الجامعة العربية والصين تؤكدان حرصهما على تعزيز التنمية وتحقيق المصالح المشتركة

news image
الدوحة/المكتب الإعلامي/ 12 مايو 2016/ قال سعادة الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن انعقاد الدورة السابعة لمنتدى التعاون العربي- الصيني على المستوى الوزاري يحظى بأهمية خاصة، كونها تأتي عقب الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" لمقر جامعة الدول العربية في يناير الماضي، والتي طرح خلالها مقترحات هامة رسم عبرها خط السير لمستقبل التعاون العربي الصيني وآفاقه الواعدة. وقال سعادته، في كلمته أمام الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى، "علينا اليوم مسؤولية أن نترجم ما طرحه فخامة الرئيس الصيني من أفكار ومقترحات إلى برامج تعاون عملية تسهم في تطوير العلاقات بين الجانبين، والارتقاء بها إلى مستوى طموحات الشعوب.. ولعلنا نستكمل الزخم الذي تحقق في الدورة السادسة للمنتدى التي عقدت في بيجين منذ عامين، وما تمخض عنها من نتائج هامة من بينها ما تضمنته الخطة التنموية العشرية للمنتدى للفترة 2014-2024، للعمل سوياً على تنفيذ ما توصلنا إليه من أهداف بما يسهم في تعزيز التنمية وتحقيق الرفاهية للشعبين العربي والصيني". وأكد الأمين العام على الموقف العربي الداعم لمبدأ الصين الواحدة وإعادة التوحيد السلمي للصين.. موضحا في الوقت ذاته أن الجانب العربي حريص على تقديم أفكار ومقترحات وبرامج لإثراء التعاون العربي الصيني، وتعميق أبعاده وتثبيت أركانه في جميع المجالات التي تعود بالنفع على الطرفين، وتحقق المصالح المشتركة. وأضاف أنه رغم انخفاض حجم التبادل التجاري بين الجانبين العام الماضي عن العام الذي قبلة، والذي أرجعه بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار النفط، إلا أنه وفي الوقت ذاته أكد أن حجم التجارة غير النفطية حقق ارتفاعا نسبيا من حيث الحجم ومن حيث الكمية خلال نفس الفترة.. مؤكداً أن مبادرة الرئيس الصيني بشأن إحياء طريق الحرير البري والبحري، والترحيب العربي بها كان لها أثر بالغ في تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين، ورفع حجم الاستثمارات في مجالات تنموية وحيوية عديدة. وعلى صعيد القضايا والأزمات العربية، عبّر أمين عام الجامعة العربية عن أسفه من أن القضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية والقضية المحورية الأولى لازالت تشهد حالة من الجمود في ظل عدم وجود أي مبادرات جدية لإيجاد حل عادل وشامل.. مشيداً في الوقت ذاته بالموقف الصيني الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.. متطلعاً للمزيد من الدعم من الأصدقاء الصينيين بما يسهم في تحقيق التسوية الشاملة والعادلة التي يتطلع إليها الجميع.. متمنياً أن تلعب الصين دوراً مهماً في مؤتمر باريس. وحول الأزمة السورية، قال "إنه رغم مرور خمس سنوات على بداية الأزمة السورية، فإنها لا تزال بشقيها السياسي والإنساني تشكل تحدياً بالنسبة للمجتمع الدولي".. آملاً أن تفضي الجهود الجارية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس البيان الختامي لمؤتمر جنيف (1) 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة تمهيدا لإيجاد جل سياسي لهذه الأزمة. وبشأن الوضع الليبي، قال الأمين العام إن الوضع شهد تطوراً هاما على صعيد تسهيل عملية الانتقال السياسي بتوقيع الاتفاق السياسي الليبي.. داعيا كافة الأطراف السياسية الليبية والمجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة والدعم الكامل لحكومة الوفاق الوطني الليبي. وحول اليمن، أكد سعادته دعم الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.. داعيا جميع الاطراف اليمنية إلى تسوية الخلافات عن طريق الحوار والتشاور. في سياق آخر، أكد الأمين العام للجامعة العربية أن آفة الإرهاب أصبحت ظاهرة عالمية تشكل تحديا خطيرا على الأمن والسلم الدولي، "وينبغي هنا التأكيد على أهمية توطيد التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة، واجتثاث جذورها من المنطقة من خلال مقاربة شاملة تعالج كافة جوانبها". من جانبه، أكد سعادة السيد وانغ يي، وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، أن بلاده تدعم الدول العربية بثبات في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة، خاصة القضية الفلسطينية.. مؤكدا عدم السماح بتهميشها أو تبديد حلم السلام فيها كونها أساسية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وأن أكبر تهديد لعملية السلام يكمن في فقدان الأمل لدى الشعوب. وشدد وزير الخارجية الصيني، في كلمته أمام الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، على دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والوقوف بجانب الدول العربية لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وبناء حوار سياسي في سوريا واليمن وليبيا. ودعا سعادته إلى ضرورة استمرار عملية السلام وإيجاد قوة دفع جديدة لها من خلال اندماج فلسطين في المجتمع الدولي بشكل أكبر.. معلنا ترحيب الصين بمبادرة الدول ذات الصلة لعقد اجتماع دولي لدعم القضية الفلسطينية والقيام بخطة دولية جديدة لإحلال السلام، ودعم جهود الفلسطينيين في سبيل دفع الأمم المتحدة لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وتهدئة الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحقيق التعايش السلمي بين الدولتين. وأوضح أن هذا المنتدى يعد بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن الصين تقف إلى الجانب الفلسطيني وتحرص على التنسيق مع الجانب العربي لتسوية الخلافات عبر الحوار والدفع بالحل السلمي للخلافات السياسية، كما يعد التزاما بإيجاد قاسم مشترك بين مختلف الأطراف للحوار الشامل، مع الأخذ في الاعتبار مصالح الشعوب الأساسية في المنطقة. وأكد استعداد الصين للتعاون مع الجانب العربي للقضاء نهائيا على كل مظاهر الإرهاب المبني على التمييز العرقي والديني ومكافحته والتعاون على اقتلاعه والتصدي للأفكار المتطرفة والتعاون مع الجانب العربي لتثبيت الاستقرار من خلال إنفاذ القانون وتدريب رجال الشرطة والتعاون في مجال أمن الإنترنت.. معلنا استعداد الصين لاستقبال 6 آلاف منحة تدريبية و6 آلاف منحة دراسية ودعوة 60 شخصية دينية عربية للصين في إطار التعاون المشترك بين الجانبين. وأوضح أن العام الجاري سيشهد إطلاق 3 مشاريع مشتركة كبرى في المجال الثقافي هي مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية وبرنامج الصين العربي المشترك لتكوين مترجمين وبحوث مشتركة بين المؤسسات الفكرية الصينية العربية.. داعيا في الوقت ذاته إلى إسراع وتيرة تنفيذ برنامج الشراكة العلمية والتكنولوجية وإقامة مختبرات وطنية مشتركة في مجالات الصحة الإنجابية ومكافحة الأمراض والوقاية منها والإسراع بنقل التكنولوجيا التي تخدم مصالح الشعوب المشتركة. واستعرض وزير الخارجية الصيني الإنجازات التي تحققت على المستويات التجارية والاقتصادية والمشروعات الإنشائية.. موضحا أن بلاده قامت بالارتقاء بعلاقاتها مع 7 دول عربية إلى علاقات شراكة استراتيجية شاملة، وأصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي وأكبر شريك تجاري لـ9 دول عربية.. كما أن هناك إمكانيات كبرى لزيادة التعاون بين الجانبين. وأوضح أن هذا المنتدى يصادف الذكرى الستين لانطلاق العلاقات العربية الصينية وأن التشارك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير سيعزز الثقة الاستراتيجية والصداقة بين الجانبين والارتقاء بمستوى التعاون بينهما ويحقق المنفعة المشتركة.. منوها بمزايا الحزام والطريق في تحقيق التنمية للشعوب المطلة عليه وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة والتبادل التجاري ونقل الثقافات وتلاقح الحضارات والتواصل بين دول العالم، وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.