اتفاق قطري - روسي على تحقيق مستقل وموضوعي في الهجوم بالكيميائي على "إدلب"

اتفاق قطري - روسي على تحقيق مستقل وموضوعي في الهجوم بالكيميائي على

موسكو – المكتب الإعلامي - 15 أبريل 2017

اتفق سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على إجراء تحقيق مستقل وموضوعي بشأن الهجوم الكيميائي في "خان شيخون" بريف "إدلب" في سوريا.. وأكد سعادته ضرورة محاكمة مرتكبي الجرائم في سوريا وعدم إفلاتهم من العقاب، وشدد على أن دولة قطر لن تسهم في أي تغيير ديموغرافي في سوريا.ونوه سعادة وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي في موسكو اليوم، بأن العلاقات الثنائية تشهد تطورا ملحوظا خاصة بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية روسيا الاتحادية العام الماضي ولقائه فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. وقال إن العلاقات الثنائية تشهد تعاونا في مجال الاستثمار ومجال النفط والغاز.وأضاف سعادته " ناقشنا اليوم آفاق التعاون في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والدفاعية وغيرها من القطاعات رغبة منا في زيادة حجم التعاون بين البلدين والارتقاء بمستوى العلاقات إلى مستوى أفضل، وكذلك العلاقات القطرية مع الجمهوريات الروسية".. وأشار سعادته إلى مناقشة إطار التعاون الخليجي الروسي، وقال إن قطر تدعم هذا المحفل لمزيد من العلاقات بين روسيا ودول مجلس التعاون.ولفت سعادته إلى مناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية السورية، والهجوم المفجع على "خان شيخون" الذي أوقع ضحايا بينهم أطفال.وقال "إن هناك نقاط اتفاق كثيرة بين دولة قطر وروسيا بشأن القضية السورية أبرزها وحدة التراب السوري وضرورة وضع حد لمأساة الشعب السوري".. مضيفا" لا يخفى وجود اختلافات حول كيفية التوصل لهذه الأهداف لكننا نعول دائما على الحوار البناء لرأب هذه الاختلافات وتجاوزها إلى مرحلة نصل فيها لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوري في أسرع وقت ممكن وفقا للمرجعيات الدولية وخصوصا بيان جنيف /1/ وقرار مجلس الأمن الدولي 2254".وأكد سعادة وزير الخارجية دعم دولة قطر لمفاوضات "استانا" التي ترعاها روسيا وتركيا باعتبارها رافدا مهما يسهم في نجاح مفاوضات جنيف.وقال سعادته "اتفقنا مع الجانب الروسي على أهمية إجراء تحقيق مستقل وموضوعي، في هجوم "خان شيخون" وضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وعدم إفلاتهم من العقاب ونحن ندعم كافة الجهود التي تصب في هذا الاتجاه".وأعرب سعادته عن دعم دولة قطر لكافة جهود لجنة التحقيق، وركز على أهمية استقلالية عمل اللجنة في المناطق التي يسيطر عليها النظام والمعارضة في سوريا، وقال "إذا كانت مخرجات ونتائج لجنة التحقيق غير قابلة للتفعيل فسيكون ذلك مجرد وضع آليات وعراقيل دون أن تصبح أداة فاعلة لمحاسبة مرتكبي الجرائم"، وشدد على ضرورة التزام كافة الدول بنتائج عمل لجنة التحقيق في الهجوم الكيميائي ودعمهم لمحاسبة مرتكبي الجرائم لضمان عدم الإفلات من العقاب، ورأى أن المشاهد المروعة لجريمة "خان شيخون" لا يمكن السماح بتكرارها، وأن غياب آليات الردع سيكون سببا رئيسيا في تكرار هذه الحوادث في المستقبل.وعبر سعادة وزير الخارجية عن إدانة دولة قطر لكافة الأعمال الإجرامية والإرهابية وكل ما يعرف في سياق الإرهاب كترويع المدنيين والآمنين واستخدام العنف، مشيرا إلى وجود عوامل مهمة لتحقيق الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والتنظيمات الإرهابية من أهمها: توفير البيئة الملائمة لإيجاد حل سياسي، وإبراز بوادر الأمن لهم ليحل الأمل مكان اليأس، وشدد على أهمية تضافر الجهود لتهيئة الظروف للمعارضة المعتدلة حتى يكون هناك فصل كامل عن التنظيمات الإرهابية، وقال "إن الشعب السوري والمعارضة سيكون أقوى سلاح في مواجهة الإرهاب وتنظيماته". وحول اتفاق المدن الأربع "الخاص ببلدتي "مضايا والزبداني" في ريف دمشق، و"كفريا والفوعة" في ريف إدلب، قال سعادة وزير الخارجية إن العملية دوافعها إنسانية بحتة بدأت منذ عام 2015، وأشار إلى وجود 65 ألف مدني محاصر بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والطائفية.وأضاف سعادته "نحن ننظر للجميع باعتبارهم مدنيين وسوريين في ظل الحصار والتجويع"، وذكر أن مثل هذه الاتفاقات تجد كثيرا من العراقيل وتسهم دائما جهود الوسيط بين الأطراف في حلحلة العراقيل، ولفت إلى التوصل لاتفاقات عدة في الماضي لكنها لم تحقق المستوى المأمول من النجاح، وأكد وجود تقدم في تنفيذ الاتفاق الحالي رغم العراقيل التي وضعت أخيرا من قبل الطرفين.. منوها باستمرار عمل الوسيط على حلحلة العراقيل الحالية.وأكد سعادة وزير الخارجية أن دولة قطر لن تسهم في أي تغيير ديموغرافي في سوريا، وقال إن النسيج الاجتماعي السوري الذي عرف على مر العصور بامتزاج كافة الأعراق والمذاهب، لن تسهم قطر في إتلافه ولن تعمل أو تيسر أي اتفاق يمضي في هذا الاتجاه، وشدد على أن الاتفاق الذي جرى توقيعه يتعلق بالمغادرة الطوعية وللأهالي الاختيار في البقاء.وأضاف سعادته: هناك حصار وحالة إنسانية صعبة يمر بها المدنيون هناك، ولذلك فإن العنصر الرئيسي للاتفاق يركز على دخول المساعدات الإنسانية وفتح ممرات إنسانية بشكل مستمر وإخلاء سبيل المعتقلين في سجون النظام على أن تكون أغلبيتهم من النساء.وتابع قائلا الأبعاد الإنسانية للاتفاق تتجاوز كثيرا مسألة الرؤية الضيقة تجاه التغيير الديموغرافي الذي لم يكن في نية دولة قطر كوسيط ولن يكون في أي اتفاق مستقبلي، وأشار إلى أن قطر لن تتواني عن دورها في حال الحاجة لتعميم مثل هذا النموذج على قرى أخرى للمساهمة الإيجابية في إحلال السلام والتهدئة، مؤكدا على وجوب توفر إرادة من الأطراف لعقد مثل هذه الاتفاقات.. وقال "إن قطر في اتفاق المدن الأربع وفرت للأطراف المتنازعة منصة للتحاور وساعدت على تيسير وتنفيذ الاتفاق".وأشار سعادة وزير الخارجية إلى مناقشة قضايا اليمن وليبيا وفلسطين، وأكد دعم دولة قطر للتراب الليبي واتفاق "الصخيرات" وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وحث سعادته الأطراف كافة التي تحاول التلاعب باتفاق الصخيرات ومخرجاته بتجنيب مصالحهم الشخصية ودعم الاتفاق وحكومة الوفاق الوطني لتحقيق تطلعات الشعب الليبي.وفي القضية الفلسطينية، أكد سعادته دعم دولة قطر لعقد محادثات سلام وفق قرارات الشرعية الدولية ودعم حل الدولتين، وأثنى سعادته على مواقف روسيا المشرفة تجاه دعم القضية الفلسطينية، ودعا روسيا إلى استمرار دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مشيرا سعادته إلى وجود جهود مشتركة لتحقيق المصالحة الفلسطينية حيث يعمل كل طرف على حدة لكنها تصب في النهاية في صالح الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورأى أن مثل هذه اللقاءات تمثل فرصة للتنسيق للوصول لاتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني.من جهته، قال وزير الخارجية الروسي في المؤتمر الصحفي إنه اتفق مع سعادة وزير الخارجية على ضرورة الإسراع بالحل السياسي في سوريا.ووصف لافروف الضربة الأمريكية التي استهدفت مطار "الشعيرات" أخيرا بأنها مخالفة للقانون. وقال "إن بلاده تصر على إجراء تحقيق دقيق وموضوعي ومهني وغير منحاز بشأن الهجوم الكيميائي على "إدلب"".وذكر لافروف أن روسيا وقطر يوحدهما موقف من أنه لابد من وقف إطلاق النار في سوريا ومواصلة محاربة الإرهاب وتحقيق الحل السياسي على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.وأضاف " أنه ناقش مع سعادة وزير الخارجية مباحثات "أستانا" لحل الأزمة السورية وأن الجانب القطري أكد دعمه لها".وأكد وزير خارجية روسيا، أن هناك حوارا منتظما بين بلاده وقطر حول القضايا الملحة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمة السورية والأوضاع في ليبيا واليمن والقضية الفلسطينية.. وقال "إن البلدين متفقان على ضرورة الحلول السلمية لكل هذه النزاعات".وبشأن العلاقات الثنائية قال الوزير الروسي، "اتفقنا خلال المباحثات على دراسة خطوات إضافية لزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال الدورة القادمة للجنة الحكومية المشتركة المقرر انعقادها بالدوحة نهاية الشهر الجاري".وقال أنه بالإضافة إلى مشاركة جهاز قطر للاستثمار في رأسمال شركة (روسنفت)، هناك خطط إضافية لزيادة التعاون الاستثماري مع الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة.وأشار لافروف إلى تحقيق روسيا وقطر نجاحات في مجالات الطاقة في إطار العلاقات الثنائية والحوار بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والدول الأخرى المنتجة للنفط ومنتدى التعاون للدول المصدرة للغاز.وتحدث وزير الخارجية الروسي عن اتفاق بين البلدين على التعاون بشأن استضافة روسيا وقطر لبطولتي كأس العالم لكرة القدم  2018 و2022.وفي الختام تمنى سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية أن يسهم هذا اللقاء في ترسيخ العلاقات بين البلدين.. وأكد على تطلع دولة قطر للتعاون مع الجمهورية الروسية في القضايا الإقليمية وضمان السلام في الشرق الأوسط.