اجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني يبدأ أعماله في الدوحة

news image
الدوحة/المكتب الإعلامي/ 11 مايو 2016/ بدأت هنا اليوم أعمال الدورة الثالثة عشرة لاجتماع كبار المسؤولين التحضيري للدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني، والذي يقام على هامشه معرض القطار السريع ونظام "بيدو" للملاحة الفضائية وصناعة توليد الكهرباء بالطاقة النووية والذي ينظمه الجانب الصيني. وفي بداية الاجتماع، رحب سعادة السفير سيف مقدم البوعينين سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية رئيس الجانب العربي بالمشاركين في هذا المنتدى، معربا عن سعادته بانعقاد هذه الدورة في الدوحة، موضحا أن هذا المنتدى يعمل على تعزيز التعاون العربي - الصيني في جميع المجالات، وأنه يشكل خيارا استراتيجيا في إطار التعاون والترابط بين الجانبين ويعزز الأمن والسلم الدوليين ويحقق التنمية في أقطارنا، ويسهم في نشر ثقافة الحوار بين الفرقاء جميعا. وقال سعادته "نحن في دولة قطر وبتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى نعمل على تعزيز هذه الشراكة، ودعمها وتطويرها إلى آفاق أرحب". وأبدى السفير البوعينين سعادته بما تحقق من إنجازات وبتطبيقٍ البرامج التنفيذية التي تم إقرارها من خلال هذا المنتدى وبالشراكة مع دولة كبرى مثل الصين، والتي أشاد بمواقفها الإيجابية من القضايا العربية، خاصة الفلسطينية ومواقفها في مجموعة الـ77 الداعمة لحق الدول النامية في الرقي والاستقرار والتنمية المستدامة. وأعلن رئيس الجانب العربي في الاجتماع الثالث عشر لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني ترحيب الجانب العربي بمبادرة الشراكة التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" ببناء "الحزام والطريق".. مشيرا إلى توقيع 5 دول عربية لمذكرات تفاهم مع الصين لتنفيذ هذه المبادرة في إطار التعاون الاستراتيجي بين الجانبين. وأعرب عن سعادة الدول العربية بما تحقق في إطار العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين ووصول 7 دول عربية إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية مع الصين.. وقال "في إطار الحوار مع الجانب الصيني تبادلنا وجهات النظر حول التعاون الاستراتيجي والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتأكدنا من خلال المناقشات وجود تقارب كبير في وجهات النظر سواء في الأسلوب أو المنهج متمنيا أن يستمر هذا التقارب مستقبلا". وأضاف سعادة السفير البوعينين "في إطار التعاون توصلنا إلى صيغة مرضية لإعلان الدوحة وصورة متكاملة للبرنامج التنفيذي للأعوام من 2016 إلى 2018 متمنيا أن تسير العلاقات على هذا النهج وأن يتحقق ما تم الاتفاق عليه في البرنامج التنفيذي". من جانبه، قال سعادة السيد "شياو جيو شينج"، نائب مدير عام دائرة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية رئيس الجانب الصيني، إن التبادل التجاري بين الجانبين العربي والصيني في تزايد مستمر، ومع ذلك فقد انخفض المعدل العام الماضي بسبب تراجع أسعار النفط. وأشار إلى أن واردات الصين من النفط العربي العام الماضي زادت بنسبة 8 بالمائة عن العام السابق له، ملمحا إلى أن المباحثات تطرقت إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين الصين والدول العربية، وربما يتم ذلك قبل نهاية العام الجاري. وأضاف "جيو شينج" أن الاجتماع ركز على مناقشة مبادرة "الحزام والطريق"، وكيفية تفعيل التعاون بشأنها.. موجها الشكر إلى الدول العربية على دعمها مواقف الصين المختلفة، ومن بينها قضية التبت. ونبه إلى أن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" طرح قبل عامين مبادرة التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق"، وتشكيل إطار التعاون "1+2+3" في الاجتماع الوزاري السادس المنعقد في بكين.. مؤكدا أن مبادرة "الحزام والطريق" قائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وكذلك تمثل طريقا نحو التلاحم والتكامل بين الحضارات. ونوه رئيس الجانب الصيني في الدورة الثالثة عشرة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني بأن الصين ستواصل دعمها لجهود الدول العربية في الحفاظ على ثقافتها الوطنية الأصيلة، وجهودها لتسوية النزاعات الطائفية وإذابة الفوارق العرقية والتصدي لانتشار الأفكار المتطرفة.. معلنا رفض بلاده التمييز والتحيز بأي شكل من الأشكال بحق عرق أو دين بعينه. وقال "إن الصين ظلت تدعم الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، وتدعم جهودها في استعادة الحقوق الوطنية المشروعة، بما فيها إقامة دولة فلسطين المستقلة.. وفي المقابل، قدمت الدول العربية دعما غاليا للصين فيما يتعلق بمصالحها الحيوية". وأوضح أن الصين أقامت علاقات استراتيجية مع 7 دول عربية، وانضم عدد منها إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس.. مؤكدا أن الجميع مطالب بتعزيز الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وتكريس التسامح الحضاري وتقاسم الخبرات لتحقيق الانسجام بين الأديان واقتلاع التطرف وإقصاء القوى والأفكار المتطرفة، والعمل على توفير قوة دفع أكثر ديمومة للتنمية بين الجانبين من خلال تكريس ثقافاتهما الأصيلة والعمل على تعزيز التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية والطاقة. في السياق ذاته، أوضح الدكتور فاضل محمد جواد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية بجامعة الدول العربية أن هذا الاجتماع يعد مناسبة هامة لتقييم مسيرة هذا المنتدى والبناء على ما تم التوصل اليه من توافقات في الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك منذ الدورة السادسة للمنتدى التي عقدت في بكين يونيو 2014 والدورة الثانية عشرة لاجتماع كبار المسؤولين للمنتدى التي عقدت في القاهرة في يونيو 2015. واستعرض الدكتور فاضل دور المنتدى منذ انعقاد الدورة السابقة، في تنظيم عدد من الفعاليات والانشطة، خاصة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والاعلام وتنمية الموارد البشرية. وقال الدكتور فاضل محمد جواد، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية بجامعة الدول العربية، إن جدول أعمال هذه الدورة يتضمن مناقشة مشاريع الوثائق المزمع صدورها عن الاجتماع الوزاري للمنتدى وهي "إعلان الدوحة" والبرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2016- 2018 ، لافتا الى أنه تم بذل جهود كبيرة في إعداد هذه المشاريع بالتنسيق بين الاصدقاء من الجانب الصيني. وأوضح أن مشروع "إعلان الدوحة" يتضمن القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط وتطورات الأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق والجزر الإماراتية الثلاث المحتلة والسودان والصومال وغيرها، إضافة إلى الموضوعات العالمية المتعلقة بإصلاح مجلس الأمن ومكافحة الإرهاب وعدم الانتشار النووي والحوار بين الحضارات والثقافات وكذلك التعاون الثنائي بين الجانبين العربي والصيني في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية. وأضاف أن مشروع البرنامج التنفيذي يتضمن مجموعة من الفصول تتعلق بأنشطة وفعاليات تنفيذية لمجالات التعاون بين الجانبين وتشمل السياسة والاقتصاد والطاقة وحماية البيئة ومكافحة التصحر والزراعة والسياحة وتنمية الموارد البشرية والملكية الفكرية والثقافة والمكتبات والحوار بين الحضارات والتربية والتعليم والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا والصحة والإعلام والنشر والتعاون الأهلي. وأعرب عن أمله أن تفضي أعمال هذه الدورة إلى إعطاء دفعة جديدة لمنتدى التعاون العربي - الصيني الذي أضحى واحدا من أهم منتديات التعاون بين الجامعة العربية والأطراف الدولية الأخرى، وذلك بفضل الإرادة والحرص المشترك للجانبين من أجل تطوير آليات هذا المنتدى بما يمكن من الارتقاء بمستوى التعاون بين الصين والدول العربية. من جانبه، أشاد سعادة الدكتور عبدالله بن صالح السعدي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية الصين الشعبية عميد السلك الدبلوماسي العربي في الصين بمنتدى التعاون العربي - الصيني الذي ترسخ دوره، وأصبح آلية هامة من آليات التعاون العربي الصيني في جميع المجالات، مشيرا إلى أن ما تحقق من إنجازات في إطار هذا المنتدى دليل على أن العلاقات العربية الصينية ترتكز على رصيد وافر من إمكانات التطور والنماء لخدمة المصالح المشتركة بين الجانبين، وخاصة بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات. وأوضح أن مجلس السفراء العرب في بكين وضع أعمال المنتدى في مقدمة أولوياته، حيث قام وعبر لجنة المنتدى ولجانه المتخصصة الأخرى بدور فاعل في اقتراح وبلورة مشاريع التعاون العربي الصيني، ومتابعة تنفيذها مع الجهات المعنية في الجانبين وفقا للمهمة الموكلة للمجلس في الوثائق الأساسية للمنتدى.. منوها كذلك بدور مجلس السفراء في صياغة مشروعات الوثائق التي بين يدي هذا الاجتماع لإجازتها. يذكر أن الدورة الثانية للحوار السياسي الاستراتيجي العربي - الصيني على مستوى كبار المسؤولين أقيمت اليوم، حيث تم التشاور فيها حول أبرز التطورات الإقليمية، ومنها عملية السلام في الشرق الأوسط، والأزمة السورية، والوضع في اليمن وليبيا، ومكافحة الإرهاب.