سفارة دولة قطر في برلين تحتفل بـاليوم الوطني

برلين/المكتب الإعلامي/17 ديسمبر 2015/ أقام سعادة السيد عبد الرحمن بن محمد الخليفي، سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني للدولة في أحد أفخم فنادق العاصمة الألمانية، حيث لبى الدعوة عدد كبير من المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال والإعلاميين والرياضيين وعدد من طلابنا الدارسين في ألمانيا، حيث تحول الحفل إلى تظاهرة في حب قطر. وأكد سفيرنا أن قطر دولة سلام وحوار وتسعى إلى حل الخلافات بالحوار الإيجابي والطرق السلمية، وأن الاهتمام والإسهام القطري الإيجابي والنشط لم يقتصر على ما يتصل بالقضايا الخليجية والعربية فحسب، بل امتد أيضا ليشمل الإطار الدولي الأوسع عبر إفريقيا وروسيا وأوروبا وأميركا والمنظمات الدولية والإقليمية التي تشارك دولة قطر في عضويتها، وذلك انطلاقا من إدراكها العميق لأهمية الترابط الوثيق بين دول العالم وشعوبه والتعاون فيما بينهم، ومن أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة يتأثر بما يجري في مناطق أخرى في العالم. ولفت سفيرنا في كلمته المركزية في المحتفلين إلى أهمية العلاقات الثنائية الوثيقة بين قطر والمانيا، فقال: "إن العلاقات الثنائية بين قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية هي علاقات وطيدة ومتنامية في جميع المجالات، وهو ما تعكسه الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين مسؤولي البلدين، وحجم الاستثمارات القطرية في المانيا، والمشروعات العملاقة، التي تنجزها كبرى الشركات الألمانية داخل دولة قطر والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقّعها المسؤولون في كلا البلدين وفي جميع المجالات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو قنصلية". وحول التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، قال سعادة السفير: "إن قطر حريصة على تعزيز علاقتها الأخوية مع جميع الدول العربية الشقيقة، وهي أحوج ما تكون إلى توحيد صفوفها ومواقفها وتعميق تعاونها لمواجهة ما تتعرّض له من تحديات ومخاطر. وكما تولي دولة قطر اهتماما بالغا للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وتحقيق الأمن والسلام الدوليين، والالتزام بالشرعية الدولية وبناء علاقات ودّية تحترم المصالح المشتركة مع دول العالم وتقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فقطر تؤكد التزامها بدفاعها وتمسكها بمبادئها في القضايا العادلة وبمبادئها في القضايا العربية كافة، وقد أصبح الجميع يعرف أن قطر قد تراجع نفسها وتقيّم أفعالها لكي تصحّح أخطاءً قد تقع فجلّ من لا يخطئ ولكنها لا تغيّر مبادئها". وحول سبل التعاون مع العالم، قال سعادة السفير: "إن قطر توّصلت خلال السنوات الماضية إلى بناء علاقات وثيقة ومتطورة مع الدول والشعوب الأخرى، وتمكنت بما اتسمت به من هدوء وصراحة ووضوح في التعامل مع الآخرين، من طرح مواقفها والتعبير عنها بثقة تامة بالنفس، وع الحرص على بذل كل ما هو ممكن لدعم أي تحركات في اتجاه تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة والحدّ من التوتر إقليميا ودوليا". واضاف سعادته: "التنسيق يتعلق أيضا فيما يتعلق بالقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وهنا نشيد بردّ الفعل الإيجابي والاستعداد الكبير للتعاون الذي أبدته المانيا تجاه المبادرة التي اطلقتها دولة قطر في مارس 2015 تحت عنوان "أنقذوا الجيل الضائع" والتي تهدف إلى مساعدة أطفال وشباب سوريا من خلال توفير فرص التعليم والتدريب لهم في دول اللجوء، وذلك استمرارا للجهود التي تبذلها دولة قطر تجاه الشعب السوري واللاجئين السوريين منذ اندلاع الأزمة في سوريا، حيث بلغ إجمالي المساعدات الحكومية التي قدمتها دولة قطر في هذا الإطار حتى الآن ما يقرب من مليار ونصف المليار دولار، بينما بلغ قدر المساعدات غير الحكومية ما يربو على 2,3 مليون دولار, وذلك فضلا عن أن دولة قطر كانت وما زالت منذ البداية، عضوا في مجموعة أصدقاء الشعب السوري ولا تدخر جهدا من شأنه أن يضع حدا لهذه الكارثة الإنسانية لإنهاء نزيف الدّم". وتوجه سفيرنا إلى المحتفلين بالشكر لمشاركتهم دولة قطر في احتفالها الوطني فقال:"يطيب لي أن أتوجه بالشكر لكم على حضوركم الاحتفال بالعيد الوطني لدولة قطر، ففي هذه المناسبة من كل عام يحتفل القطريون بعيدهم الوطني معيدين إلى الأذهان الذكرى التي انطلقت بقطر إلى آفاق التقدم والازدهار والانفتاح على محيطها الإقليمي والدولي، تمدّ يدّ الصداقة والسلام إلى مختلف دول العالم بمرتكزات سياسية مستمدة ثوابتها من تراثها، وثقافتها المنبثقة من إرثها الإسلامي وقيمها العربية الأصيلة مهتدية بالرؤية والدعائم التي أرستها قيادتها الرشيدة، وهي ترسم خطط البناء والتعمير، متطلعة إلى انطلاق رحلة قطر نحو المستقبل، وغير منغلقة أو محكومة بإطار ومنهج معيّن، بل كانت مزيجا من الأصالة والمعاصرة، تأخذ من الآخر ما يصلح لها، وتترك ما يتناقض مع مبادئها ومعتقداتها". وأضاف سعادة سفيرنا الخليفي في كلمته :"الإنسان القطري كان محور هذه الرحلة، بما يمثله من قيم وسلوكيات وثقة في قيادته، التي تمتلك رؤية واضحة لما تتمناه لقطر، الوطن والشعب والدولة والمجتمع، وتحمّل لمسؤولية إحياء حضارة الإنسان القطري وربطه رباطا وثيقا بالأرض ليشعر بعمق الوطنية ومدى التجاذب بينه وبين أرضه الطيبة... وفي هذا الإطار استقت السياسة الخارجية القطرية أصولها ومنابعها، من النهج العقلاني الذي تنتهجه القيادة السياسية في نظرتها إلى الأمور وتقييمها بحكمة وموضوعية، بعيدا عن الانفعال أو الاستعجال إزاء ما يستجد أو يستفحل من الأحداث السياسية، سواء كان الحدث محليا أو عربيا أو على المستوى العالمي". وقال سفيرنا: "إن قطر، وفي تعبير عميق عن مبادئ وأسس السياسة الداخلية للدولة وسياستها الخارجية، مستمرة في عملها الجماعي والثنائي الفعال، في مختلف الأطر الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، وتواصل الجهود مع شقيقاتها من دول الخليج العربية لتعزيز التعاون فيما بينها على كافة المستويات، سعيا منها إلى تطوير آليات عمل المجلس، حتى تستطيع مواجهة التحديات والمخاطر وتحقيق مصالح شعوبها".