سعادة وزير الخارجية يفتتح فعاليات معرض الخط العربي في جنيف

news image
جنيف/المكتب الإعلامي/ 29 فبراير 2016/ افتتح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية اليوم، فعاليات معرض الخط العربي الذي نظمه الوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف تحت عنوان: "حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية"، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، وبرعاية السيد مايكل مولر، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة بجنيف. وقد شارك في مراسم الافتتاح الرسمية للمعرض الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والسيد مايكل مولر مدير عام مكتب الأمم المتحدة بجنيف والسيد موغنز ليكيتوفت، رئيس الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى السيد تشوي كيونق ليم، رئيس مجلس حقوق الإنسان. وقام سعادة وزير الخارجية بقص شريط الافتتاح للمعرض الذي سيستمر في الفترة من 29 فبراير الجاري وحتى 4 مارس القادم وذلك وسط حضور واسع لكبار الشخصيّات رفيعة المستوى، وممثلي البعثات الدائمة الدبلوماسية في جنيف، إضافة إلى عدد كبير من ممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية في جنيف. وفي كلمته الافتتاحية، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن هذا المعرض يتماشى مع جهود دولة قطر لدعم الحوار بين الأديان، مؤكداً أن الإسلام يقف جنباً إلى جنب مع كافة الأديان السماوية لتحقيق السلام واحترام حقوق الإنسان والحرية والكرامة. وأشار سعادته إلى أن هذا المعرض جاء ليبعث برسالة بسيطة مفادها أن حقوق الإنسان راسخة بعمق في القرآن الكريم، وأن اللوحات الزيتية التي يتضمنها المعرض، والتي رسمها فنان في دولة قطر، تحمل رسالة واضحة وهي أن الفن هو وسيلة قوية لتعريز حقوق الإنسان. وأضاف أن التعبير الفني، في جميع أشكاله ومظاهره، سواء عن طريق الشِعر أو الرسم، هو وسيلة هامة للتفاعل بين الثقافات والتفاهم بين الأديان، مشيراً إلى أن الفن يمثل تعبيراً ثقافياً لإيصال الرسائل المتعلقة بالاحترام والتسامح والصداقة بين مختلف الأديان والطوائف والأعراق، مبيناً أن الفن هو انعكاس للجمال الداخلي الذي يتجاوز الاختلافات البشرية، وأنه إذا ما استُخدِم للوصول إلى القيّم النبيلة بشكل صحيح، فإنه سيُصبح أكثر وضوحاً وتأثيراً وأهميةً. معالجة التطرف والإرهاب لا يكون عن طريق تنامي خطاب التعصب والكراهية وقد أوضح سعادة وزير الخارجية أن "الإسلام" كلمة تدُل على السلام، مؤكداً أن الإسلام قَدَّمَ إلى الإنسانية قبل أربعة عشر قرناً مدونة مثالية لحقوق الإنسان، تهدف، وما زالت تسعى إلى منح الشرف والكرامة، والقضاء على الاستغلال والقهر والظلم، هذه الضمانات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الأدوات المعاصرة لحقوق الإنسان. وقد أعرب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية عن تمنياته بأن يساهم هذا المعرض بشكل بَنّاء في الحوار الثقافي والحوار بين الأديان القائم بالفعل بين الدول، ومستعيناً بواحدة من آيات القرآن الكريم، والمتمثلة في إحدى لوحات المعرض قائلاً: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)). من جانبه أكد الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن معالجة التطرف والإرهاب لا يكون عن طريق تنامي خطاب التعصب والكراهية وإنما بمد جسور التعاون والحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، والبحث عن الإرث والقيم الإنسانية المشتركة وإظهارها وإبرازها. وأشار إلى أن تصرفات الجماعات المتطرفة الإرهابية التي تتخذ من الدين ستاراً لسلوكياتها الشاذة والمريضة لتحقيق أهدافها الدنيئة، لهي أبعد ما تكون عن الإسلام ورسالته الوسطية الصحيحة، موضحاً أن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم المتعصبة، وأن الإسلام الصحيح قد انتشر وجهه المشرق الساطع والمضيء عبر مئات السنين. وحول تقييم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لهذا المعرض، أشار رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان إلى أن الدين الإسلامي قد حرص على حقوق الإنسان ودعا إلى احترام كرامة الإنسان وحرياته، وجاءت رسالته السامية لترسخ مبادئ العدل والمساواة بين بني البشر أجمعين، وتنهى عن الظلم والاستبداد والعنصرية والاضطهاد. وأكد أن الإسلام كفل الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية قبل تقنينها بمئات السنين، داعيا إلى السلام والعيش المشترك بين مختلف الديانات والطوائف والأعراق والأجناس، فعاشت الأقليات الدينية والعرقية في الدولة الاسلامية ما يزيد عن 14 قرناً من الزمان، وهي تنعم بالأمان والحرية في ممارسة طقوسها وشعائرها، ودون أن تهدم أو تزال أي من دور عبادتها. أما السيد مايكل مولر، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة بجنيف فقد رحب في كلمته بالحضور، قائلاً إن الخط العربي هو أحد أقدم وأكبر أشكال التعبير الفني في العالم، فهو يمثل تراثاً ثقافياً مشتركاً للعديد من البلدان في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وأعرب عن تقديره للتفاعل البنَّاء مع دولة قطر مؤكداً أن قطر قد بنت سجلاً قوياً في التعاون مع مجلس حقوق الإنسان وآلياته. وفي نهاية كلمته، أعرب المدير العام عن شكره وتقديره إلى سعادة السفير فيصل بن عبد الله آل حنزاب، المندوب الدائم لدولة قطر في جنيف لإتاحة الفرصة للأمم المتحدة لاستضافة مثل هذا المعرض، كما أعرب كذلك عن تقديره للفنانين القطريين لإسهاماتهم في إيصال التقارب العميق ما بين السور المختارة من القرآن الكريم، والصكوك الأساسية لمنظمة الأمم المتحدة. فيما أعرب السيد موغنز ليكيتوفت ، رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في كلمته عن قلقه الشديد إزاء انتشار بعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالإسلام موضحاً بأنه دين السلام والتسامح الذي يمارسه 1,6 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، ومشيراً إلى أن تلك المفاهيم الخاطئة من شأنها أن تُغذي كره الأجانب، بما في ذلك الطرق التي يتم بها استهداف اللاجئين والمهاجرين. وأوضح في نهاية كلمته، أن هذا المعرض جاء ليُذكرنا بأهمية التبادل الثقافي والفني في معالجة القضايا العالمية.