وزير الخارجية: منتدى "أمريكا والعالم الإسلامي" يكتسب أهمية خاصة بسبب زيادة النزاعات في العالم

وزير الخارجية: منتدى

نيويورك – المكتب الإعلامي - 17 سبتمبر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية أن عقد منتدى أمريكا والعالم الإسلامي في هذا الوقت يكتسب أهمية خاصة بسبب زيادة حدة النزاعات والانقسامات السياسية والأيدولوجية التي أدت إلى عدم الاستقرار في العديد من مناطق العالم.

وأضاف سعادته، في كلمة له خلال افتتاح الدورة الـ13 من المنتدى تحت عنوان الأزمة والتعاون في نيويورك، أن بعض القضايا العادلة للشعوب مازالت دون حلول على الرغم من صدور عدة قرارات أممية بشأنها، الأمر الذي يتطلب توجيه الجهود الدولية نحو تطبيق القرارات وإنفاذ الشرعية الدولية ووقف ازدواجية المعايير في هذا الشأن ونشر ثقافة التفاهم والتعايش رغم الاختلاف بعد تحقيق العدالة ولو نسبيا، إذ لا يمكن أن نسمي واقع الاحتلال أو الطغيان تعايشا مع الآخر.

ودعا سعادة وزير الخارجية، في هذا الصدد، دول العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية إلى ضرورة العمل على تعميق العلاقات القائمة على الحوار الدائم والصريح وعلى أسس الاحترام والتفاهم المتبادل التي يجب تكريسها كمبادئ للتعامل بين الدول.

وأكد سعادته أن دولة قطر تبذل جهودا متواصلة لترسيخ الحوار بين الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة وأنشئت من أجل ذلك مؤسسات وطنية مثل مركز الدوحة لحوار الأديان، فضلا عن منتدى الدوحة السنوي واستضافة العديد من المؤتمرات واللقاءات التي تعزز هذا التوجه.

وأضاف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن هذا المنتدى أنشئ في عام 2002 تحت اسم مؤتمر الدوحة حول العلاقات الأمريكية مع العالمين العربي والإسلامي، وذلك ضمن الجهود العالمية لمعالجة تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا السياق، قال سعادة وزير الخارجية ،في كلمته بالمنتدى الذي شهد مشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، إن الفترة السابقة ازدادت فيها مظاهر التعصب والفهم الخاطئ للدين وربطها بالإرهاب ، مؤكدا أن الأديان بريئة من الإرهاب وأن المتطرفين موجودون في كافة المجتمعات والدول وينتمون إلى مختلف الديانات.

وأضاف أن ثمة أسبابا اجتماعية واقتصادية وعوامل ايديولوجية لنشوء الإرهاب، مؤكدا في هذا الصدد أن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول العالم الإسلامي يمكنها أن تؤثر فيها وتتأثر بها.

وأكد سعادته أن المجتمع الدولي بحاجة إلى الكثير من قنوات التواصل ومنصات الحوار مثل هذا المنتدى لمد الجسور وترسيخ التعاون بين الشعوب والدول والتسامح بين أصحاب العقائد وأتباع الديانات والمذاهب المختلفة والعمل على معالجة التشويه الذي يحدثه المغرضون والجهلة والمتطرفون.

وأضاف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن العلاقة المتميزة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية تواجه تحديا كبيرا يتمثل في تسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط ، مشيرا في هذا الصدد، إلى استمرار الفشل في تحقيق السلام بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والكيل بمكيالين وتفضيل فرض سياسة الأمر الواقع على مبادئ العدالة والإنصاف لتحقيق المصالح الضيقة القصيرة المدى.

وأعرب سعادته عن تطلعه، وفي ظل الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط ، مثمنا جهودها في هذا الشأن لبذل المزيد من الجهود لإعادة استئناف المفاوضات الجادة لتسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.

وفي ختام كلمته، أكد سعادة وزير الخارجية أن دولة قطر أكدت دوما رفضها المطلق لجميع أشكال التعصب والتطرف وما تولده من عنف وإرهاب، كما دعت إلى ضرورة الإسهام الجاد ضمن إطار الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تتناقض مع قيم كل الديانات السماوية والحضارات الإنسانية.