نتفق على ضرورة القضاء على الإرهاب من خلال الحروب العسكرية والاقتصادية، ولكن أيضاً من خلال مساعدة المقموعين بتوفير رؤية للانفتاح والأمل.. من خلال إرساء تحولات اجتماعية مستدامة".

ونبه الى أن دولة قطر حذرت تكراراً من أن فرض القمع على الإصلاح والتنمية باستخدام قانون القوة بدلاً من قوة القانون يعد خطراً على الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب وقال " لقد أمضت الولايات المتحدة، وقطر و72 دولة أعضاء التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش سنوات سعياً لسحق هذا الشر. وإننا لا نريد أن نجد أنفسنا في نفس الموقف مراراً وتكرارا. إننا بحاجة للعمل سوياً للقضاء تماماً على تمويل الإرهاب، والتجنيد والدعاية له".

وأوضح سعادته أن القيادة الحكيمة تعني تنحية المشاعر الشخصية جانباً لخدمة مصلحة الشعوب. وأن قطر تأمل في إمكانية إعادة بناء مجلس التعاون الخليجي مجددا كما أن الشعب القطري شعب متسامح وجسور.

وقال: إننا نأمل في تحقيق الوحدة. ولا يمكننا تجاهل الروابط التاريخية التي تجمعنا ببلدان مجلس التعاون والروابط الأسرية والثقافية والمالية المشتركة التي تجعلنا أقوى في واقع الأمر.

وأكد أن قطر تتطلع إلى استعادة مجلس التعاون ليصبح أكثر شفافية ويقوم على المصالح المشتركة مثل التجارة والأمن ، مشيرا الى أن مجلس التعاون سيكون في حاجة إلى عملية واضحة لطرح الخلافات وحلها كما أنه سيكون في حاجة إلى التخلي عن الإجبار على الإذعان فيما يخص السياسة الخارجية والقرارات المتعلقة بالشؤون الداخلية وسيكون في حاجة إلى الاحتكام للعقل دون الاندفاع وسيكون في حاجة لإعلاء مصالح جميع أعضائه.

وأضاف سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط ككل، لا يمكننا إعادة إعمار المناطق المدمرة بدون ممارسة ضغط دبلوماسي على العناصر المتعطشة للسلطة، ودون وضع خطة أمنية شاملة في أرجاء المنطقة. وتابع : يجب أن يكون لهذه الخطة الأمنية قاعدة مشتركة، تشمل آلية للتحكيم توفر الحماية المتساوية للبلدان الصغرى والكبرى، وتحديد عواقب ملزمة للعناصر التي تختلق الأزمات وتهدد الأمن.