صندوق قطر للتنمية يختتم أنشطة صندوق الصداقة القطري في اليابان.. ويدشن مبادرة "انطلاق"

news image
الدوحة/المكتب الإعلامي/ 17 أكتوبر 2016/ أكد السيد خليفة بن جاسم الكواري المدير العام لصندوق قطر للتنمية، أن صندوق الصداقة القطري الياباني، سعى منذ اللحظة الأولى لإنشائه إلى تعزيز علاقة الصداقة القوية بين الشعبين، إضافة إلى تقديم مساعدات عاجلة وفعالة بشكل مباشر لضحايا المناطق المتضررة من كارثة الزلزال والتسونامي الذي ضرب السواحل الشرقية لليابان في مارس 2011. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد هنا اليوم، بمناسبة الاحتفال بختام أنشطة صندوق الصداقة القطري الياباني وتدشين مبادرة "انطلاق"، والذي حضره سعادة السيد شينغو تسودا سفير اليابان لدى الدولة. وأضاف الكواري أنه إثر كارثة الزلزال والتسونامي الذي ضرب السواحل الشرقية لليابان وخلف نحو 15 ألف قتيل وعشرات الآلاف من المفقودين وخسائر جمة في البنى التحتية والممتلكات، فقد أعلنت دولة قطر عن منح مساعدات إلى اليابان بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، للمساهمة في جهود الإغاثة وتقديم التأهيل اللازم للمتضررين. وأوضح أن حجم كارثة الزلزال والتسونامي كان كبيرا مما أثر بشكل بالغ على كافة القطاعات الحيوية في المناطق التي ضربها الزلزال، في وقت لم تكن المساعدات كافية لدعم تلك المناطق والمباشرة في إعادة إعمارها، فكان دور صندوق الصداقة القطري في سد هذه الفجوة والمساهمة في خلق شعور بعودة الحياة تدريجيا. وأكد أن صندوق الصداقة القطري يدعم المشاريع التي تلبي الحاجات العاجلة والمستدامة للشعب الياباني، لتشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدين، بجانب التزامه بتطوير حلول مبتكرة تلبي التحديات التي يواجهها المتضررون، كما سيركز الصندوق على أربعة مجالات رئيسية ذات الأولوية وهي: تعليم الأطفال، ومصائد الأسماك، والرعاية الصحية وريادة الأعمال، مضيفا " انطلاقا من رسالته بتعزيز الأمل لدى ضحايا الزلزال الكبير والتسونامي، فإن الصندوق يؤمن بأهمية تعليم الأطفال وتمكينهم لتحقيق مستقبل أفضل لهم، كما ينشط مع الشباب لمساعدتهم في تطوير معارفهم وخبراتهم". وحول مبادرة "انطلاق"، أوضح المدير العام لصندوق قطر للتنمية أنه تم تخصيص الصندوق 16.5 مليون دولار أمريكي لتشييد مركز انطلاق المخصص للمبتكرين في توهوكو"، موضحا أن المركز يشكل جزءا من شبكة عالمية مترابطة تجمع بين مجموعات ناشئة تحتضن وتعزز روح المبادرة والسعي إلى الخوض في مشاريع جديدة ومبتكرة بالإضافة إلى الأعمال الحرة. وأضاف أن مركز "انطلاق" في مدينة "سينداي" اليابانية يوفر برامج متعددة لأصحاب المشاريع لمساعدتهم على النجاح وإنشاء شركات محلية، حيث يؤمن لهم التوجيه والدعم والمشورة، كما يشكل المركز فرصة فريدة من نوعها لطرح الأفكار وتبادلها، مما يؤدي إلى نمو اقتصادي مستدام في المنطقة، الأمر الذي سيوصل رواد الأعمال في توهوكو بنظرائهم في اليابان وحول العالم. وأوضح أن مركز "انطلاق" يهيئ للمستفيدين من خدماته الاجتماع مع الخبراء في مجالات مختلفة وتنفيذ ورعاية مجموعة من الفعاليات وورش العمل، وعليه فإن المركز يعتبر نقطة محورية لالتقاء كافة الرياديين المحليين والإقليميين والمؤسسات الحكومية، بالإضافة لتوفير كل الأجهزة والبرمجيات اللازمة لتشكيل بيئة حاضنة تدعم تجاه تسريع النمو وتحقيق التنمية الشاملة. من جهته، قال السيد مسفر حمد الشهواني، مدير إدارة المشاريع التنموية بصندوق قطر للتنمية، إن صندوق الصداقة القطري وفر فرصا تعليمية متعددة للمتضررين، وذلك من خلال تركيزه على إعادة تأهيل المدارس وتوسيعها، بالإضافة لتقديمه برامج فعالة لإعادة تأهيل الشباب المتضررين. وأضاف أنه اعتمادا على إدراك صندوق الصداقة القطري لأهمية مصائد الأسماك وقيمتها الاقتصادية للمجتمعات المحلية المتضررة من الكارثة، فإن الصندوق يعمل على إعادة تأهيل وتطوير تلك الصناعة من خلال إعادة بناء الاقتصاد وخلق فرص عمل للسكان الذين فقدوا مصدر رزقهم نتيجة الدمار الذي لحق بمنشآتهم، إضافة إلى توجه الصندوق للعمل على الحد من الأضرار البيئة والتلوث الذي أصاب الحياة البحرية في المناطق المتضررة، بالإضافة لدعم الصندوق لرواد الأعمال في "توهوكو"، والذين لعبوا دورا هاما من خلال شركاتهم في إعادة إحياء المناطق المتضررة، وتعزيز تواجد هؤلاء الرواد لتعويض الخسائر الناتجة عن الزلزال المدمر، وتشكيل قوة دافعة للاقتصاد المحلي فيها. وأكد مدير إدارة المشاريع التنموية بصندوق قطر للتنمية، أن صندوق الصداقة القطري الياباني خصص تمويلا بقيمة 1.2 مليون دولار أمريكي لدعم مشروع الفرضة، والذي يهدف الصندوق من خلاله لتأسيس هيئة محلية مؤلفة من صيادي مدينة "كاراكوا"، بالإضافة لإنشاء مرفق لتخزين الأسماك من أجل شرائها حية وبيعها، في مدينة "كاراكوا" ومحافظة "مياجي". وأوضح أن الصندوق قدم تمويلا بقيمة 25.6 مليون دولار أمريكي من أجل تشييد منشأة متعددة الوظائف لحفظ وتجهيز الأسماك على امتداد مساحة 7.770 مترا مربعا تحت اسم "مسكر"، حيث تضم مرافق للفرز، والتبريد والتخزين، وتدعم هذه المنشأة الضخمة بأكثر من 7.500 شخص، كما حصل مؤخرا على جائزة أفضل تصميم لعام 2013 من معهد اليابان لتشجيع التصاميم. وقال "يهدف مشروع "مسكر" لتخفيف حدة الكارثة التي جاءت على صناعة الأسماك في أعقاب كارثة الزلزال والتسونامي ومن أجل إعادة إحيائها". وفي إطار تحسين الزراعة في المناطق المتضررة، قال الشهواني إن صندوق الصداقة القطري قام بدعم مشروع "إيكو فودز"، وذلك عن طريق إنشاء مختبر أطلق عليه "الزراعة.. السبيل لإعادة العيش" بقيمة نصف مليون دولار أمريكي في مدينة "كيسينوما" في ولاية "مياجي" بالتعاون مع مؤسسة التعاون الاقتصادي والغذاء الصحي، والذي يهدف لتوفير المساعدة للمقيمين في المساكن المؤقتة كي يتسنى لهم استعادة سبل العيش، وذلك من خلال عقد ورش العمل وتوفير المواد الضرورية والأدوات الخاصة بتوليد الطاقة الشمسية لزراعة الخضراوات. ونوه بنجاح المشروع في تركيب الزارعات في 400 موقع، قائلا " لقد تم وضع مولدات الطاقة في الأماكن المخصصة لزراعة الخضراوات، في الوقت الذي ساهم فيه بتأمين فرصة للمزارعين للحصول على مصدر دخل آخر ريثما يستعيد قطاع صيد الأسماك عافيته، إذ كان هذا القطاع يشكل قبل وقوع كارثة مارس 2011 رافدا أساسيا للأسر في المنطقة". وضمن أهداف الصندوق في تعزيز العنصر البشري في "توهوكو"، وإيمانه بأنه الركيزة الأساسية في جهود إعادة إعمار ما دمره الزلزال، أوضح أن الصندوق قام بتخصيص منحة بقيمة 340 ألف دولار أمريكي لصالح مشروع "المناصرة السياسية وبناء القيادات في مواجهة الكوارث العالمية" والذي يدار من قبل "شبكة نساء اليابان للحد من مخاطر الكوارث" و "الجمعية اليابانية لتعليم المرأة"، وذلك بهدف توفير فرصة أكبر للنساء في اليابان للمشاركة في الحد من تأثير الكوارث والمساهمة في تحقيق الانتعاش والتنمية في البلاد. يذكر أن صندوق الصداقة القطري أسس على مبدأ من التعاون والعلاقات الجيدة التي تربط الشعبين القطري والياباني منذ عشرات الأعوام، وكدليل على الصداقة القوية بين قطر واليابان، كما يسعى صندوق قطر للتنمية من خلال دعمة لصندوق الصداقة القطري الياباني إلى تمكين الأطفال وحصولهم على مستقبل أفضل، لذلك عمل على تطوير معارف الشباب والأطفال في المناطق المتضررة من الزلزال.