الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات: منتدى الدوحة منصة لمناقشة قضايا رئيسية إقليمية ودولية

news image

الدوحة – المكتب الإعلامي - 15 مايو

أشاد سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات بالمكانة التي يحتلها "منتدى الدوحة" كمنصة دولية مؤثرة تسعى إلى تحقيق الاستقرار العالمي والتصدي للتحديات الراهنة. 

وقال النصر في كلمة له أمام الدورة السابعة عشرة لمنتدى الدوحة المنعقد حاليا تحت عنوان "التنمية والاستقرار وأزمة اللاجئين": "إنه بمرور الزمن أضحى المنتدى منصة يعتد بها لمناقشة قضايا رئيسية في المجالات السياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية، وأصبح واحدا من أهم الأطر الدولية التي تجمع خبراء عالميين وأكاديميين وسياسيين وصناع قرار وشخصيات لها وزنها وتأثيرها مع رجال أعمال ومال، إضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني لبحث سبل تحقيق الاستقرار والرخاء على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكيفية التصدي للتحديات العالمية".

وتطرق في كلمته إلى ظاهرة الهجرة العالمية بأبعادها المختلفة، لافتا إلى أن "المهجرين الجدد" ينظر لهم على أنهم عبء على الموارد الاقتصادية وأنهم غير قادرين على التكيف مع عادات المجتمعات التي تؤويهم مع ربط ذلك بالمخاوف من الإرهاب. 

وفسر سعادته، في سياق متصل، ظاهرة تصاعد شعبية الأحزاب السياسية ومرشحيها المناوئين للهجرة واللجوء إلى الخوف على الهويات الوطنية للمجتمعات التي تستقبل المهجرين واللاجئين.

وفيما يتعلق بأهداف منظمة تحالف الحضارات الأممية، أكد مجددا أن التحالف الذي يرتكز في أركانه على التعليم والشباب والهجرة ووسائل الإعلام، يسعى إلى التصدي لكره الأجانب، لافتا إلى أهمية دور الصحفيين في تحقيق هذا الهدف من خلال العمل على تشجيع التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات.

ورأى أن الظروف التي نشأ فيها التحالف قبل عشر سنوات والتي كانت تتسم بارتفاع وتيرة محاور الاستقطاب بين الثقافات لم تتغير تقريبا بل زادت حدة التوترات والمنازعات.         

وتابع الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، قائلا في هذا الصدد، إن "وسائل الإعلام أصبحت لاعبا رئيسيا في حياة المجتمع وبالتالي فإن إمكانية الاستفادة منها في منع نشوب التوترات والتخفيف من حدتها هي قضية تستحق الدراسة والتقييم، بل إنها جديرة بالتشجيع عليها"، مشيرا إلى أن التحالف أطلق في ديسمبر 2015 على مواقع التواصل الاجتماعي "هشتاق" بعنوان "لا تبثوا الكراهية" بهدف التصدي لخطاب التأليب والاستفادة من تلك الوسائل في التشجيع على دمج المهاجرين في لحمة المجتمعات المستضيفة لهم.

واستعرض سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر، الخطوات التي قام بها تحالف الحضارات بالأمم المتحدة في هذا الإطار، ومنها الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في يناير الماضي في ندوة عنوانها "خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين في وسائل الإعلام"، مبينا أنه سينشر قريبا تقريرا كاملا يتضمن الاستنتاجات الرئيسية التي توصلت إليها الندوة مع التوصيات الصادرة منها.   

وأشار إلى أن الخطوة الأخرى التي قام بها التحالف هي تنظيم ندوة حول خطاب الكراهية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتا إلى أنه سينشر تقريرا عنها يتضمن مجموعة من التوصيات العملية التي يمكن الاستفادة منها على المستوى العالمي في رسم السياسات العامة التي تعالج ذلك الخطاب.

وطالب الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات في ختام كلمته بتشجيع التنوع والتسامح والتفاهم على أمل تكريس مفاهيم الدمج الاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة. وقال "هذا هو التزامنا في المنظمة الدولية لتحالف الحضارات والذي يجسد ما نقوم به من أنشطة محورها بناء الجسور بين الثقافات والدعوة إلى إشاعة السلام والحوار عبر المجتمعات والأمم في سائر أرجاء المعمورة".