سفير قطر لدى إسبانيا: تعطيل الحوار لحل الأزمة الخليجية بسبب تحريف مزعوم للأخبار ليس له أي أساس

news image

مدريد – المكتب الإعلامي -  18 سبتمبر

قال سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى إسبانيا إن تعطيل الحوار لحل الأزمة الخليجية بسبب تحريف مزعوم للأخبار من قبل وكالة الأنباء القطرية ليس له أي أساس.

وأشار سعادة السفير في مقابلة مع صحيفة ABC الإسبانية إلى أنه في الثامن من سبتمبر الجاري تحدث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع ولي العهد السعودي، عقب اتصال هاتفي بين سموه والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرر التوسط في الأزمة والقيام بتنسيق هذا الاتصال الهاتفي من أجل دفع عملية الحوار.

وقد تحدث زعيما البلدين، واقترح ولي العهد السعودي على سمو الأمير تكليف مبعوثين لحل الأمور الخلافية.

وأضاف "بعد ذلك قامت وكالة الأنباء القطرية بنشر خبر الاتصال الهاتفي، حيث ذكرت أن الاتصال جاء بتنسيق مع الرئيس ترامب، بينما حذفت السعودية ذلك، وذكرت فقط أن سمو الأمير هو الذي أخذ زمام المبادرة، وادعت الرياض أننا "حرفنا" الخبر وعليه قامت بتعطيل الحوار علنا، وهذا هو ما حدث بالفعل".

وردا على سؤال حول سبب رد الفعل الغاضب من جانب الرياض، قال سعادة السفير "نحن ملتزمون بإبلاغ الرأي العام لدينا، ولدي انطباع بأن النظام السعودي ينتهج سياسة أخرى".

وأكد سعادة السفير الكواري على أن إغلاق قناة الجزيرة هو شأن داخلي، يرجع إلى سيادة قطر، كما أن رفض الحصار لإبرام اتفاق بين دولة قطر مع تركيا، أو عدم إقامة علاقات مع بعض الدول، هو أيضا هجوم سافر على سيادة دولة قطر.

وأضاف: لقد أسست الجزيرة منبرا غير مسبوق لحرية الصحافة، يعبر من خلاله المفكرون بكافة أطيافهم عن آرائهم. وبالنسبة لمصر أو السعودية فإن هذا الهامش من حرية التعبير يسبب لهما الإزعاج. لماذا؟ لأن هناك رؤيتين في العالم العربي: الأولى تريد الإصلاح، والأخرى تريد الإبقاء على الوضع الراهن، والجزيرة تتبع الرؤية الأولى، أما أنظمة الحكم في السعودية والإمارات ومصر فهي تريد استمرارية النظام الحالي.. مشيرا إلى أنه إذا ما حدث شيء ما في شوارع السعودية، فإن قناة "الجزيرة" ملزمة بإعلام الناس بما يحدث، سواء راق ذلك للسلطات أم لا.

وردا على سؤال حول تقديم الرياض قائمة بمنظمات إرهابية مزعومة أو أشخاص مرتبطين بها من المقيمين في قطر، قال سعادة السفير: "قدمت لنا قائمة بذلك، ونحن على استعداد لمناقشة هذا الأمر، فالقائمة تشمل منظمات لديها مشاريع مهمة مع الأمم المتحدة، وبالتالي، فإن اتهام السعودية لهذه المنظمات يثير كثيرا من الاستغراب لدينا".

وعن الضرر الذي يتسبب فيه الحصار المفروض على دولة قطر، أوضح سعادة السفير أن الضرر ليس فقط على قطر وإنما أيضا على بقية دول الخليج.. لافتا إلى أنه تم تفادي تأثيره الأولي الأكبر في يومين فقط، وأصبحت الأسواق في الدولة مزودة بالسلع من جديد، إضافة إلى أن الحياة تسير بشكل طبيعي.

وأوضح سعادته أن "الدول الأربع التي تقوم بفرض الحصار ليست بلدانا صناعية فهي تشتري من الخارج لتعيد البيع، لذلك يكفينا أننا وجدنا مصادر شحن مباشرة جديدة في أوروبا وآسيا".

وبيّن سعادة السفير محمد جهام الكواري أن الأكثر تضررا في هذه الأزمة هي شعوب دول الخليج، وليست العلاقات الاقتصادية، حيث أن مجتمعاتنا العربية مترابطة ترابطا وثيقا، ومن الطبيعي أن تكون الأسر موزعة في قطر والسعودية والإمارات.. موضحا أنهم "هم الذين يدفعون ثمن الحصار، وهذا ليس عدلا".