وزير الخارجية يؤكد حاجة العالم إلى عمل سياسي مشترك لوضع حلول للأزمات الراهنة

news image
إسطنبول / المكتب الإعلامي/ 24 مايو 2016/ أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، أن العمل الإنساني لا يمكن أن يقتصر على الإغاثة الإنسانية فحسب، بل ثمة حاجة إلى عمل سياسي مشترك وعلى كافة المستويات لوضع حلول للأزمات الراهنة في العالم. وأشار سعادته، في كلمة له اليوم أمام القمة العالمية للعمل الإنساني المنعقدة في إسطنبول، إلى أن الفقر والبطالة والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان والفساد وفرت أرضا خصبة لزرع الأفكار المتطرفة، لافتا إلى أن مساعدة الحكومات على بناء حلول مستقلة ومستدامة تحظى بثقة مواطنيها، من شأنه الإسهام في منع النزاعات وتحقيق الاستقرار، مثلما يحظى تعزيز قدرة المنظمات الإقليمية في معالجة الأزمات بأهمية كبيرة في مسار تحقيق هذا الأمر. كما بين سعادة وزير الخارجية أن منع النزاعات هو إجراء متعدد الأبعاد، يرمي إلى معالجة الأخطاء الهيكلية التي تؤدي إلى الانزلاق إلى براثن الصراع والتطرف العنيف، موضحا أن جهود دولة قطر في العمل الإنساني لم تقتصر على المنطقة فحسب، بل امتدت إلى أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم، مؤكدا التزامها باستمرارية العمل الإنساني بالطرق المستدامة. وأوضح سعادته أنه انسجاماً مع السياسة الخارجية لدولة قطر في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين عبر مبادرات إنسانية وإنمائية وسياسية، تتعهد دولة قطر بالالتزام بالمسؤوليات الخمس التي ارتكزت عليها رؤية الأمين العام للأمم المتحدة سعادة السيد بان كي مون في تقريره "إنسانية واحدة: مسؤولية مشتركة" والتي ترسم للجميع خارطة طريق تضع نصب عينيها الضحايا والمتضررين عند تنسيق جهود العمل الإنساني. وقال سعادته في هذا السياق "نتعهد بالإسهام في خدمة الأهداف الإنسانية والإنمائية بمبلغ 10 مليارات دولار أمريكي على مدار السنوات العشر القادمة".. مشيرا إلى وجود أكثر من ستين مليون شخص بين لاجئ ونازح في العالم ، فضلا عن وجود شعوب أخرى تحت الحصار والاستعمارٍ الجاثم على أرضها حتى يومنا هذا "مما يحتم على الجميع توظيف جميع القدرات لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية، وإيجاد الحلول الكفيلة لإغاثتهم، ووضع حد لمعاناتهم، لما يشكله الأمر من انتهاك صارخ لقيمنا الأخلاقية والإنسانية المشتركة". وتساءل سعادته قائلا" ألا تكفي تلك الصور المؤلمة التي نشاهدها من فلسطين وسوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول التي تعاني شعوبها يومياً لتستفز مشاعرنا" .. مضيفا بقوله "بينما تُعقد هذه القمة، هناك طفل يجوب الشوارع بحثاً عن قوت يومه، وآخر ينام خلف الجدران هرباً من القصف، فهؤلاء يخيم عليهم شبح الموت برداً وجوعاً". كما تساءل سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عما يمكن أن يفعله الشباب "حينما يخلو المجتمع من العدل والمساواة والحُكم الرشيد"، مبينا أن الجميع يتفق على أن التركيز على التعليم له أهمية حيوية وذلك من أجل حماية الطفولة والحيلولة دون ضياع الأجيال، خاصة أن "إهمال التعليم يعني أن أجيالاً بأكملها تُصبح أكثر عرضة لخطر الإتجار بالبشر أو الوقوع فريسة بيد الإرهاب". وقال سعادته في الإطار ذاته "لذلك قَررت بلادي تخصيص ما يقارب نصف مساعداتها الإنسانية لقطاع التعليم، إدراكاً منها لأهميته وعواقب إهماله كعنصرٍ أساسي لتفشي التطرف والعنف وفقدان الأمل في الحياة الكريمة". وفي ختام كلمته، أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، دعم دولة قطر لجهود الأمين العام للأمم المتحدة في سبيل إنجاح هذه القمة، مشيرا إلى أن اللحظة التاريخية قد حانت نحو التعهد بإرادة جادة، يحدوها أملٌ كبير في صياغة مستقبل إنساني أفضل للبشرية.