السفير الكواري: دولة قطر أولت عناية خاصة بالجانب الإقليمي لسياستها الخارجية

السفير الكواري: دولة قطر أولت عناية خاصة بالجانب الإقليمي لسياستها الخارجية

واشنطن / المكتب الإعلامي/ 06 مارس 2016/ أكد سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن قطر أولت عناية خاصة بالجانب الإقليمي لسياستها الخارجية، حيث أدركت القيادة في قطر في أعقاب الربيع العربي، أهمية ترابط المصالح الإقليمية، خاصة في زمن العولمة التي أسقطت الحدود بين الدول وحولت العالم إلى قرية صغيرة. وأوضح سعادة السفير محمد جهام الكواري، في محاضرة ألقاها أمام جمع أكاديمي - طلابي، في جامعة "هاورد" بواشنطن حول سياسة قطر الخارجية، "أن سياسة قطر الخارجية تتشكل من خلال نظرتها للدور الريادي الذي يقوم على الفعل باعتبار أن السياسة الخارجية لأي بلد هي خلاصة أفعاله ". وقال السفير الكواري إن السياسة الخارجية تبدأ في الداخل، مبينا أن "الدوحة قد تحولت إلى مدينة تعليمية، حيث تتواجد فيها 11 جامعة أجنبية، ست منها أمريكية؛ إلى جانب العديد من مراكز الأبحاث المرموقة والشبكات الإعلامية الدولية، فضلاً عن النشاطات الثقافية المتنوعة ومؤتمرات الحوار بين الأديان، كما أن الرياضة وجه من وجوه التربية والتنوع الثقافي"، منوهاً باستضافة قطر للعديد من الأحداث الرياضية ومنها بطولة العالم لكرة القدم في عام 2022. وأشار سعادته إلى تحرك قطر باتجاه استثمار جزء من ثروتها لبناء ركائز السلام والازدهار في المنطقة، مع التركيز على تمكين الجيل الصاعد المعني بالمستقبل وبصياغة مجتمعاته؛ وذلك من باب إيماننا بالطاقات الخلاقة للشباب. وتحدث سعادة السفير في هذا الخصوص عن مشكلات "البطالة العالية في المنطقة" وما تتسبب به من "نشر للفقر واليأس الذي يغذي التطرف في صفوف الشباب غير المحصن ضد مثل هذه التأثيرات". وقال سعادته إن دولة قطر رأت باستمرار أنه يجب التصدي لها من خلال تحسين الأوضاع، وذلك من باب "إدراكنا بأن استقرار المنطقة وازدهارها هو جزء من استقرارنا وهو إدراك كان في أساس التزامنا بالسلام الإقليمي". وأضاف أن بغية المساهمة في معالجة هذا الواقع، " أطلقت قطر مبادرة WISE بهدف تطوير الأنظمة التربوية القادرة على تلبية مستقبل الأجيال القادمة، ثم تبعتها مبادرة Silatech " (صِلاتك) لتمويل مشاريع أعمال الشباب في منطقتنا ". وأشار ، في هذا السياق، إلى "الصندوق التربوي الذي أسسته قطر بمبلغ 100 مليون دولار المخصص للمنح الدراسية للطلاب العرب أينما كانوا، مع ضمان العمل في الدوحة بعد التخرج". وقال سعادته، في هذا الصدد ، إن "مؤسسة قطر" تعمل في مجال "بناء قيادات المستقبل، من خلال البرامج التربوية والعلمية والبحثية والتنموية، كما تقوم أكاديمية قطر للريادة بتوفير البيئة الملائمة لأفواج النشء الجديد من أجل تحقيق التفوق في المجالات الأكاديمية والرياضية والإبداعية". وبشأن الأزمة السورية ، قال الكواري إن قطر دعت النظام السوري منذ البداية إلى فتح باب الإصلاح السياسي والمدني، "لكن نظام الأسد اختار الحرب على شعبه مع الأسف؛ مع أننا حذرنا من حرب أهلية طويلة ومن انهيار الدولة ". وشدد على أن قطر سارعت للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال المساعدات الإنسانية وبذل الجهود في المجالات الصحية والتربوية، من دون أن نتخلى عن استراتيجية الإصلاح التدريجي. أما فيما يخص محاربة الإرهاب، فأوضح سعادة السفير، خلال المحاضرة، أن قطر سارعت من البداية إلى "الانضمام إلى التحالف الدولي، مع التشديد على الحاجة للإصلاح لمحاربة جذور الإرهاب وأسبابه، ذلك لأننا أدركنا بأن هذه المهمة ليست حصراً عسكرية بل هي نوع من الاستثمار في العنصر البشري من خلال التعليم وخلق الفرص للأجيال الطالعة، على أساس أن إزالة الإرهاب تتطلب العمل باستراتيجية متكاملة تهدف إلى مواجهة ايديولوجيا العنف والطغيان السياسي وكذلك الطائفية وقمع الأنظمة". وأشار سعادة السفير إلى الوساطات التي قامت بها قطر "لإخلاء سبيل الرهائن الأجانب ومنهم صحفيون أمريكيون كانوا قد وقعوا في أيدي جماعات متطرفة في المنطقة". كما أشار إلى "المبادرة الذي طرحتها قطر للحوار مع إيران، حيث كنا من بين الأوائل الذين دعوا إلى تسوية الأزمة النووية الإيرانية سلمياً والتي نأمل أن يستمر تنفيذ الاتفاق الذي جرى بشأنها بنجاح وأن تفي طهران بالتزاماتها تجاه قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة ". وبالنسبة إلى دور دولة قطر في اليمن، قال سعادة السفير الكواري "إننا نواصل العمل للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع ثم إعادة بناء البلد"، مشيرا إلى أن دورها المماثل "في ليبيا لإقامة حكومة وحدة وطنية"، وأيضاً في فلسطين "لإعادة بناء غزة وتحقيق المصالحة الوطنية الرامية إلى تحقيق الطموحات الفلسطينية وعلى رأسها تطبيق فكرة الدولتين التي ندعمها". ونوّه سعادة السفير ليس فقط بتمسك قطر "بالحلول الدبلوماسية" بل أيضاً "بالدفاع" عنها كوسيلة لحل الخلافات؛ كما "بالدفاع عن الخيارات المشروعة للشعوب العربية ونضالاتها من أجل العدالة والحرية". واختتم سعادة السفير محاضرته قائلا "إن التغيير لا يأتي بسهولة ، فهو يتطلب الكثير من التفاني والتضحيات، فضلاً عن الرؤية الواضحة والعمل بصورة تدريجية باتجاه السلام والمستقبل".