وزير الخارجية يجدد ترحيب دولة قطر بأي جهود تدعم الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية

وزير الخارجية يجدد ترحيب دولة قطر بأي جهود تدعم الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية

الدوحة – المكتب الإعلامي - 30 أغسطس

جدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، ترحيب دولة قطر بأي جهود لدعم عملية الوساطة التي يتولاها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لحل الأزمة الخليجية الراهنة.. وقال إن قطر ترحب كذلك بالجهود الروسية والموقف الروسي في هذا الاتجاه.

كما جدد سعادته، في مؤتمر صحفي اليوم مع سعادة السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ، التأكيد على أن دولة قطر لا تزال مستمرة على موقفها المتمثل في أن هذه الأزمة لا يمكن الخروج منها إلا عن طريق الحوار البناء الذي يتم من خلاله الوصول إلى تسويات بالتزامات دولية على كافة الدول، وليس عن طريق إملاءات أو تقديم قوائم من الطلبات فيها خرق لسيادة دولة قطر أو خروقات للقانون الدولي الذي تدعي دول الحصار احترامه.. مضيفا "للأسف لم نر إلا نقيض ذلك، ومن الواضح جدا أن دول الحصار قد فشلت حتى الآن في تقديم أي سند لهذه الأزمة، التي استندت فيها إلى قرصنة تورطت هي نفسها فيها".

وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أنه أطلع نظيره الروسي خلال مباحثاتهما اليوم بشكل خاص، على المبادرة والوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، والرسائل التي بعث بها سمو أمير دولة الكويت إلى كافة الأطراف من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي دعا فيها إلى حوار بشكل مباشر وغير مشروط.. منوها بأن دولة قطر هي الوحيدة التي ردت على الرسالة الكويتية بعد أيام معدودة، فيما لم ترد في المقابل أي من دول الحصار على هذه الرسالة، استمرارا للنهج الذي تتبعه بعدم الرد وتجاهل أي جهود للوساطة، سواء كانت من الكويت أو من أي من الدول الصديقة الأخرى.. مشيرا في هذا الخصوص إلى زيارة مبعوثي وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة للمنطقة، وتقديمهما بعض المقترحات، والتي لم ترد عليها دول الحصار كذلك.

وشدد سعادته على أن مثل هذا النهج المتبع من قبل دول الحصار يبين نواياها في الرغبة في استمرار الأزمة والحصار، ثم التذرع بالوساطة الكويتية عندما تشجعها أي من الدول الصديقة على الانخراط في الحوار لحل الأزمة.. وقال إن هذه الدول تتهم في الوقت نفسه كل من يأتيها ويشجعها على الحوار بتدويل الأزمة.. مؤكدا ترحيب دولة قطر بكافة جهود الدول الصديقية التي تدعم الوساطة الكويتية، وأي جهد من شأنه إيجاد حل لهذه الأزمة، على أن يكون ذلك بشكل غير مشروط.

ونبه سعادة وزير الخارجية إلى أن الدول المحاصرة، التي تضع شروط إصدار بيانات للدخول في حوار أو للبدء في عملية الحوار، أصبحت تبدي فقط أن الحوار أو الجلوس على الطاولة هو الهدف لدولة قطر..ولفت إلى" أن ما غاب عن هذه الدول هو أن الهدف ليس الجلوس على الطاولة، بل رفع هذا الحصار الجائر وغير القانوني عن دولة قطر، وإيجاد حل للأزمة يضمن سلامة وأمن دولة قطر وكافة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

ووصف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، المباحثات التي أجراها مع سعادة السيد سيرغي لافروف بأنها كانت مثمرة، موضحا أنه تم خلال استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لسعادة وزير الخارجية الروسي التطرق إلى سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.

وقال إن الحديث خلال المقابلة تطرق كذلك إلى الموقف الروسي من الأزمة الخليجية والداعي لإنهائها في أسرع وقت ممكن، وضرورة المحافظة على وحدة مجلس التعاون الخليجي ودعم جهود سمو أمير دولة الكويت في هذا الخصوص.. مشددا على أن دولة قطر ترحب بتلك الجهود، وتعرب في الوقت ذاته عن شكرها لفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لموقف بلاده من هذه الأزمة.

وأضاف سعادته أنه أطلع نظيره الروسي على آخر تطورات الأزمة الخليجية، والتي مازالت رغم مرور ما يقارب 90 يوما عليها، تراوح مكانها والأوضاع كما هي لم تتحرك.. فيما أطلع وزير الخارجية الروسي سعادته على نتائج زيارته لدولة الكويت الشقيقة التي تقود جهود الوساطة والتي يدعمها الأصدقاء في روسيا.

وقال "تحدثنا في اجتماعات اليوم أيضا عن أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصا في مجالات الطاقة وزيادة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة".. موضحا "هناك عامل مشترك بين قطر وروسيا وهو تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث تستضيف روسيا فعاليات كأس العالم لعام 2018 ودولة قطر في عام 2022، وهناك كثير من التعاون والحوار مستمر بين الجهتين المعنيتين بتنظيم هذه البطولة العالمية، ونحن واثقون من أنها ستكون بطولة ناجحة في 2018 وفي 2022 خصوصا من خلال تعاوننا في هذا المجال".

ونوه سعادة وزير الخارجية إلى أنه جرى خلال الاجتماعات كذلك الحديث حول السنة الثقافية القطرية الروسية في عام 2018، معربا عن تطلع دولة قطر إلى استضافة المزيد من الفعاليات الروسية وتنظيم المزيد من الفعاليات القطرية في روسيا.

وأضاف قائلا إنه تم خلال الاجتماعات كذلك متابعة نتائج زيارة سعادة وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى روسيا مؤخرا، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال تبادل الخبرات بقطاع الدفاع.

ونوه إلى أن الجزء المهم من المحادثات القطرية الروسية اليوم، تركز على ضرورة استمرار المشاورات السياسية بين البلدين، خصوصا فيما يعني القضايا الإقليمية بشأن فلسطين وعملية السلام والمصالحة الفلسطينية والجهود الروسية المقدرة من قبل دولة قطر في المساعدة ودعم عملية المصالحة الفلسطينية وتوحيد كافة القوى السياسية الفلسطينية.

وأوضح سعادته أن الجانبين ناقشا كذلك عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث تم التأكيد على أهمية حل الدولتين.. وقال إن موقف دولة قطر واضح في هذا الشأن، وأنها تدعم المبادرة العربية وأن تكون هي أساس خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في المؤتمر الصحفي إلى أن المباحثات القطرية الروسية أتاحت للجانبين الفرصة أيضا لمناقشة الأوضاع في ليبيا والتطورات الأخيرة فيها.. مؤكدا في هذا الصدد دعم دولة قطر لاتفاق /الصخيرات/ ولحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، كما أن لدى روسيا محادثات وحوار مع جميع الأطراف الليبية، معربا عن أمله في أن يسهم كل ذلك في إعادة الاستقرار لليبيا بأسرع وقت ممكن.

وأوضح سعادته أن الحديث تناول كذلك الوضع في العراق وتطورات المعارك ضد تنظيم /داعش/، حيث أكد الجانبان دعمهما لجهود الحكومة العراقية في إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب وإعادة سكانها إليها.

وأضاف "كما كان هناك حديث مطول بشأن الأزمة السورية والمعاناة التي يعيشها الشعب السوري جراء الحرب في الست سنوات الأخيرة".. مشيرا إلى الجهود الروسية لدعم الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في سوريا وإقامة مناطق آمنة فيها، مؤكدا أن دولة قطر تدعم أي جهد من شأنه إعادة الاستقرار في تلك المناطق وخفض التوتر.

ومضى سعادته إلى القول إن المباحثات تناولت كذلك في هذا السياق، خيارات العملية السياسية في سوريا من الحوار والعملية التي يقودها السيد ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي ، وجهود توحيد المعارضة ، ليكون هناك حوار يبدأ بينها والنظام السوري.. وأكد في هذا الصدد على موقف دولة قطر الداعم في الأساس لعملية انتقال سياسي وفقا لبيان جنيف واحد، مع أهمية المحافظة على وحدة التراب السوري واستقلال الدولة السورية، وقال إن قطر تؤيد أيضا أن يكون هناك حل بتطبيق العدالة للشعب السوري.

وتعليقا على تصريح السفير الإماراتي في واشنطن الذي قال فيه، إن دول الحصار ليس لديها مانع من الحوار دون شروط مسبقة، تساءل سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية عن" سبب غياب أي دعوة للحوار من قبل دول الحصار إذا كان هذا هو موقفها؟"، مضيفا "رغم أننا لا نأخذ دائما تصريحات دول الحصار على محمل الجد لأن فيها الكثير من التناقضات".

وأشار سعادته إلى عدة محاولات من قبل الوسطاء وآخرها ما قام به سمو أمير دولة الكويت بالدعوة لحوار غير مشروط، متسائلا عن سبب عدم رد دول الحصار على دعوة سموه هذه، وطرحها لشروط في كل مرة تتم فيها الدعوة للحوار.. موضحا أن دولة قطر أبدت رغبتها في أكثر من 12 مرة لحل الأزمة عن طريق الحوار، وأن تكون هناك تسوية تحترم سيادة الدول والقانون الدولي، وقائمة على التزامات تبادلية وجماعية، تلتزم بها كافة الدول.

وتابع سعادته "نحن لا نرى أسسا واضحة وصلبة لمثل تلك التصريحات، وسننتظر حتى نرى شيئا على أرض الواقع".. مضيفا "وأول إثبات على أرض الواقع هو احترام الوسيط الكويتي والرد على مقترحاته، ومقترحات وزير الخارجية الأمريكي الذي زار المنطقة"، مؤكدا أن الدول المحاصرة اتبعت نهج عدم الرد، لذلك فتصريحاتها لا تعنى أي شيء حتى يكون هناك رد واحترام للوسطاء.

كما أوضح سعادة وزير الخارجية أن هدف دولة قطر من الحوار هو رفع الحصار عن الشعب القطري وتسوية الأزمة وليس الجلوس على الطاولة فقط.. مضيفا "اليوم وبعد ثلاثة أشهر من الأزمة، أصبحت مشكلة دول الحصار مع الشعب القطري وليس مع حكومة دولة قطر فقط".

واستطرد قائلا "عندما تقوم دول الحصار باتخاذ إجراءات غير قانونية في شهر رمضان ضد الشعب القطري ودون مبرر يشرعن لها هذه الإجراءات فهذا يعني أن هناك مشكلة وأزمة كبيرة يجب أن تحل من خلال البحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة وبحث آثارها على الشعب القطري".

وفيما يتعلق بالتحرك في المنظمات الدولية، أكد سعادته" أن دولة قطر لم تألو جهدا منذ البداية، حيث تحركت في كافة هذه المنظمات لدفع وإجبار الدول المحاصرة على التراجع عن الإجراءات غير القانونية ضدها، أما ما يخص سيادتهم كما يدعون فهذا شأن يخصهم".

ولفت سعادته إلى أن الاعتداء على سيادة دولة قطر وانتهاك القانون الدولي في هذا الشأن أمر غير مقبول، قائلا "المنظمات الدولية تقوم بأعمالها وهناك تحركات أثمرت نتائج من ناحية البحار والطيران والحالات الإنسانية وغيرها من الإجراءات غير القانونية".

وعبر سعادة وزير الخارجية عن ثقته الكبيرة في أن انتهاج دولة قطر مسار تحقيق العدالة عبر القنوات الرسمية الواضحة سيحقق النتائج المرجوة، منبها في الوقت نفسه إلى أن هذه النتائج ستوسع الهوة بين الشعب القطري وحكومات الدول المحاصرة.

وحول الآثار المترتبة على الحصار، أوضح سعادته أن التأثير الحقيقي للحصار على دولة قطر، كان على المجال الإنساني بعد أن أدت إجراءات الدول المحاصرة إلى فصل العائلات وإبعاد الطلبة عن الجامعات، وإبعاد رجال الأعمال عن استثماراتهم.. مشيرا إلى أن الآثار المباشرة للحصار كانت في الأيام الأولى حيث تحملت الدولة بعض التكلفة الإضافية لضمان استقرار وصول البضائع للسوق القطري حتى لا يتأثر السكان بنقص البضائع الاستهلاكية.

لكنه لفت في هذا السياق إلى أن الحصار كان محفزا لرجال الأعمال للبحث عن بدائل وتوفير خيارات واسعة للسكان في الدولة، وقال "هناك اليوم بدائل وخيارات واسعة للمستهلك في قطر أتت بنتائج إيجابية حيث نشهد التنوع في السوق القطري، إلى جانب تقليص الاعتماد على المحيط القريب الذي تعرضت منه الدولة لحصار غير مبرر، مع الانفتاح على الأسواق العالمية ".. مؤكدا أن دولة قطر تستثمر أي تحد لخلق فرص جديدة تساهم بإيجابية في عملية التنمية.

وتابع سعادته "الحقيقة التي رأيناها، هي أن دولة قطر يجب أن تعتمد على نفسها في الأمن الغذائي وفي المسائل التي تخص اقتصادها، فدولة قطر كانت ولاتزال منبرا مهما للاقتصاد الحر والمنفتح، والأزمة أثبتت احترامها للعقود والمواثيق الدولية والقانون الدولي".

وفي معرض إجابته لسؤال عن تأثيرات الحصار، أكد سعادة وزير الخارجية أن عقود الغاز لم تتأثر بالأزمة، وقال "هذا أكبر دليل على أن قطر شريك موثوق به في إمداد العالم بالطاقة، حيث تعتبر قطر مصدرا رئيسيا للطاقة في العالم أجمع، ولم تستغل ذلك كأداة للضغط السياسي عكس الدول المحاصرة التي تدعي أنها أسواق مفتوحة، فمنعت الطيران وتوريد البضائع، مخالفة بذلك ما ادعته من تسهيلات وجذب للاستثمارات والمستثمرين".

وتابع "لدى المستثمرين ثقة أكبر في دولة قطر واقتصادها وبيئتها القانونية الجاذبة للاستثمار".. مؤكدا أن هذا الانفتاح ليس وليد اللحظة وإنما هو إرادة سياسية في قطر منذ البداية.