قطر وأمريكا توقعان مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب

قطر وأمريكا توقعان مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب

الدوحة – المكتب الإعلامي - 11 يوليو

أعلنت دولة قطر والولايات المتحدة الامريكية عن توقيع مذكرة تفاهم بينهما اليوم لمكافحة تمويل الارهاب.

وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن ال ثاني وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظير الامريكي سعادة السيد ريكس تيلرسون، ان دولة قطر التي طالما اتهمت بتمويل الارهاب، اصبحت الآن اول دولة توقع مع الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذه الاتفاقية الهادفة الى مكافحة تمويل الارهاب.

وأضاف سعادته ان مذكرة التفاهم تأتي في إطار التعاون الثنائي المستمر بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة للعمل المشترك بين الجانبين وتبادل الخبرات والمعلومات وتطوير هذه الالية وكذا تطوير المؤسسات بين الدول.

ودعا سعادة وزير الخارجية الدول التي تحاصر دولة قطر الى أن تحذو مثل هذا النهج " تنضم لنا في المستقبل “والتوقيع على اتفاقية لمكافحة تمويل الارهاب.

واكد سعادته ان مذكرة التفاهم تعتبر اتفاقية ثنائية منفصلة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وقد خضعت للنقاش بين الجانبين على مدى اربعة اسابيع وليس لها علاقة مباشرة أو بشكل غير مباشر بالأزمة الخليجية أو بحصار دولة قطر. 

ووصف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الاجتماعات التي عقدها مع نظيره الأمريكي بالبناءة على المستوى الثنائي بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى أنه تم أيضا عقد اجتماع ثلاثي حضره الأشقاء في الكويت حيث جرى مناقشة تطورات الأزمة الخليجية والجهود المقدرة والمشكورة التي يقوم بها الأشقاء في دولة الكويت بمساعدة الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح سعادة وزير الخارجية أن اجتماعه مع نظيره الأمريكي ناقش أيضا في الإطار الثنائي أهمية الاستمرار في التعاون والتشاور بين البلدين في كافة القضايا الإقليمية والسياسية، لكنه نبه إلى أن أهم ما خرجت به هذه الاجتماعات هو مذكرة التفاهم التي تخص مكافحة تمويل الإرهاب التي طالما اتهمت قطر من جدول الحصار بتمويله. 

وجدد سعادة وزير الخارجية في سياق متصل دعم دولة قطر للدور الذي يقوم به الوسيط الكويتي بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية، وقال "كنا ايجابيين وصريحين منذ البداية لحوار بناء يؤدي الى تسوية وحل، وهو سلوك دولة قطر المعتاد".. داعيا دول الحصار إلى أن تسلك نفس السلوك الذي تنتهجه قطر.

وفيما يتعلق بتسريب وثيقة اتفاق الرياض يوم أمس، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن تسريب وثيقة الاتفاق والتوقيت الذي تم فيه يدل على جهود واضحة للتقليل من شأن وساطة دولة الكويت والتأثير على زيارة سعادة وزير الخارجية الامريكي للمنطقة والجهود والمساعي التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية.

واضاف قائلا "اذا كان هذا التسريب يعكس شيئا فهو يعكس نهج دول الحصار وهي نفسها التي سربت قائمة المطالب للأسف للتقليل من شأن هذه الوساطة، وتساءل سعادته في هذا الصدد عن مستوى الثقة الان في هذه الدول وعلاقاتها الدولية، بتسريب مثل هذه الوثائق السرية التي عادة تحترمها الشركات فما بلك بالدول".

ونوه سعادة وزير الخارجية أن ما جانب هذه التسريبات من حملة اعلامية حول عدم التزام دولة قطر باتفاق الرياض، كلها مغالطات، وقال إن دولة قطر التزمت بكافة بنود الاتفاق وكانت هناك محاضر تشهد على التزامها بذلك، مشيرا الى ان اتفاق الرياض هو اتفاق جماعي وليس التزاما يخص دولة قطر فقط، ولم تذكر قطر كدولة وحيدة يفرض عليها الالتزام بالاتفاق.

وشدد على ان ما اتخذ من اجراء ضد دولة قطر هو مخالفة واضحة من دول الحصار لهذا الاتفاق لأنهم لم يستخدموا اي الية من اليات فض النزاع المذكورة في هذا الاتفاق " وإذا كانت هناك اي مظالم يجب ان تبحث وفق اليات مدرجة سواء في اتفاق الرياض او في ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية " 

من جهته أثنى سعادة السيد ريكس تليرسون وزير الخارجية الأمريكي على القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كونه أول من تجاوب مع قمة الرياض لمكافحة تمويل الارهاب، مشددا على دور كل دولة بالمنطقة في مكافحة التطرف والعنف، وألا يكون لديها ملاذ آمن للإرهاب والإرهابيين.

وأوضح سعادة وزير الخارجية الأمريكي في المؤتمر الصحفي أن الولايات المتحدة ودولة قطر ستقومان بالمزيد من العمل لمنع تمويل الإرهاب والحفاظ على المنطقة آمنة، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها اليوم بين البلدين تعكس العمل الجاد والمناقشات المكثفة التي تمت بين الطرفين من أجل تعزيز نتائج مؤتمر الرياض.

وأضاف بأن هذه المذكرة تحدد الخطوات التي ستتخذها كل دولة من أجل منع تمويل الإرهاب على مستوى العالم ، وتضع مواعيد زمنية محددة من أجل تحقيق ذلك.

وأكد سعادته على أن هذه المذكرة تم العمل عليها منذ عام تقريبا وهي بمثابة تجديد للمحادثات القائمة منذ فترة ونتيجة لقمة الرياض ودعوة الرئيس ترامب، كما أنها تعد اتفاقا قويا ينص على التزامات باتخاذ أعمال فورية وفق زمن محدد ، مؤكدا أن دولة قطر اتخذت عدة خطوات في هذا الشأن وتنفذها بالفعل .

وثمن سعادة ريكس تليرسون عاليا المحادثات التي أجراها مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حول العديد من القضايا ، مؤكدا أن زيارته للدوحة تحمل نفس الروح التي توجه بها الرئيس ترامب الى الرياض ، وهي أن الولايات المتحدة لديها هدف واحد هو محو الإرهاب من على وجه الأرض "والإبقاء على بلادنا آمنة" .

ووصف محادثاته مع القيادة القطرية بالمعمقة والبناءة ، منوها انه سيتوجه غدا إلى  المملكة العربية السعودية للقاء الاطراف الأخرى واستطلاع مخاوفهم وخيارات حل الأزمة ، دون أن يتوقع موعدا زمنيا لهذه الحلول ، بسبب ما أسماه استمرار المحاولات والوساطات الحالية .

ولفت سعادة وزير الخارجية الأمريكي إلى أن هدفه من هذه الزيارة هو دعم جهود دولة الكويت في الوساطة الخليجية ومساعدة كلا الطرفين على فهم مصادر القلق والتوصل إلى حل ممكن لخلافاتهما .