انطلاق فعاليات منتدى الدوحة الـ17 الأحد المقبل تحت رعاية سمو الأمير

news image

الدوحة – المكتب الإعلامي - 10 مايو

تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تبدأ يوم الأحد المقبل فعاليات منتدى الدوحة السابع عشر وتستمر يومين تحت عنوان "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين". 
واستعرض الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، رئيس لجنة الإعداد للمنتدى، المحاور المختلفة التي سيتناولها، حيث يتم في إطارها، التركيز على قضايا اللاجئين، مؤكدا أنه لا تنمية ولا استقرار دون حل هذه المشكلة والتي سيناقشها المشاركون من منظورها الواسع. 
وأوضح النعيمي في مؤتمر صحفي اليوم، أن المحاور تدور حول التحولات السياسية الراهنة على المستوى الدولي وتحديات التنمية الاقتصادية والاستثمار وقضايا النفط والغاز والدور السياسي والاقتصادي في قضايا اللاجئين، والبعد القانوني والحقوقي والإنساني في التعامل مع هذه القضايا، مشيرا إلى أنه سيتم في سياق هذه المحاور، عقد عدة جلسات تعنى بقضايا اللاجئين وما يتبعها من أمور تتصل بالتعليم والصحة وحقوقهم الإنسانية والقانونية والأمنية. 
وأوضح أن الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة السابع عشر ، ستعقد تحت عنوان "التعاون الدولي وأهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي"، ويلقي في مستهلها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، كلمة ترحيبية ، يلي ذلك عرض فيلم عن المنتدى، وكلمات لضيوف الشرف . 
وأشاد الدكتور النعيمي في سياق حديثه، بدعم وجهود قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للقضايا الإنسانية وقضايا اللاجئين في العالم، والمحتاجين والمتأثرين بالأزمات في كل مكان. 
وقال إن ما يميز منتدى هذا العام تنوع المشاركين فيه، والقضايا التي يثيرها، وبالأخص قضية اللاجئين التي أصبحت قضية عالمية تؤثرعلى تنمية المجتمعات واستقرارها، مبينا أنه من هذا المنطلق، أصبح منتدى الدوحة منصة عالمية لمناقشة مثل هذه القضايا التي تهم العالم، ومنها قضية اللاجئين وشتى أنواع معاناتهم، بما في ذلك حالات الاتجار بالبشر التي يتعرض إليها بعضهم. 
وقال أسباب اللجوء ليست بالضرورة ناتجة عن الحروب، وإنما أيضا بسبب المجاعة والكوارث الطبيعية، ونبه إلى أنه يتعين عدم التركيز فقط على لاجئي اليوم، بل هناك منهم من قضى عشرات السنوات وهو لاجىء يعاني في المخيمات، وقال إن الكثير من الدول العربية تستقبل لاجئين، ما يضيف أعباء اقتصادية وأمنية إليها. 
 وذكر أن من بين ميزات هذا المنتدى أيضا، كونه يدمج بين الجوانب السياسية والاقتصادية والأكاديمية، ويجمع الكثير من صناع القرار والمفكرين ومنظمات المجتمع المدني ما يعني تنوع الأفكار والطروحات وهو ما يثري بدوره المناقشات. 
وأوضح أن عدد المشاركين في المنتدى يزيد عن 600 مشارك، حوالي 400 منهم من خارج قطر، من بينهم روؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية واقتصاد واستثمار. 
ونوه بأن المنتدى سيشهد هذه المرة مشاركة قطرية فاعلة ، حيث يتحدث وزراء ومسئولون وخبراء قطريون في قضايا متنوعة خلال الجلسات، ويطرحون آراءهم تجاهها بقوة. 
وأشار الدكتور النعيمي إلى التطور المستمر لمنتدى الدوحة من حيث تنظيمه من قبل اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية، والقضايا والمحاور التي يناقشها ونوعية المشاركين والخبرات التراكمية التي اكتسبتها الكوادر القطرية جراء ذلك. 
من جهته نوه سعادة السفير أحمد بن سعيد الرميحي ، مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية، بأهمية المنتدى وعنوانه "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين" الذي قال إنه تم اختياره بدقة، خاصة وأن قضية اللاجئين أصبحت هما عالميا، في ظل الأزمات والمشاكل المختلفة التي تمر بها الكثير من دول العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط . 
واعتبر سعادته المنتدى، فرصة مواتية للاستماع لأصحاب السمو والفخامة، الأمراء ورؤساء الدول المشاركين، وروؤساء الحكومات والوزراء والخبراء، بشأن كل هذه المحاور والمواضيع المهمة التي يناقشها المنتدى، والقضايا الحقوقية والقانونية المرتبطة بها. 
وأكد سعادة السفير الرميحي في المؤتمر الصحفي، على الدور القطري الحيوي والمتميز في دعم مساعدة اللاجئين وحمايتهم وتخفيف معاناتهم ، باعتبار ذلك واجبا دينيا وإنسانيا ، لافتا إلى أن دولة قطر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من منظور أخوي وإنساني، لا تحبذ إطلاق كلمة اللاجئين عليهم، بل تسميهم بـ"الأشقاء". 
ولفت إلى المساعدات والمساهمات الكبيرة التي قدمتها ولا تزال تقدمها دولة قطر لدعم أشقائها اللاجئين من الدول العربية التي تعاني أزمات ومشاكل أمنية وحروبا داخلية،وغيرها من الدول كذلك، فضلا عن عقدها ومشاركاتها في العديد من المؤتمرات والاجتماعات بهذا الخصوص، موضحا أن مناقشات المنتدى والقضايا التي ستطرح خلاله بقوة، والأرقام والإحصائيات التي سيتم توضيحها في هذا السياق، بمثابة رسالة، تؤكد على الدعم القطري لقضايا اللاجئين، رسميا، أو أهليا،عبر منظمات المجتمع المدني والمنظمات والجمعيات الخيرية القطرية، وتفند وتدحض في نفس الوقت، أي انتقادات قد توجه لدول المنطقة بهذا الصدد. 
 ونوه سعادة السفير الرميحي، إلى أن أحد الطلبة السوريين اللاجئين والدارسين بجامعة السوربون الفرنسية، وتستضيفه قطر في المنتدى، سيتحدث ويشرح خلال هذا الحدث الهام، تجربته في اللجوء بكل تفاصيلها ومعاناتها، فضلا عن استضافة مدير أمن السواحل الإيطالي، ليتحدث من جانبه، عن تجربتهم في استقبال وإنقاذ اللاجئين، وكل ما يرتبط بعملية لجوئهم من بلدانهم الأصلية وحتى وصولهم السواحل الإيطالية. 
وشدد الرميحي على أن اختيار سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي مساعدا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وهو منصب حيوي وحساس، يؤكد على دور دولة قطر في دعم القضايا الإنسانية على مستوى العالم، ومدى علاقاتها الإيجابية مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة والمجتمع الدولي بأسره. 
وأوضح أن عددا من أبرز الصحفيين في العالم، سيقومون من ناحيتهم بتغطية فعاليات المنتدى، وتسليط الضوء على قضايا اللاجئين وما يعانونه في بعض الدول. 
وكشف من جهة أخرى عن اجتماع لسفراء دولة قطر في الخارج، تعقده وزارة الخارجية مباشرة بعد منتدى الدوحة، ما يعني أنهم سيشاركون في المنتدى وفعالياته المختلفة. 

ويعقد المشاركون خلال يومي المنتدى، خمس جلسات عامة، تدور على التوالي حول تحولات المشهد السياسي العالمي، وتحديات التنمية الاقتصادية والاستثمار في مرحلة التغيرات العالمية "قضايا النفط والطاقة" ويتحدث في هذه الجلسة سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، وسعادة السيد محمد السنوسي باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وسعادة الدكتور مدثر عبدالغني، وزير الاستثمار السوداني، وسعادة السيدة مونيكا غوغينا، وزيرة الدولة للشئون الخارجية الرومانية، وسعادة السيد اويسكار ستينستروم، وزير الدولة للشئون الخارجية والتجارة بوزارة الخارجية السويدية. 
وتحمل الجلسات العامة الأخرى عناوين، التأثير السياسي والاقتصادي في قضايا اللاجئين، والبعد القانوني والحقوقي والإنساني في التعامل مع قضايا اللاجئين، ومستقبل التنمية والاستقرار وحقوق اللاجئين، نظرة استشرافية. 
كما يعقد المنتدى بالإضافة لجلساته العامة، حوالي 12 جلسة جانبية، ثلاث من كل منها متزامنة، في ثلاث محاور فرعية مختلفة، تتناول قضايا ومواضيع شتى من بينها مثلا، تطورات العلاقة الخليجية الإيرانية والأزمات السياسية وانعكاساتها على استقرار الشرق الأوسط وقضية اللجوء وسياسات الدول وانكماش الاقتصاد العالمي وسبل بناء اقتصاد عالمي أقوى، ودور المنظمات الخيرية والمجتمع المدني في مساعدة اللاجئين والإعلام وقضايا التنمية والاستقرار وأزمة اللاجئين. 
ومن بين الجلسات الفرعية واحدة بعنوان "مستقبل الاتفاقيات التجارية الدولية والاستثمار" ويتحدث فيها عدد من المختصين منهم السيد أحمد علي الحمادي، مدير إدارة الاستثمارات النشطة، جهاز قطر للاستثمار، والدكتورة افنان الشعيبي، الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية بالمملكة العربية السعودية. 
أما الجلسة الختامية فستعقد برئاسة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشئون الخارجية. 
ويعتبر منتدى الدوحة، الذي تنظمه كل عام، اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية، واحدا من أبرز المنتديات الدولية في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، ما أكسبه أهمية كبيرة ولافتة عبر دوراته السابقة، ومنذ انطلاقته الأولى، نظرا لما تطرق إليه من دعوات إلى الإصلاح واعتماد التنمية كأساس للأمن السياسي والاجتماعي وبخاصة التنمية الإنسانية، علما أن كافة الاستعدادات قد اكتملت لانطلاق دورته الجديدة يوم الأحد القادم. 
يجيء اختيار عنوان منتدى الدوحة السابع عشر 2017 " التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين" من أهمية أن التنمية والاستقرارهما الدعامة الأساسية لتطوير الدول والمجتمعات، وباعتبارهما السبيل الأنجع لمواجهة تأزمات الواقع وتحديات المستقبل، وأنهما في حال انعدامهما من أهم أسباب ذلك الواقع المأساوي والصراعات المتفاقمة حول العالم وعلى وجه الخصوص في الشرق الأوسط. 
ولا شك أن منتدى الدوحة، باعتباره واحدا من أبرز المنتديات الدولية في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، قد أثبت حضوره الدولي على مدار ست عشرة دورة له، تم فيها مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية، فأصبح من أهم المنتديات الدولية التي تجمع أكبر عدد من الخبراء والأكاديميين والسياسيين وصناع القرار والمختصين ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني من مختلف دول العالم، لمناقشة سبل تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي وكيفية مواجهة التحديات التي تقف عائقا تجاه ذلك الاستقرار في العالم اليوم.