بدء أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بشأن حلب بناء على طلب دولة قطر
القاهرة/المكتب الإعلامي/ 15 ديسمبر 2016/ بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الأزمة الإنسانية في حلب السورية والذي يعقد بناء على طلب دولة قطر.
وترأس وفد دولة قطر المشارك في أعمال الاجتماع سعادة السيد سيف بن مقدم البوعينين سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.
وأكد سعادة السيد سيف بن مقدم البوعينين، في كلمة له أمام الاجتماع الذي يعقد برئاسة تونس، أن الأمة العربية والعالم أجمع، يعيش هول فاجعة ما تتعرض له مدينة حلب السورية من عمليات إبادة وحشية، ترتكبها قوات النظام السوري والمتحالفون معه عبر قصف عشوائي مستمر يطال المواطنين الأبرياء ويسحق الأخضر واليابس، وينتهك كل مبادئ حقوق الإنسان، بل وأصلها الأصيل المتمثل في الحق في الحياة.
وأضاف أن "النظام السوري وزبانيته يمارسون عمليات إعدام ميدانية بشعة وغير مسبوقة، يأبى أن يقبلها أي ضمير إنساني حي، وهو ما يحتم على مجلسنا الاضطلاع بمسؤولياته والتزاماته الواردة في ميثاق جامعة الدول العربية، وبلورة موقف عربي موحد وجاد لإجبار هذا النظام وحمله على وقف عدوانه غير الإنساني على السكان المدنيين والذي يستخدم فيه كافة أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحظورة والمحرمة دولياً في مواجهة مدنيين عزل مسالمين لا ذنب لهم".
وقال سعادة السفير "إن دولة قطر تدين بأقسى العبارات وأشد الكلمات هذه الحرب الآثمة، وتندد بحزم بالانتهاكات الفظيعة التي يمارسها النظام السوري وحلفاؤه والتي يندى لها جبين الإنسانية، وتؤكد على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته حيال ذلك، وتدعو لتحرك دولي سريع من أجل وقف هذه المجازر والانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه، والعمل على تأمين ممرات إنسانية آمنة، وضمان إيصال المساعدات إلى مدينة حلب وكافة المدن السورية".
وشدد على أن دولة قطر "ترى أنه من العار أن يجد المجتمع الدولي نفسه عاجزا ومكتوف الأيدي، لا يملك حتى أن يقدم أبسط المساعدات الأساسية للمدنيين المحاصرين في المدينة التي تعيش وضعاً كارثياً غير مسبوق في تاريخ الإنسانية أمام آلة حرب تحصد أرواح الشيوخ والنساء والأطفال ولا تراعي دينا أو ذمة ولا حرمة ولا قانونا إنسانيا".
وأوضح سعادة السيد سيف بن مقدم البوعينين، في كلمته، أن ما ترتكبه قوات النظام السوري من جرائم وحشية وانتهاكات غير إنسانية، واستهداف للمستشفيات والمراكز الطبية في المدينة وما تمارسه من تدمير ممنهج للبنى التحتية للمدينة وقصف مواقع الآثار ومعالم الحضارة الإنسانية، "تشكل جرائم ترقى بكل تأكيد إلى جرائم حرب، وينبغي على المجتمع الدولي تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية والعمل بكل جد وبصورة عاجلة لوقف هذه الأعمال البربرية لإنقاذ المدينة وسكانها المدنيين الأبرياء".
كما أشار إلى أن قرابة المائة ألف مدني سوري أو يزيد يعيشون في بقعة لا تتعدى بضعة كيلومترات، يعانون وضعا إنسانيا كارثيا ويفتقرون للحد الأدنى من أبسط مقومات الحياة ، يواجهون الموت يومياً، وهم عزل إلا من إيمانهم وحقهم في الحياة والعيش الكريم، وهو ما يحتم على مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية وإلزام جميع الأطراف ذات الصلة بالعمل على التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار يسمح بإغاثة وإنقاذ المدنيين .
وقال سعادة السفير "إزاء هذا الوضع غير المسبوق، تقع علينا جميعاً مسؤولية التحرك العاجل والفوري لدى مجلس الأمن الدولي لحمله على القيام بمسؤولياته لوقف هذه الجرائم، وضمان حماية الشعب السوري، والحيلولة دون تقويض فرص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية وفتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المدنيين المحاصرين في المدينة الذين يعانون من البرد والجوع، في مشهد يعيدنا إلى حروب القرون الوسطى".
وأكد سعادته أن الفشل المستمر لمجلس الأمن في التصدي لمسؤولياته السياسية والقانونية وقبل ذلك الأخلاقية وعدم قدرته على التوصل إلى أي قرار بشأن الأوضاع الكارثية في سوريا، لمرات عديدة خلال الفترة الوجيزة الماضية، فضلاً عن عجزه في تنفيذ القرارات التي توصل إليها في السابق، يجب أن لا يثنينا عن بذل الجهود الحثيثة لتفعيل دور مجلس الأمن في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، بوصفهما الوظيفة الأساسية لهذا المجلس والتي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وإن على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التحلي بروح المسؤولية السياسية والأخلاقية في ممارسة دورها الذي حدده لها القانون الدولي، والتي توجب وتحتم ضرورة العمل على إنهاء الحروب والنزاعات المسلحة وضمان استتباب الأمن والسلم في أرجاء العالم.
وقال في السياق ذاته "إننا في دولة قطر، نسعى بالتعاون مع أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لعقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار (الاتحاد من أجل السلام) لوضع حد لمعاناة الشعب السوري وتوفير سبل الإغاثة للمدنيين الأبرياء".
واختتم سعادة السيد سيف بن مقدم البوعينين سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية كلمته قائلا "إن اجتماعنا اليوم يمثل استشعارا منا لحجم المأساة التي يعانيها الشعب السوري الشقيق، ولمسئوليتنا السياسية والأخلاقية في العمل على إنهاء معاناته وإيجاد السبل الكفيلة بكبح توحش وبطش النظام السوري وحلفائه ووقف نزيف الدم السوري العزيز، ونأمل أن تتخذ القرار الذي يلبي هذه الطموحات.