قطر تشارك في مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية وتؤكد ضرورة القضاء على الإرهاب

تشينغدو (الصين) – المكتب الإعلامي – 16 أغسطس  

شاركت دولة قطر في أعمال الدورة السابعة لمؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، وذلك في إطار علاقاتها الدولية، وتأكيدها على ضرورة مكافحة الإرهاب.

عقد المؤتمر على مدار يومين بمدينة/ تشينغدو/ الصينية، ومثل دولة قطر فيه الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والسيدة نادية أحمد الشيبي مساعد مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية.

وأكد الدكتور النعيمي، في ورقة عمل أمام الطاولة المستديرة المصاحبة للمؤتمر، على دور دولة قطر الفعال في مكافحة الإرهاب، ونوه بأن القضاء عليه بات اليوم ضرورة عالمية.

وشدد قائلا "لا يستطيع أحد أن ينكر ما لدولة قطر من جهود دولية وتعاون دائم لمواجهة التطرف والإرهاب".. مؤكدا إيمان قطر بأن التصدي لظاهرة التطرف والإرهاب أصبح يشكل ضرورة عالمية بتكاتف ودعم كافة الدول لتحقيق السلام والاستقرار العالمي.

كما أكد النعيمي في ورقة العمل التي حملت عنوان "ظاهرة الإسلاموفوبيا وأثرها على السلم الاجتماعي الدولي"، أن بناء الأمم يبدأ ببناء الإنسان، من خلال التعاون مع أخيه الإنسان، لبناء مجتمعٍ متحضر مسالم قائمٍ على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما اختلفت الأديان والثقافات والأعراق.

وأضاف "إن كانت الصراعات في عالمنا اليوم تهدف في ظاهرها إلى تحقيق مشاريع سيادية أو مصالح اقتصادية، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود رابط ثقافي وحضاري، ونزاعات أيديولوجية تؤثر في تأجيج نيران هذا العداء والصراع الناشئ في الحقيقة عن مفاهيم مغلوطة وأحكام مسبقة وتصورات ذهنية خاطئة تجاه بعضنا البعض".

وأوضح " أن الأفكار المنحرفة التي نواجهها، والتي تدعمها الكراهيةُ الدينية والقومية، هي التي أفرزت تلك النماذج المتطرفة التي تحارب فكرة الحوار والتعايش السلمي وتؤجج نيران الصراع بين الحضارات.

وأشار إلى" أنه بفضل هذه اللقاءات الجادة والمثمرة بين الحضارتين العربية والصينية نستطيع أن نخلق شبكة من العلاقات والشَراكات الفاعلة، الراميةِ لمكافحة التطرف والإرهاب وبلورة رؤية مشتركةٍ لعمل جماعي يعزز قيم التسامح ومواجهة التطرف ونشر ثقافة السلام في مجتمعاتنا، وعلى وجه الخصوص تلك التي عانت من ويلات الصراعات المختلفة، لتمكينها من العودة إلى طريق التنمية والإعمار".

من جانبها أشادت السيدة نادية الشيبي، مساعد مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية في ورقة العمل التي قدمتها أمام الطاولة المستديرة، وحملت عنوان "الحوار الحضاري على خلفية التشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق"، بالعلاقات المميزة التي تربط دولة قطر بجمهورية الصين الشعبية.

وأشارت بالأرقام إلى حجم التجارة بين البلدين الذي تضاعف في السنوات القليلة الماضية، حيث توفر قطر 35 بالمائة من احتياجات الصين من الغاز الطبيعي.

وأكدت "أن دولة قطر ببعدها العربي والإسلامي، على استعداد للعمل مع الجانب الصيني الصديق لإدراك الأهداف السامية، التي يقوم عليها مفهوم الحزام والطريق". وأضافت "وترجمة لهذه المبادئ الإنسانية الكريمة، جاءت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لبكين، والتي أعطت دفعاً كبيراً للعلاقات، ونقلتها من مرحلة التعاون إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية".

ونوهت بأن قطر تشاطر الصين أهمية الدبلوماسية الشعبية في دعم زخم رغبة الحكومات في التعاون، لافتة إلى أنه لا بديل عن التفاعلات الشعبية في عكس القيم النزيهة للمحبة الإنسانية المجردة عن رغبات التحالفات السياسية غير المستقرة.

ومضت إلى القول "نحن نقدر ما توليه جمهورية الصين الشعبية الصديقة للثقافة ولدورها في تعزيز الحوار الحضاري بين الدول، وهو ما تحرص عليه دولة قطر من حيث انفتاحها على ثقافات الشعوب واعتماد الدبلوماسية الناعمة، كمحرك رئيسي نحو عالم أكثر استيعاباً للتعايش السلمي والتواصل الحضاري".

وناقش المؤتمر خلال فترة انعقاده، قضايا عديدة منها التشارك العربي الصيني في "الحزام وطريق الحرير" والوسطية في الحضارتين العربية والصينية، وظاهرة الإسلاموفوبيا، والتناغم الاجتماعي، وظاهرة التطرف وسبل معالجة منابعه، والتعاون العربي الصيني في مواجهة التطرف واقتلاعه.

يذكر أن النسخة السادسة من مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية قد انعقدت بمدينة الدوحة العام الماضي، ما يؤكد إيمان دولة قطر بأهمية مثل هذه المنتديات، وتثمينها العالي لمخرجاتها وتوصياتها، والحرص على ديمومتها.

جدير بالذكر أن مؤتمر الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية هو آلية هامة في إطار منتدى التعاون الصيني والعربي، الذي يعقد كل عامين، حيث تم عقد 7 دورات منذ إنشائه عام 2005.