صدور عدد جديد من مجلة الدبلوماسي

الدوحة/المكتب الإعلامي/ 23 أكتوبر 2016/ أصدر المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية العدد (30) من مجلته الشهرية الدبلوماسي.
وقد أتى العدد حافلاً بالموضوعات المتنوعة، واستهل العدد بالكلمة الافتتاحية التي تناولت مشاركة دولة قطر في أعمال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والكلمة التاريخية التي ألقاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، وأكد فيها على مواقف دولة قطر الثابتة والمبدئية تجاه عدة قضايا، في مقدمتها فلسطين، وسوريا، وليبيا، واليمن، محملاً المجتمع الدولي مسؤوليته في تردي الأوضاع فيها واستمرار النزاع. وتجديد سموه دعوته لمعالجة مشكلة الإرهاب بشكل شامل، وتأكيده على الترابط بين المشاكل الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية، التي تؤدي مجتمعة إلى انهيار النسيج الذي يشد المجتمعات، فتتجه نحو العنف والانقلابات والانقلابات المضادة. ورؤية سموه لمعالجة قضية اللاجئين، حيث أشار إلى أنه ينبغي اعتبارها في ضوء مبادئ حقوق الإنسان، التي على أساسها يقوم بناء الأمم المتحدة.
وأشارت كلمة العدد إلى الرسالة الدبلوماسية التي حملها الوفد القطري إلى الجمعية الأممية، وأهم محتوياتها أن السياسة الخارجية القطرية نابعة من مبادئ وقيم نص عليها دستور البلاد، أهمها توطيد السلام والأمن الدوليين، ودعم تقرير المصير للشعوب، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن جهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر من هذا المنطلق ترمي إلى تعزيز الحوار والتفاهم والتعايش عوض اللجوء إلى العنف، واعتبار استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين التهديد الأساسي للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وتناشد مجلس الأمن الدولي أن يحمي الشعب الفلسطيني ويضمن له الحصول على حقوقه كاملة.
ولفتت إلى دعوة المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين في سوريا وإغاثتهم والضغط على النظام وحلفائه لرفع الحصار عنهم وإيقاف القتل وتنفيذ مقررات جنيف (1) وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وأن تحقيق الاستقرار في العراق الشقيق ينبني على توافق وطني شامل ينهي التمييز الطائفي والديني والإثني وحكم الميلشيات والتدخلات الخارجية، وتكرر طلبها أن تتحمل الحكومة العراقية مسؤوليتها وتبذل الجهد اللازم لإطلاق سراح المواطنين القطريين المحتجزين هناك، وتقدم الإرهابيين للمحاكمة، ودعم الحكومة الشرعية في اليمن ووحدة البلاد وسيادتها، والتزام دولة قطر بسياسة خارجية سلمية، تنبذ التمييز الطائفي والعرقي، والنزاعات المسلحة، والإرهاب بجميع أشكاله وأياً كانت دوافعه، والدعوة لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
وأكدت في الوقت نفسه حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وأن إصلاح مجلس الأمن الدولي هو مطلب جماعي لغالبية الدول في الأمم المتحدة، وأن تعزيز وحماية حقوق الإنسان خيار استراتيجي للدولة تؤكده الرؤية الوطنية 2030، ومواصلة دولة قطر جهودها في تعزيز شراكة دولية مع الأمم المتحدة لتحقيق أجندة التنمية المستدامة، ودعمها للدول النامية وتقديم العون في مناطق الكوارث.
وتناول باب متابعات كلمة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية أمام الاجتماع الوزاري السابع للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والتي جدد فيها التزام دولة قطر بالعمل مع الدول الأعضاء في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لاستئصال هذه الآفة، وأكد أن دعم دولة قطر للمنتدى ينطلق من كونه ينهض بدور كبير وعملي في دعم الجهود الدولية لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
كما اشتمل الباب نفسه على كلمة سعادته أمام اجتماع المائدة المستديرة على المستوى الوزاري "الوضع الإنساني في اليمن"، وأكد فيها دعم دولة قطر للحل السياسي للأزمة في اليمن على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وإعلان الرياض وقرارات مجلس الأمن، لاسيما القرار 2216، وأشار إلى مساهمات دولة قطر الملموسة في الجهود الإنسانية والغوثية في اليمن سواء مباشرة أو من خلال مشاركتها في التحالف لدعم الشرعية في اليمن.
وعرض العدد الجديد وبمناسبة قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نبذة مختصرة عن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية من الرئيس واشنطن إلى الرئيس أوباما، اشتملت على أهم الأحداث التي تزامنت مع فترة توليهم الرئاسة.
وأجرت المجلة في باب "سفراؤنا" مقابلة مع سعادة السيد علي بن سعد الخرجي سفير الدولة لدى جمهورية مالطا، أكد فيها على أن دولة قطر ترتبط بعلاقات ثنائية جيدة مع مالطا، وأن التوجه الرشيد للدولة في فتح سفارة في جمهورية مالطا عام 2013 قد ساهم في دعم هذه العلاقات، وأشار سعادته إلى سعي السفارة للتواصل مع المسؤولين والجهات المختصة بمالطا لتسهيل التواصل بين رجال الأعمال في البلدين وتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة في هذا الخصوص.
وفي باب أضواء على منظمة دولية، تم تسليط الضوء على منظمة العفو الدولية، التي أسست في لندن عام 1961 كمنظمة دولية غير ربحية، وأخذت على عاتقها الدور الأهم في حماية حقوق الإنسان وتركز نشاطها على السجناء، لاسيما وهي تسعى لتحرير سجناء الرأي، وهم أناس تم سجنهم لأسباب متعلقة بمعتقداتهم أو لونهم أو عرقهم أو لغتهم أو دينهم، عن طريق تحقيق معايير عادلة لمحاكمة جميع السجناء، وبوجه الخصوص لسياسيين منهم أو من تم سجنهم دون محاكمة أو اتهام في الأصل.
وفي باب أضواء على التقارير الدولية تم استعراض مؤشر الأمن الغذائي العالمي 2016، والذي أتت فيه دولة قطر ضمن الدول العشرين الأكثر أمناً غذائياً، ويقيس هذا المؤشر واقع الأمن الغذائي من حيث (28) مؤشر فرعي للأمن الغذائي ترصد التأثير المستمر للاستثمارات واتفاقيات التعاون والسياسات الزراعية حول العالم، ويغطي 113 دولة.
وفي باب شخصيات تم التعريف بشخصية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، حيث تم التطرق إلى نشأتها، وحياتها السياسية، وأسباب استقالتها من منصبها، ونشاطها بعد الاستقالة، وأهم مؤلفاتها.
واشتمل باب مقالات على ثلاث مقالات، الأولى بعنوان "الانقلابات العسكرية: أقصر وأخطر طريق إلى السلطة"، حيث تم التطرق إلى تاريخ الانقلابات العسكرية وأسبابها، لاسيما في الدول العربية. وتناول المقال الثاني لسعادة السيد راشد بن ميرزا الملا سفير الدولة لدى جمهورية كوبا، تاريخ العلاقات الكوبية الأمريكية، وإمكانية التقارب بين البلدين بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لهافانا في شهر أبريل الماضي. أما المقال الثالث للسيدة نادية الشيبي، مساعد مدير المعهد الدبلوماسي، فاستعرض تصويت الشعب البريطاني لصالح خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي ومآلات ذلك.
وفي باب مراجعة كتاب تم استعراض كتاب "من يحكم العالم؟"، تطرق فيه مؤلفه المفكر العالمي البارز نعوم تشومسكي إلى ماهية السياسات الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر، ومخاطر تغول السلطة على الديمقراطية وحقوق الإنسان.