دولة قطر تؤكد حرصها على تعزيز الشراكة والحوار البناء مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين

news image

جنيف /المكتب الإعلامي/ 04 أكتوبر 2017/ أكدت دولة قطر حرصها على تعزيز الشراكة والحوار البناء مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشيرة إلى تزايد قلق المجتمع الدولي تجاه استمرار ارتفاع وتيرة ظاهرة اللجوء والنزوح في أنحاء العالم.

جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه السيد عبدالله خليفة السويدي السكرتير الثالث بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، اليوم، خلال النقاش العام للدورة (68) للجنة التنفيذية التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وذكر البيان أن المساهمات التي قدمتها دولة قطر للمفوضية خلال السنوات العشر الأخيرة بلغت قيمتها أكثر من 97 مليون دولار أمريكي، في إطار حرصها على تعزيز الشراكة والحوار البناء مع المفوضية.. لافتا إلى أن ظاهرة اللجوء والنزوح في العالم اكتسبت أهمية بالغة حينما تم التوافق بين دول العالم على قرار الجمعية العامة 71/1، والذي تمخض عنه إعلان نيويورك من أجل اللاجئين والمهاجرين.

وأضاف أنه رغم التقدم المحرز بشأن حماية اللاجئين وتحسين أوضاعهم في عدد من مناطق العالم، إلا أن مستوى التحديات والاحتياجات الكبيرة المطلوبة يستدعي تكاتف الجهود ومشاركة الأعباء وتبني نهج دولي شامل يركز على التصدي للأسباب الجذرية، خاصة وأن معظم مشاكل اللجوء والنزوح هي من صنع الإنسان، مما يستوجب العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وحكم القانون وحل الأزمات والنزاعات بالوسائل السلمية.

وأوضح السيد عبدالله خليفة السويدي أن مساهمات دولة قطر التنموية والإغاثية امتدت إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وتدعم ما يربو على 10 ملايين طفل، وتبني قدرات 1.2 مليون شاب عربي ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم.. منوها بأنه في السنوات الخمس الماضية تضاعفت قيمة المساعدات المقدمة من دولة قطر 3 أضعاف لتصل إلى 13 مليار ريال قطري (أي ما يعادل أكثر من 3.5 مليار دولار أمريكي) منذ عام 2011، وعلى المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.

وبالإضافة إلى ما سبق، تعمل العديد من المؤسسات غير الحكومية مثل مؤسسة /صلتك/ على تعزيز تشغيل اللاجئين، كما تقوم مؤسسة /التعليم فوق الجميع/ على دعم تعليم الأطفال في مناطق الصراع والمناطق المنكوبة بمن فيهم اللاجئون، من أجل توفير الفرص التعليمية وتحسين سبل العيش، مما يسهم في إعادة بناء المجتمعات والأوطان.

وأفاد البيان أن دولة قطر قامت أيضا بإنشاء صندوق للتعليم والتطوير المهني لصالح اللاجئين والنازحين في منطقة الشرق الأوسط، بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والجهات الإنسانية الفاعلة بالإعلان عام 2015.

وفي السياق ذاته، أشار السيد عبدالله خليفة السويدي إلى اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي تم توقيعها، أمس الثلاثاء، بين مؤسسة قطر الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حول التعاون والشراكة بين الطرفين والبحث في سبيل توفير الموارد المالية اللازمة لمشاريع الإغاثة لفائدة النازحين واللاجئين حول العالم على أساس تمويل مشترك بين الطرفين بما لا يقل عن 3 ملايين دولار سنويا، إذ تعد هذه الاتفاقية الأولى من نوعها مع منظمة خيرية في المنطقة، وتتضمن كذلك تنفيذ مشاريع إنسانية وفق معايير ومتطلبات دولية.

وأعلن أن التبرعات المقدمة من دولة قطر للعام 2017 لخطط الاستجابة الانسانية والتبرعات الطوعية الأخرى، تقدر بقيمة 26.7 مليون دولار أمريكي، وأن ما نسبته 90.7% من الدعم خلال عام 2017، خصص لثلاث دول وهي سوريا واليمن والصومال. كما وصل حجم المساعدات القطرية الحكومية وغير الحكومية منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، إلى أكثر من 1.6 مليار دولار أمريكي.

كما قدمت دولة قطر مساعدات إلى فلسطين خلال الفترة من 2011 وحتى 2016، ناهزت 1.3 مليار دولار أمريكي، وبلغ حجم المساعدات الحكومية وغير الحكومية إلى اليمن في الفترة من 2010 وحتى 2016، أكثر من 400 مليون دولار أمريكي.

من جهة أخرى، لفت البيان إلى أن دولة قطر تقوم حاليا بصياغة وتنفيذ خطة دعم لللاجئين /الروهينغيا/ تعتمد على المسار السياسي والتنموي وبالتعاون مع الهلال الأحمر القطري.. مشيرا إلى أن دولة قطر استضافت العديد من المؤتمرات والاجتماعات بخصوص اللاجئين والنازحين، ومن أبرزها منتدى الدوحة السابع عشر الذي عقد في شهر مايو 2017، تحت شعار "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين"، وبمشاركة دولية واسعة من صناع القرار وقادة الفكر وممثلين عن منظمات ومؤسسات عالمية وإقليمية.

وشدد السيد عبدالله خليفة السويدي على أن دور دولة قطر لم يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية، بل تعداه إلى لعب دور متميز في الوساطة لفض المنازعات ومعالجة الأزمات عبر وسائل التسوية السلمية والتي من شأنها المساهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي ويمثل عاملا وقائيا لتفادي مشكلات اللجوء والنزوح والتخفيف من آثارها المأساوية.. مؤكدا أن المساعدات القطرية تنطلق من دوافع إنسانية بحتة ومن مبدأ الوقوف مع المحتاجين والضحايا والمظلومين بدون تمييز بين عرق أو لون أو جنس أو دين.

وأعرب السكرتير الثالث بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، عن تقدير وفد دولة قطر الكبير للجهود الحثيثة التي تبذلها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.. مشيدا بالأداء المميز للسيد فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في قيادة وتنسيق العمل الدولي لتعزيز حماية اللاجئين وضمان حقوقهم .

وفي الختام، أكد استمرار دولة قطر بالتزاماتها الإنسانية ومواصلة تقديم الدعم اللازم لأنشطة وبرامج مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وكذلك مواصلة التعاون والشراكة في إطار المجتمع الدولي لمواجهة التحديات الانسانية والتنموية