وزير الخارجية: زيارتي لواشنطن تهدف لإطلاع السياسيين الأمريكيين على الآثار السلبية للأزمة الخليجية

وزير الخارجية: زيارتي لواشنطن تهدف لإطلاع السياسيين الأمريكيين على الآثار السلبية للأزمة الخليجية

 

واشنطن - المكتب الإعلامي - 25 يوليو 2017

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية اليوم أن الزيارة الحالية التي يقوم بها لواشنطن تدخل في إطار متابعة جهود الوساطة التي تقوم بها دولة الكويت بالشراكة مع أمريكا للوصول لحل دبلوماسي للأزمة الخليجية.

وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مقابلة خاصة من واشنطن ببرنامج "لقاء اليوم" بثتها قناة الجزيرة ،إن "هذه الزيارة تهدف أيضا لإطلاع السياسيين وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بالولايات المتحدة على الآثار السلبية لهذه الأزمة على المنطقة" ، مثمنا "الجهود الكبيرة التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال زيارته الأخيرة للدول الخليجية والتي انبثقت عنها مقترحات نحن بصدد الرد عليها".

وأوضح سعادة وزير الخارجية أن "الموقف الأمريكي طالب، منذ اندلاع الأزمة، بالرفع السريع للحصار الظالم ضد قطر"، مستطردا "لكن التصريحات المتناقضة لدول الحصار حالت دون تحقيق ذلك".

واعتبر سعادته "اتهام قطر بتمويل الإرهاب ذريعة اعتمدت عليها دول الحصار لتبرير إجراءاتها التصعيدية ضد الدوحة في خرق صارخ للمواثيق والقوانين الدولية المتعارف عليها"، لافتا إلى أن "قطر أعلنت بكل وضوح أنها منفتحة على الحوار مع هذه الدول شريطة احترام السيادة الوطنية والتزام كل الدول المعنية بأي اتفاق مستقبلي".

وأكد أن "دولة قطر لن تتفاوض على ما يتعلق بسيادتها الوطنية ومستعدة للحوار حول ما تدعيه الدول المحاصرة من تهديد قطر لأمنها القومي شرط تعزيز هذه الادعاءات بالأدلة اللازمة".

وفيما يتعلق بمدى تجاوب الدول المحاصرة مع التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي، أكد سعادة وزير الخارجية أن "قطر لا تعنيها كيفية تعاطي هذه الدول مع تصريحات تيلرسون"، مستطردا "لكن لمسنا سلبية في التعامل مع الوساطة الرامية لحل الأزمة من خلال التصريحات والتسريبات التي تعكس مساهمتهم في تقويض الجهود المبذولة لحل الأزمة".

ولفت إلى أن "دولة قطر معنية بإنهاء الإجراءات المتخذة ضدها والمخالفة للقوانين الدولية، لكنها غير معنية بما تتخذه الدول المحاصرة من تدابير احترازية لحفظ أمنها لكونها شأنا داخليا لهذه الدول"، معتبرا أن "رفع الحصار هو أول خطوة تثبت من خلالها الدول المحاصرة حسن نيتها لحل الأزمة عن طريق الوساطة التي يقع على عاتق الجميع احترام جهودها".

وحول ما يروج في بعض وسائل الإعلام الأمريكية من اتهام لقطر بتمويل الإرهاب، قال سعادته إن "مواجهة الحملات المغرضة ضد قطر تواجه بتوضيح الحقائق وشرح وجهة نظرنا إزاء القضايا الإقليمية لاسيما مكافحة الإرهاب"، واصفا "المؤسسات الأمريكية المنخرطة في مشروع شيطنة قطر وربطها بالإرهاب بالهامشية والمستعملة من قبل الدول المحاصرة لأجندتها الضيقة".

وشدد سعادته على أن "قطر لا تدخر أي جهد لإظهار زيف ما يشاع عنها باطلا ولن تفوت أي فرصة لشرح قضيتها العادلة المستندة على حقائق وأدلة دامغة"، رافضا "اتهام وزير الخارجية السعودي لقطر بمنحها جواز سفر لعبدالعزيز المقرن لتنفيذ هجمات ضد المملكة".

وأوضح أن "المقرن، المتهم بتنفيذ عمليات إرهابية، هو مواطن سعودي ولم يدخل قطر يوما"، مضيفا أن "التعاون الأمني المكثف بين قطر والسعودية، بشهادة المراسلات الرسمية بين البلدين والتي سمحت بتجنيب المملكة عدة هجمات، كان ساريا إلى يوم الحصار ولم يتم إثارة هذه المشكلة من قبل".

وحول ما صدر عن الإمارات من اتهام لقطر بالوقوف وراء مقتل جنود إماراتيين في اليمن، أعرب الوزير عن أسفه لهذه التصريحات التي يبعث بها المسؤولون السعوديون والإماراتيون الجاحدون للمساهمة القطرية في قوات التحالف العربي من خلال اتهام قطر بقتل جنود استشهدوا في اليمن"، مذكرا بأن "الجانب الإماراتي تناقض أكثر من مرة في تناوله لحادثة استشهاد جنوده في اليمن، حيث تغيرت تصريحاتهم من اتهام لمندس بين الجنود إلى اتهام قطر بتسريب للإحداثيات للحوثيين إلى القول بأن قطر تواطأت مع القاعدة وهو ما يعكس سعيهم للنميمة بين الأشقاء الخليجيين".

وجدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية تأكيده بأن "العلاقات القطرية الأمريكية لم تتأثر من تشهير الدول المحاصرة بقطر وتوجيه الاتهامات إليها لمعرفة المؤسسات الأمريكية الجهود القطرية في مكافحة الإرهاب التي تعرقلت بسبب الإجراءات المتخذة من طرف دول الحصار".

وأوضح أن "اعتداء بعض الدول الخليجية على قطر، الدولة العضو الملتزمة والحريصة على ترقية مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد، يدعو لوضع مواثيق وتعهدات ضامنة لعدم تكرار هذه الخروقات لمنظومة المجلس، المنوط به حماية حقوق كل دولة عضو فيه".

وأشار إلى أن "عضوية قطر في مجلس التعاون لا تتعارض مع علاقتها بكافة الدول بما فيها العلاقات الاستراتيجية مع تركيا أو مع روسيا"، مضيفا أن "تطبيق توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطابه الأخير والعمل على النهضة التنموية التي نصبو إليها، يحتمان علينا إقامة علاقات وطيدة مع أي دولة قادرة على المساهمة في تحقيق هذه النهضة".

وقال سعادته إن "العلاقات القطرية الروسية تشهد تطورا كبيرا حيث تعززت باتصالات بين سمو الأمير والرئيس الروسي الذي أبدى اهتمامه بالحل السريع للأزمة الراهنة" .. لافتا إلى أن "قطر تعتبر الخارجية الأمريكية، والمكلفة من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بملف الأزمة الخليجية، هي القناة الوحيدة التي تنسق معها الدوحة لإنهاء هذه الأزمة".

ونفى أن "تكون قطر تستعمل احتياطياتها المالية لتمويل الإرهاب كما يشيعه بعض المسؤولين الإماراتيين الذين يتغافلون عن النهضة المحلية التي تشهدها قطر والتوسع المهول للاستثمارات القطرية في العالم"، متسائلا عن "أوجه صرف الاحتياطيات المالية الإماراتية التي تستخدم لتقويض الأمن الإقليمي والتدخل في سياسات دول أخرى".

وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، في ختام المقابلة، أن "الوضع الداخلي الأمريكي المتأزم لن يترك أي أثر على التزامات الخارجية الأمريكية تجاه الدوحة التي تربطها بواشنطن علاقات محكمة من خلال مؤسسات محصنة ضد تقلبات السياسة الداخلية الأمريكية".