دولة قطر تؤكد أنها لم تدخر أي جهد يصب في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة

news image

نيويورك – المكتب الإعلامي - 20 أبريل 2017

 أكدت دولة قطر أنها لن تتوانى عن دعم أي توجه لاستئناف مفاوضات جادة بين الفلسطينيين واسرائيل، تُفضي لتحقيق السلام على أسس واضحة وجدول زمني، لكي يعيش الطرفان جنباً إلى جنب بأمن وسلام، استناداً لحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي القته سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أمام اجتماع المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حـول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين .

وقالت سعادتها إن دولة قطر لم تدخر أي جهد يصب في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وستواصل سياستها وتعاونها مع الأطراف الدولية في هذا الخصوص وذلك إدراكا منها بالمخاطر المترتبة عن النزاع في الشرق الأوسط، وانطلاقاً من قناعتها بأن السلام بحاجة لكافة الجهود السياسية والإنسانية.

وأضافت أنه لم يعُد هناك شك بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، له نتائج ايجابية كبيرة على حل الأزمات الكثيرة والمعقدة التي تواجهها المنطقة، وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب، والثمن الكبير الذي يمكن أن يجنيه العالم من تلك النتائج.

وأشارت الى أن هذه الفترة الطويلة والمؤلمة من هذا النزاع المرير، أكدت أن نجاح وتعزيز فرص السلام يتطلب التخلي عن فرض سياسة الأمر الواقع وفرض إجراءات وسياسات مخالفة للقانون الدولي، لكونها تُقوِّض الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط وتُديم حالة الاضطراب فيه. لذلك فإن تطبيق قرارات الشرعية الدولية والاستجابة للمبادرات الرامية لتحقيق هذا الهدف تشكل أساساً قوياً لإنجاح الجهود الدولية.

واستطردت سعادتها قائلة "إننا في دولة قطر نُدرك المسؤولية الملقاة على جميع الدول، ونتصرف وفق ما يُمليه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لتعزيز السلم والأمن الدوليين ومواجهة التحديات الجديدة، لذلك نعتقد جازمين بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط مرهون بالتزام الأطراف المعنية بأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بحسن نية وتعاون جدي، ووفق الأسس والمعايير التي توافق عليها المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لقضية الشرق الأوسط" .

ومن جهة أخرى ، أكدت سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أن الهجوم الكيميائي على المدنيين في خان شيخون كشف المدى الذي بلغته الأزمة السورية، وحجم المحنة التي يُواجهها الأشقاء السوريون طيلة الستة سنوات الماضية، والنتائج التي ترتبت عن عجز المجتمع الدولي عن رفع تلك المعاناة ووقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب يومياً.

ونبهت الى أن دولة قطر وهي إذ تُجدد ادانتها بأشد العبارات لذلك العمل المُشين، والذي يكشف همجية مرتكبيه، فأنها تؤيد العمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية يستخدمها النظام السوري في شن هجماته على المدنيين الأبرياء، وتجدد كذلك مطالبتها للمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لوقف جرائم النظام واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة الدولية.

وأوضحت أن الهجوم الكيميائي على المدنيين في خان شيخون أكد مرة أخرى أن الوضع الراهن في سوريا يُشّكل تهديداً كبيراً للمجتمع الدولي ، مشيرة الى أنه في ظل الفشل المتواصل لإيجاد حل نهائي للأزمة السورية، وإصرار النظام السوري على مواصلة انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي والمتمثلة باستمرار الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية وعرقلته القوافل الإنسانية وسحبه المستلزمات الطبية منها، واعتماده سياسة التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، بالإضافة إلى تنامي الإرهاب، فإن الوضع في الشرق الأوسط يزداد تدهوراً وخطورةً، ويُنذر بعواقب وخيمة على سيادة سورية وسلامة أراضيها ووحدة شعبها، وعلى أمن واستقرار .

ونهبت الى أن غياب المساءلة عن الفظائع المرتكبة في سوريا شجع الجناة على الاستمرار في ارتكابها، ويُمثل إخلالاً بالتزام المجتمع الدولي بردعها ، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لتحقيق مبدأ المُساءلة.

وقالت إن اعتماد الجمعية العامة قراراً قد تقدمت به دولة قطر وإمارة ليختنشتاين إنشاء الآلية الدولية المستقلة للمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية للمسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة في سوريا يُمثل خطوة هامة نحو تحقيق هذا المبدأ.

وأضافت أنه دعماً لهذه الآلية، فقد تعهدت دولة قطر بتقديم مبلغ مليون دولار. كما شاركت دولة قطر مع الاتحاد الأوروبي والمانيا والمملكة المتحدة ودولة الكويت والنرويج والأمم المتحدة في تنظيم اجتماع دعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي عقد في الرابع من أبريل الجاري في بروكسل، والذي تعهدت فيه دولة قطر بتقديم دعم مالي وقدره (100) مليون دولار أمريكي لدعم الجهود الإنسانية في سوريا.

ولفتت سعادتها الى أنه في ضوء حجم مأساة الشعب السوري التي اختصرتها الفظائع التي أرتكبت في خان شيخون، فإن الشعب السوري الأعزل والعالم أجمع يتطلع اليوم إلى مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات فعّالة لوقف الانتهاكات الجسيمة ضد السوريين، والتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، من خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سورية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، وفق بيان جنيف1، وإنشاء هيئة حكم انتقالية تُخوَّل وفي ختام كلمتها جددت سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني استعداد دولة قطر مواصلة دعمها للجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والتعاون في معالجة أسباب أزماته، استناداً للمرجعيات القانونية والدولية الرامية لتعزيز السلم والأمن الدوليين.