قطر تعلن عن مساهمتها بـ 100 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوري

قطر تعلن عن مساهمتها بـ 100 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوري

بروكسل – المكتب الإعلامي - 05 أبريل

أعرب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، عن استنكار دولة قطر للانتهاك الصارخ للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 2118 باستخدام النظام السوري بالأمس الأسلحة الكيماوية في "خان شيخون" والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين أغلبهم من الأطفال، معتبرا ذلك "جريمة حرب جديدة تستوجب تدخل المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته"، مؤكداً أنه لا حل في سوريا من دون رحيل بشار الأسد. 

جاء ذلك في كلمة ألقاها سعادته خلال المؤتمر الدولي حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة في بروكسل اليوم، حيث أشار خلالها إلى "أن هذه الحقائق المروعة والمتردية تضعنا كمجتمع دولي أمام مسؤولية تاريخية تحتم علينا العمل بكل عزم وتصميم لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية التي باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين"، معلنا عن مساهمة دولة قطر بمبلغ (100) مليون دولار أمريكي لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري الشقيق. 

ودعا سعادته إلى ضرورة رحيل الأسد والتحرك بشكل عاجل نحو إجراءات جنائية عادلة وفقا للقانون الدولي، مضيفاً أن السكوت عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب في سوريا يرسل رسائل مشجعة إلى مرتكبي هذه الجرائم للاستمرار في ارتكاب المزيد منها كما أنها رسائل تبعث على اليأس لدى الضحايا وذويهم، ومن يتعاطف معهم. 

ولفت إلى أن غياب المساءلة لمرتكبي تلك الجرائم عزز من ازدياد واستمرار وقوع الفظائع البشعة وتفاقم مأساة الشعب السوري الشقيق. 

وطالب سعادة وزير الخارجية بضرورة تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وتفعيل قرار الجمعية العامة رقم 71 /248 وإنشاء الآلية الدولية المستقلة والمحايدة للمساعدة في التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في سوريا منذ عام 2011، مشيرا إلى ضرورة تفعيل هذه الآلية بشكل عاجل للتحرك نحو إجراءات جنائية عادلة وفقا للقانون الدولي. 

وأوضح سعادته أنه تعزيزاً للجهود الدولية لإنفاذ العدالة قدمت دولة قطر دعماً مالياً للآلية الدولية المستقلة بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي، معربا عن سروره بالإعلان عن تعهد إضافي من دولة قطر بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي. 

وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية أن دولة قطر لم تدخر جهداً في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق سواء بشكل منفرد أو عبر القنوات الثنائية مع الدول المستضيفة أو عبر الأمم المتحدة. 

وفي إطار المساعدات الإنسانية للاجئين السورين، خص سعادة الوزير، التعليم كركيزة أساسية، واصفاً إياه بمفتاح التنمية والاستقرار، لافتاً إلى أن دولة قطر كان لها مبادرة في التعليم والتطوير المهني بالشراكة مع العديد من المنظمات الإنسانية والإقليمية. 

ونوه سعادة وزير الخارجية في هذا السياق، بالمبادرة القطرية لتعليم وتدريب اللاجئين السوريين في شهر سبتمبر الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح 400 ألف مستفيد من الشعب السوري لمدة خمس سنوات، وذلك في إطار وفاء دولة قطر بتعهدها بتقديم مبلغ مئة مليون دولار أمريكي، في مؤتمر لندن العام الماضي. 

وأوضح أن 985 ألف طفل سوري استفادوا من مبادرة "علِم طفلاً"، مبينا أن هذه المبادرات أسهمت في تمكين الأطفال وحمايتهم من التطرُّف والاستغلال وسوء المعاملة.. ولفت إلى أنه حين يسود الاضطراب، وتضيع الفرص، يتغلغل التطرف، ويتبدد الأمان. 

وأكد سعادته أن مجمل المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة قطر تأتي من أجل تخفيف معاناة الشعب السوري حيث بلغت ما يقارب (1.6) مليار دولار. 

وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "إن دولة قطر تستضيف أكثر من 60 ألف من الأشقاء السوريين، فضلاً عن لم شمل سبعة آلاف شخص إلى أسرهم المقيمة في قطر". 

وشدد سعادة وزير الخارجية على ضرورة التحضير لما بعد التوصل إلى اتفاق سياسي ووقف أعمال العنف من أجل إعادة الإعمار. 

تجدر الإشارة إلى أن دولة قطر تشارك في رئاسة المؤتمر الدولي حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي خصص لمتابعة نتائج "مؤتمر لندن لدعم الشعب السوري" مع كل من ألمانيا وبريطانيا. 

ويناقش المؤتمر ثلاثة أطر أساسية وهي: دعم العملية السياسية، ودعم المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، وترسيخ استقرار المدنيين في الداخل السوري أو في دول اللجوء.