وزير الخارجية: الحصار المفروض على دولة قطر يعد عملا عدائيا

وزير الخارجية: الحصار المفروض على دولة قطر يعد عملا عدائيا

لندن – المكتب الإعلامي – 06 يوليو  

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية أن الحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المفروض على دولة قطر يعد عملا عدائيا ويشكل إهانة لأي بلد مستقل وذات سيادة.

وأضاف سعادته في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأمريكية "إننا لو نظرنا بتمعن إلى المطالب المقدمة إلى دولة قطر سنجد اتهامات بدعم دولة قطر للإرهاب ومطالب تتعلق بتقييد حرية التعبير وإغلاق منافذ إعلامية وطرد معارضين علاوة على مطالب أخرى فيها انتهاك للقانون الدولي كالدعوة لسحب الجنسية القطرية من بعض الأفراد وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية" مشددا على" أن دولة قطر لن تمتثل لأي مطلب ينتهك القانون الدولي ولن تمتثل أيضا لأي إجراء يقتصر على دولة قطر وحدها وأي حل يجب أن يشمل الجميع وليس قطر وحدها".

وقال وزير الخارجية "إنهم يتهمون دولة قطر بأن لديها علاقات خاصة مع إيران على سبيل المثال في الوقت الذي لم يقوموا فيه باتخاذ أي إجراءات ضد إيران نفسها لذلك فإن ما اتخذ من إجراءات ضد دولة قطر هو عمل عدائي ويتعلق بأسباب أخرى وليس بإيران".

وأكد سعادته" أن إغلاق قناة الجزيرة هي مسألة خارج النقاش. ولن نقوم بمناقشة أي مطلب يمس سيادة دولة قطر".

ونفى سعادة وزير الخارجية تمويل دولة قطر لأي جماعات إرهابية مؤكدا" أنه لو تورط أي مواطن قطري في تمويل أي جماعة إرهابية فستتم محاسبته وهناك عدة حالات فردية تتم محاكمة فاعليها وقد جرى إدانتهم بالفعل".

وحول تصريح سابق لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بشأن أن مفهوم الإرهاب قد يختلف لدى دولة قطر عن بعض الدول الأخرى شدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على أن دولة قطر لازالت متمسكة بهذا الموقف قائلا "لن نصنف أي جماعة بالإرهاب طالما لا يوجد دليل على تورطها في أعمال عنف وطالما أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يصنفها كذلك".

وبشأن استضافة دولة قطر لقيادات في حركة حماس في ظل تصنيف الحركة من قبل بعض الدول كإسرائيل والولايات المتحدة في قائمة الإرهاب أوضح وزير الخارجية "أن حماس ممثلة لدينا بمكتب سياسي وليس لديها أي تمثيل عسكري في دولة قطر والقيادة السياسية الحالية للحركة موجودة في غزة وبعض قادتها في دولة قطر وهؤلاء جاؤوا للمشاركة في مفاوضات المصالحة الوطنية والتي تلعب دولة قطر دور الوسيط فيها وهي مفاوضات مدعومة من جانب المجتمع الدولي وتتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة" مؤكدا "أن دولة قطر لا تدعم حماس بل تدعم أهل غزة ".

وحول دعم دولة قطر لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها مصر جماعة إرهابية قال سعادة وزير الخارجية "إن مصر تصنفهم جماعة إرهابية لكن بالنسبة لنا في دولة قطر لا نسميهم جماعة إرهابية ودولة قطر لا تكفل هذه الجماعة ولا وجود لهم في بلدنا". مبينا "أن الإخوان المسلمين جماعة سياسية تعمل في بلدان مثل البحرين والتي هي واحدة من الدول المحاصرة وهذا يعد ازدواجا في المعايير بأن يكون أحد المطالب تصنيفهم كجماعة إرهابية في الوقت الذي يضم فيه البرلمان البحريني أفرادا من هذه الجماعة".

وبشأن جبهة النصرة والتي قامت دولة قطر بالمساعدة في إطلاق سراح صحافي أمريكي محتجز لديها أوضح سعادة وزير الخارجية " أن التعامل مع جبهة النصرة أو غيرها لا يعني تأييدا من قبلنا لأفكارها وبالنسبة لهذا الموضوع فقد كنا فيه مجرد وسيط دوره تسهيل الحوار معهم ولا يوجد لنا تواصل مباشر معهم".

وحول دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته لهذه الأزمة قال وزير الخارجية" إن العلاقات الأمريكية القطرية قوية جدا والإدارة الأمريكية تقوم بدور كبير في حل الأزمة وهي تحاول حل هذا الصراع وهناك العديد من الخطوات التي اتخذت من جانبها لحث الدول المحاصرة على تقديم مطالبها وبالتالي هناك دور للولايات المتحدة في الوساطة لحل الأزمة" مضيفا أن "الرئيس ترامب تحدث هاتفيا مع سمو الأمير وأكد على ضرورة حل الأزمة ودعا إلى عدم التصعيد فيها وهذا هو موقف الولايات المتحدة بالنسبة لنا".

وعن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء نشوب هذه الأزمة قال سعادته "نعتقد أن استقلالية دولة قطر وسياستها قد تكون وراء هذه الأزمة حيث كانت سياسة قطر مستقلة على الدوام وعلى الرغم من اختلافنا مع الأطراف الأخرى في الرؤى إلا أن ذلك لم يؤثر قط على الأمن الجماعي لدول الخليج ولم نسع يوما إلى استهداف أمن أي بلد خليجي لأن أمرا من هذا القبيل ستعود تبعاته على دولة قطر".

وتابع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قائلا "إن التقدم الذي حققته دولة قطر والذي فاق الآخرين ربما كان أحد دوافع الأزمة من منطلق أن البلدان الكبرى قد يزعجها أن يقوم بلد صغير بالتأثير على دورها لكن دولة قطر لم تفعل ذلك بل كانت فقط لاعبا فعالا على الصعيد الدولي من خلال استخدام الآليات الدولية وبصورة واضحة وعلنية وبشفافية كاملة كمحاولة منا للم شمل الشعوب بهدف تحقيق السلام في العالم وهدفنا لم يكن أبدا إشعال الحروب في العالم بل كان سعينا الدائم هو حل المشكلات بالطرق الدبلوماسية وتوفير الأرضية المناسبة لذلك".