نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية : قطر نجحت في إدارة الأزمة الخليجية ورسائل عديدة يحملها اليوم الوطني لدول الحصار

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية : قطر نجحت في إدارة الأزمة الخليجية ورسائل عديدة يحملها اليوم الوطني لدول الحصار

الدوحة – المكتب الإعلامي - 17 ديسمبر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن الاحتفال باليوم الوطني حدث فريد يعكس حرص أهل قطر على إحياء ذكرى مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي جعل من قطر كيانا مستقلا وموحدا وقويا ، لافتا إلى أنه في هذه المناسبة الوطنية المجيدة، تتجسد معاني الفخر والاعتزاز بعطاء الأجداد، وترتسم صور زاهية للهوية والوحدة والتلاحم والتماسك والولاء للوطن وللقيادة الرشيدة.

ونوه سعادته في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة اليوم الوطني للبلاد على أن احتفال هذا العام سيكون مختلفا عن السنوات السابقة، كونه يأتي في ظل حصار جائر ممتد منذ عدة أشهر، لذلك سيحمل رسائل جديدة وعميقة لدول الحصار عن قوة قطر وصمود مجتمعها والتلاحم الفريد بين الشعب الوفي والقيادة الرشيدة.

وأكد سعادته أن شعار هذا العام "أبشروا بالعز والخير" يتناغم تماما مع مشاعر وأحاسيس أهل قطر في هذه الفترة الحساسة، فكلهم تغمرهم مشاعر العزة ويستبشرون خيرا رغم الإجراءات القاسية وغير القانونية التي اتخذتها دول الحصار، لأنهم يؤمنون بقول الله عز وجل "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، ولأنهم يدركون بفطرتهم السليمة أن العز في بقاء وطنهم حرا مستقلا غير خاضع للابتزاز أو الترهيب، ولأنهم يؤمنون بأن الخير في أخلاقهم الرفيعة وتساميهم فوق المهاترات والإسفاف، وفي وحدتهم العصية على المكايد والمؤامرات وفي اصطفافهم القوي خلف قيادتهم الرشيدة.

وشدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أن دولة قطر قد نجحت وبشهادة الجميع في إدارة الأزمة الخليجية غير المسبوقة في منطقة الخليج بعقلانية واحترام كبير للذات، لافتا إلى أن المجتمع القطري المتميز قد راعى علاقاته مع أشقائه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأصول ومبادئ وأعراف الخلاف مما أكسبه احترام العالم.

ونوه سعادته إلى أن تكامل الأدوار السياسية والاقتصادية والإعلامية والشعبية، قد أفلح في إفشال كل المخططات الماكرة وكسر شوكة الحصار وتعزيز سيادة واستقلالية دولة قطر إلى درجة أن السكان باتوا لا يشعرون الآن بأي تأثير للحصار على حياتهم اليومية.

وأضاف سعادته قائلا في هذا السياق "إلا أن ما يقلقنا فقط تأثير الحصار على الأسر فهناك 26000 حالة انتهاك لحقوق الإنسان مسجلة وهذا الأمر خطير جدا، ونؤكد أننا إذا تجاوزنا الأزمة، فلن نتجاوز هذه الانتهاكات بحق الشعب القطري، ونشدد أيضا على أن حل الأزمة يجب أن يضمن عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي في التعامل مع المواطنين عند حدوث خلاف سياسي بين الحكومات".

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في تصريحه لـ/قنا/ إن ما يحزننا أيضا تسبب هذه الأزمة في اهتزاز الثقة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، لكننا رغم ذلك نرى ضرورة المحافظة على هذه المنظومة المعنية بالأمن الجماعي، والعمل على إيجاد صيغة تضمن المحافظة على سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وإنشاء آليات حضارية لفض النزاعات والخلافات بين أعضاء المجلس، والعمل على استعادة الثقة وفقا لمعايير واضحة وشفافة يلتزم بها الجميع.

وأعرب سعادته عن اعتقاده بأن كل هذه الأمور مهمة جدا للمحافظة على هذه المنظومة التي تعتبر الدرع الأول لدول مجلس التعاون ضد كافة المخاطر الخارجية خصوصا في ظل التوترات الإقليمية المستمرة.

وشدد على أن دولة قطر قد نجحت في إيصال رؤيتها المتكاملة لحل الأزمة إلى كل دول العالم من خلال قنوات التواصل المختلفة، وأنها تؤكد مجددا استعدادها الكامل لحوار شفاف قائم على الاحترام المتبادل للسيادة والالتزامات المشتركة.

وقال سعادته في هذا الخصوص "لقد نجحنا في إيصال رؤيتنا المتكاملة لحل الأزمة إلى كل دول العالم من خلال قنوات التواصل المختلفة، ونؤكد مجددا استعدادنا الكامل لحوار شفاف قائم على الاحترام المتبادل للسيادة والالتزامات المشتركة، وسنظل متمسكين بهذا النهج رغم تعنت دول الحصار وتجاهلها التام لدعوات الحوار والجهود المبذولة من كافة الأطراف لإيجاد حل لهذه الأزمة يحفظ الحقوق والسيادة لكل دولة".

وشدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أن هذا الحصار الجائر احتضن في أعماقه خيرا كثيرا وبشريات عظيمة، وشكل فرصة لإعادة اكتشاف إمكانيات المجتمع القطري المشبع بالإيمان والعزيمة والإرادة والأفكار والطموح، وهو نقطة انطلاق جديدة نحو العمل الدؤوب والإنتاج الوفير لتأمين الاحتياجات وبناء علاقات اقتصادية وتجارية أوسع من أي وقت مضى، والاستمرار في خطط التنمية ومشاريع رؤية قطر المستقبلية.

ولفت سعادته إلى أن أجمل ما كشفته الأزمة الراهنة هو ذلك التناغم والتلاحم والتعاضد بين الشعب والقيادة في مواجهة التحديات المفروضة والمساعي الرامية لكسر الإرادة وفرض الوصاية، وهي محاولات تحطمت على صخرة المواقف الصلبة والإبداعات التي كسرت الحصار خلال فترة وجيزة وأكدت أن قطر ليست من الأهداف السهلة وستبقى شامخة.

وحول أهم وأبرز الإنجازات التي حققتها وزارة الخارجية خلال العام الماضي والخطط الموضوعة للمرحلة القادمة وخاصة في ظل الحصار الجائر، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نحن في وزارة الخارجية حريصون على ترجمة توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتقديم خدمات متطورة للمواطن القطري داخل قطر وخارجها، وتطوير علاقاتنا مع بلدان العالم والمنظمات الإقليمية والدولية والمساهمة الفاعلة في تعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال الوساطات الرامية لفض المنازعات بالطرق السلمية ودعم مشاريع التنمية والاستقرار في الدول المختلفة.

وأشار سعادته في هذا الصدد إلى مواصلة دولة قطر إيصال المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 100 دولة، مؤكدا أنها أعلى نسبة من المساعدات للشرق الأوسط وأفريقيا ــ المغرب وفلسطين ـ وخاصة في قطاع التنمية والتعليم والبنية التحتية، كما قدمت دولة قطر مساعدات بقيمة 4.5 مليار دولار إلى أكثر من 100 دولة خلال خمس سنوات، وأنها تحتل اليوم المرتبة الثالثة في قائمة الجهات المانحة الرئيسية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وتابع سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قائلا في تصريحه: "وكما أشار سمو الأمير المفدى في خطابه التاريخي أمام دور الانعقاد السادس والأربعين لمجلس الشورى فإن الافتراءات على دولة قطر بدعم وتمويل الإرهاب لم تنطل على المجتمع الدولي خصوصا الدول الكبرى والدول الفاعلة في هذا المجال بل أصبحت علاقاتنا الحسنة أصلا مع هذه الدول أفضل مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة".

وشدد سعادته على أن دولة قطر ورغم الحصار الجائر واصلت إسهاماتها الدولية الفاعلة في كل المجالات، وأنها ستظل على هذا العهد انطلاقا من مبادئها الراسخة الهادفة لخدمة الإنسانية جمعاء.