المعهد الدبلوماسي يناقش تجربة النرويج في مجال الوساطة

news image

 الدوحة/المكتب الإعلامي/ 06 ديسمبر 2016/ نظم المعهد الدبلوماسي، اليوم، ندوة بعنوان "الوساطة : النرويج أنموذجا" حاضرت فيها سعادة السيدة تون باكي فولد آليرس، مديرة إدارة السلام والمصالحة وفض المنازعات في وزارة الخارجية النرويجية. 

حضر هذه الندوة عدد من الدبلوماسيين وموظفي وزارة الخارجية وأدارها سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، مبعوث وزير الخارجية الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات.

في بداية حديثها، عبرت سعادة السيدة آليرس عن امتنانها للقائمين على هذه الندوة، لإتاحة الفرصة أمامها للحديث عن تجربة وخبرة النرويج في مجال العمل الدبلوماسي وبالتحديد دور الوساطة الذي تلعبه النرويج في عدد من القضايا الهامة في إفريقيا والشرق الأوسط.. مشيرة إلى أنه من الممكن الاستفادة من هذه التجربة.

وأضافت "نحن نرتبط بشراكة في مجال الوساطة وفض النزاعات مع دولة قطر، حيث إن هناك تعاونا وتنسيقا وتبادلا لوجهات النظر بين البلدين في ملفات عدة مثل ملف النزاع الجيبوتي الأريتيري، والصراع في الصومال والعراق، وأفغانستان وطالبان".. مؤكدة أهمية تبادل الخبرات في مجال دبلوماسية الوساطة، حيث إن للنرويج نقاطا مشتركة مع قطر حول دبلوماسية السلام والوساطة، فضلا عما أثاره ما تقوم به قطر من تسوية للنزاعات، من اهتمام لدى النرويج.

وفيما يتعلق بالتوجه النرويجي نحو تفعيل دورها في دبلوماسية السلام والوساطة، أكدت سعادة السيدة آليرس أن ما دفع بلادها لتبني هذه السياسة هو التزامها الأخلاقي تجاه القضايا الإنسانية، وما تقوم به من أعمال إنمائية تحتاج إلى السلام.. موضحة أن مصلحتها الوطنية تقتضي السعي لخلق السلام، "فهي كدولة صغيرة تحتاج بيئة مسالمة حولها، حيث تأكد أن بعض الأزمات والصراعات وصلت إلى أوروبا الآن من مسائل تهديد الأمن والهجرة والأعمال التخريبية".

كما أشارت إلى وجود عدد من النشاطات لبلادها في مناطق تشهد صراعات منها عملية السلام القائمة في كولومبيا ، كما أنها كانت حاضرة في الصراع السوداني، بالإضافة إلى النزاع بين الجماعات والحكومة الكولومبية، وأيضاً حركة التحرير في مندناو في الفلبين.. مشددة على أن النرويج تركز أيضاً على مسائل عدم الاستقرار في النيجر والسواحل الإفريقية وباكستان وأفغانستان.

وفيما يخص أهم مبادئ النرويج التي تحكم عملها في مجال دبلوماسية السلام والوساطة، لفتت السيدة آليرس إلى أن هذه المبادئ أو الخصائص متغيرة، فهي تختلف من وضع لآخر، فكل تدخل يحتاج إلى منهجية محددة ومختلفة، إلا أن هناك خمسة مبادئ مشتركة في العمل الدبلوماسي النرويجي، أولها الإيمان بأهمية الحوار بين الأطراف، فهو مهم لتسيير العمل وحل المسائل.

كما أوضحت أن من أهم هذه المبادئ أيضاً، الانخراط في عملية الوساطة في عمليات السلام التي قد تمتد لعقود، لبلوغ النتائج المرجوة، حيث تستخدم فيها كافة الموارد التي تضمن استمرارية هذه الوساطة ونجاحها، بالإضافة إلى ذلك، تنتهج الخارجية النرويجية مبدأ الشراكة، حيث أشارت السيدة آليرس، إلى أن بلادها لا يمكن لها فرض ما تريده، لذلك هي تسعى لخلق شراكة مع أطراف الصراع.

ويتمثل رابع هذه المبادئ، في الدمج الاجتماعي والتواصل مع منظمات المجتمع المدني، حيث اعتبرته المحاضرة أمرا ضروريا لتقبل الحلول على أرض الواقع، فيما يتمثل المبدأ الخامس في العمل والتعاون مع الدول والمنظمات الدولية، لاسيما في ظل وجود العديد من الفاعلين.

وقالت في هذا السياق "إن النرويج تعمل وتنسق مع دول منها قطر وتركيا، كما تعمل بالتعاون مع منظمات إقليمية ودولية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كما تعمل من خلال منظمات المجتمع المدني".

وفي ختام حديثها، تحدثت سعادة السيدة تون باكي فولد آليرس، مديرة إدارة السلام والمصالحة وفض المنازعات في وزارة الخارجية النرويجية، عن أهمية توفير الموارد اللازمة للعمل في مجال مهم مثل دبلوماسية السلام والوساطة، سواءً كانت هذه الموارد أفراداً أو أموالاً أو خبرات.

كما تطرقت إلى التجربة النرويجية في مجال دبلوماسية السلام، حيث أشارت إلى أنهم عندما بدأوا تأسيس إدارتهم عام 2001 صلب وزارة الخارجية كانت لا تحتكم على موارد مالية، وتعمل بمبعوث واحد وموظف فقط، والآن تصل الميزانية المخصصة لهذا النشاط 60 مليون دولار، وذلك لإيمان البلاد بأهمية جمع المعلومات والخبرات التي يحتاجها صنع السلام.