نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر تؤمن بإمكانية توفير ظروف حياة أفضل وتعليم جيد لشعوب المنطقة

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر تؤمن بإمكانية توفير ظروف حياة أفضل وتعليم جيد لشعوب المنطقة

دافوس – المكتب الإعلامي - 23 يناير

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر ظلت تدافع عن المنطقة، ومازالت تؤمن بإمكانية توفير ظروف حياة أفضل وتعليم جيد لشعوبها.

وأضاف سعادته ،خلال مشاركته في جلسة اليوم بعنوان "رؤية مشتركة للعالم العربي" في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، أن دولة قطر أعطت اهتماما كبيراً للأطفال الصغار في كل أنحاء المنطقة ممن لم يلتحقوا بالتعليم ووفرت لهم فرصا متساوية للعودة إلى المدارس وذلك من خلال العديد من البرامج أهمها "علم طفلا " الذي يعلم حاليا 7.6 مليون طفل في الدول الفقيرة.

وأشار إلى أن جماعات التطرف العنيف تنمو في مناطق الاضطرابات السياسية والتفكك الاجتماعي والفقر والمشاكل الاقتصادية، وقال إن اقتصار التعامل مع الجماعات المتطرفة على الجوانب الأمنية فقط سيؤدي إلى اختفاء الإرهاب لفترة قصيرة، ويمهد لنمو جماعات متطرفة جديدة.

ولفت سعادته إلى أن تنظيم "داعش" ماهو إلا تطور لتنظيم القاعدة الذي كان في العراق، مشيرا إلى أن "داعش" لم يبدأ في سوريا وإنما في العراق، وذلك بسبب الفراغ السياسي وتهميش فئات معينة، مضيفا أن التنظيم وجد مكاناً مثالياً للنمو في سوريا بعد الفوضى التي خلقها النظام.

ودعا سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى النظر للإرهاب من زاويتين رئيسيتين هما الأيديولوجيات وغياب الدولة، مضيفا أن قدرة المتطرفين على استخدام الأيديولوجيات لحشد الموارد وتجنيد الناس لم يسبق لها مثيل، وأن المجموعات المتطرفة لا تنمو في دول تعتبر جميع مواطنيها سواسية.

ورأى أنه عندما يتم تزويد الشباب بالأمل وفرص العمل والتعليم المناسب، سينشؤون ليصبحوا أفضل ولن يكونوا ضعفاء أمام التطرف.

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن هناك أدلة على أن المتطرفين يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم السياسية، داعيا إلى التعلم من أحداث الماضي.

وأوضح أن "منطقتنا ظلت تعاني من توجيه الدعم الدولي على أساس الخلفيات العرقية ولفئات من جماعات معينة"، مؤكدا الحاجة إلى التفكير بطريقة أكثر ابتكاراً لمعالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية ومساعدة الدول على بناء أمم تقوم على مبدأ المساواة في الحقوق الإنسانية.

وشدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على ضرورة وقف التعاون الذي يقوم على الفئوية أو الطائفية أو العرقية، والعمل على بناء القدرات داخل الحكومات لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها تجاه شعوبها.

وقال "إننا نشعر بالأسف لكون مجلس التعاون أصبح منظمة غير فعالة بعدما كان في الماضي القريب مثالا للتماسك والأمل للعالم العربي"، مضيفا "إننا نقر بوجود انقسام في الشرق الأوسط، ولدينا خلافاتنا، ولكن تلك الخلافات لن تحل أبدا في ساحات المعارك"، مشيرا إلى أن الجميع سيأتون في النهاية إلى طاولة المفاوضات.

وعن الأزمة الخليجية، قال سعادته إننا نعيش في حقبة نحتاج فيها إلى التعايش جنباً إلى جنب مع احترام سيادة الدول، مشددا على أنه لا يوجد حل وسط عندما يتعلق الأمر بالسيادة، معرباً عن استمرار دولة قطر في الدعوة للحوار لحل الأزمة.

وأضاف أن القوى المختلفة تحاول الحصول على أقصى قدر من النفوذ حتى تأتي إلى طاولة المفاوضات في وضع أفضل، لافتا إلى أن الشعوب هي التي تدفع الثمن.

وأعرب سعادته عن اعتقاده بضرورة أن يحث العالم جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لمعالجة شواغلهم، منوها بأن المنطقة تزخر بإمكانيات كثيرة تتطلب وضعها في المسار الصحيح.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع مصر، وما إذا كان هناك أمل في تحسين هذه العلاقات، قال سعادته، "نحن نأمل دائما في سد الفجوة بين قطر ومصر، ونعتقد أن الاختلافات التي لدينا مع مصر ليست أساسية، "نحن نهتم باستقرار مصر، وأولئك الذين يدّعون أن قطر تحاول أن تلعب دورا مزعزعا للاستقرار في مصر، يوجهون اتهامات كاذبة".

وأضاف سعادته : " إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية عربية، فإن استقرار مصر مهم جدا للمنطقة. وإذا نظرنا إليه من منظور اقتصادي، فلدينا استثمارات قائمة في مصر، والحرص على أن تكون استثماراتنا في بيئة مناسبة هو من أولوياتنا. وليس هناك ما يدعو إلى أن تصبح قطر عاملا مزعزعا للاستقرار في مصر. كل من يحاول البناء على هذه الاختلافات يحاول خلق نظرة معينة لقطر. ولم تكن هناك أي استجابة من الجانب المصري للجلوس وتقريب وجهات النظر".