دولة قطر تعرب عن رفضها لأي إجراءات تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

news image

نيويورك – المكتب الإعلامي - 08 ديسمبر

أعربت دولة قطر عن رفضها التام لأي إجراءات تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدة على المكانة الخاصة للقدس لجميع الشعوب العربية والإسلامية، مما يتوجب احترام الوضع القانوني والتاريخي في القدس، وتجنب أي تداعيات لا يمكن احتوائها.

وحذرت دولة قطر من التبعات الخطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لمثل هذه الإجراءات التي تتنافى تماماً مع القانون الدولي، ومع قرارات الشرعية الدولية، ومع أي جهود جادة لإحلال السلام على أساس حل الدولتين.

جاء ذلك في البيان الذي ألقته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم حول "ثقافة السلام".

وقالت سعادتها "بما أننا نناقش اليوم بند ثقافة السلام، ونحن في خضم التطورات التي تخص الشرق الأوسط، فإن تحقيق السلام يدعونا للتأكيد على أهمية تجنب أية إجراءات تتناقض مع هذا الهدف السامي،وأعني السلام المستدام الذي يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.. وفيما يخص الشرق الأوسط، فإنه بدون حل القضية الفلسطينية سيظل السلام في الشرق الأوسط هدفا بعيد المنال".

وأضافت أن "الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز ثقافة السلام والحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات تعكس عزم وإصرار المجتمع الدولي على مواجهة كافة الصعوبات والعقبات التي تحول دون تحقيق السلام والأمن الدوليين، خاصة في ظل تزايد النزاعات والأزمات في العالم، وعليه، فإن توفير البيئة والعوامل الداعمة والمواتية لبناء السلام وترسيخه تعتبر من أهم الدعائم التي يتعين علينا كمجتمع دولي أن نوليها الاهتمام اللازم، وذلك من خلال احترام وإعمال الحقوق المشروعة للشعوب، وصون كرامتها، وتوفير متطلبات التنمية المستدامة".

وقالت إنه "استنادا لسياستنا المستمدة من موروثنا المجتمعي والديني والحضاري، فقد انتهجت دولة قطر سياسة تنحو إلى الاعتدال والتسامح وقبول الاختلافات الثقافية والحضارية والدينية بين الشعوب، كما تضطلع بلادي بدور نشط ومسؤول في المجتمع الدولي يسهم في إحلال وتعزيز السلام والأمن الدوليين".

وأكدت أنه "إيمانا من دولة قطر بأهمية تحقيق الهدف السادس عشر من أهداف خطة التنمية المستدامة، ودعم جهود الأمم المتحدة في هذا الخصوص ، فقد نهضت بدور ريادي، وبالتعاون مع الدول الأعضاء وهيئات الأمم المتحدة، في إنشاء التحالف العالمي للإبلاغ عن التقدم المحرز في تحقيق الهدف السادس عشر، الذي يصبو إلى تعزيز مجتمعات تنعم بالسلام والعدل وشاملة للجميع". مبينة أنه في ضوء الدور الذي يضطلع به تحالف الأمم المتحدة للحضارات لتعزيز ثقافة السلام والحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان، كانت دولة قطر في مقدمة الدول التي دعمت التحالف، ونواصل تقديم الدعم له بكافة أشكاله.

وأوضحت سعادتها أنه في سياق التزام الدولة بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تصبو لتعزيز التبادل الثقافي مع الشعوب، فقد عملت دولة قطر على إنشاء مؤسسات معنية بنشر ثقافة السلام والحوار بين الثقافات، وقبول الاختلاف، ومحاربة التطرف، ونبذ العنف، ومنها "البيت الثقافي العربي" الذي افتتحه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد زيجمار جابريل وزير الخارجية الألماني في برلين في شهر نوفمبر 2017، والذي يهدف إلى تعميق التعاون بين الثقافتين العربية والألمانية.

وقالت إن دولة قطر تنظر إلى السلام بشمولية، فالسلام في نظر الدبلوماسية القطرية ليس مجرد غياب العنف، فالسلام الدائم يقوم على التسويات والعدل، لذلك أولت الدولة اهتماماً كبيراً للمشاركة في الجهود الدولية لدعم دور الوساطة والدبلوماسية الوقائية التي تشكل ركيزة أساسية في خطة الأمين العام. منوهة بأن دولة قطر ستستضيف المشاورات الإقليمية حول استدامة السلام لمنطقة الشرق الأوسط وبعض الدول الإسلامية خلال الفترة 18 - 19 يناير 2018 تحضيرا للاجتماع الرفيع المستوى الذي تعقده الجمعية العامة في إبريل القادم حول استدامة السلام، وذلك انطلاقا من سياسة دولة قطر لمنع النزاعات وحلها بالوسائل السلمية والحوار.. وقد حققت جهود الدولة في هذا الإطار نتائج إيجابية ترضي جميع الأطراف المعنية، وساهمت في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وكانت موضع ترحيب من المجتمع الدولي.

وجددت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، في الختام، التزام دولة قطر بمواصلة تنفيذ الإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام، وتقديم الدعم لكافة الجهود المبذولة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي من أجل الترويج لثقافة السلام واللاعنف، ودعم الدبلوماسية الوقائية، وبما يعود بالنفع على البشرية جمعاء.