سفير قطر لدى الولايات المتحدة: اقتصاد السلام خارطة طريق للخروج من دائرة العنف

news image
واشنطن/المكتب الإعلامي/20 سبتمبر 2015/ اعتبر سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة اقتصاد السلام "خارطة طريق" للخروج من دائرة العنف في المنطقة. وكشف خلال مخاطبته اللقاء السنوي لبرنامج القيادة الدولية في منظمة (Give 1 Project)، تحت شعار "نحو الاستثمار في القادة الشباب حول العالم" عن توجيه المبادرات القطرية في العالم العربي نحو شريحة الشباب منذ بداية الربيع العربي، وقال، "إنّ دولة قطر تؤمن بقدرة الشباب على إعادة تشكيل المجتمعات". وأكد سعادته، على أهمية إشراك الشباب كمحور أساسي في عملية بناء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولفت إلى التحولات التي يشهدها العالم العربي في ظل توسع دائرة العنف وازدياد الاصطفاف الطائفي والحروب الأهلية، وقال "هذا العنف وهذه الحروب لن تدوم إلى الأبد. وبعد أن تسكت المدافع، سيبدأ الحديث عن السلام وآفاق التغيير". وقال الكواري، "إنّ ما يشهده العالم العربي من تحولات جذرية يستدعي بلورة رؤية جديدة لدور الشباب في المجتمع". وحدد الكواري ملامح هذه الرؤية من خلال ما أطلق عليه "اقتصاد السلام"، والذي يهدف إلى بناء اقتصاد يتجاوز حدود المساعدات الإنسانية الآنية نحو اقتصاد مستقبلي يقوم على الاستثمار في التنمية المستدامة والمجتمع المدني. وأضاف الكواري، أنّ سياسة قطر تقوم على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس. فمنذ بداية الربيع العربي، تمّ توجيه المبادرات القطرية في العالم العربي نحو شريحة الشباب، وذلك من خلال الاستثمار في مجالات التعليم والتنمية البشرية وريادة الأعمال. وقال سعادته، "إنّ دولة قطر تؤمن بقدرة الشباب على إعادة تشكيل المجتمعات". وأشار الكواري إلى تحوّل الدوحة إلى واحة أكاديمية بفضل استضافتها لعدد من الجامعات والمؤسسات العلمية العريقة، ودورها الريادي في تنظيم واستضافة المؤتمرات والندوات الدولية. مضيفاً، أنّ المدينة التعليمية أصبحت نموذجا للحياة الثقافية في المنطقة. كما وصف المبادرات القطرية بالعابرة للحدود الوطنية، وتحدث سعادته عن دور مؤسسة قطر الدولية في تطوير نظم تعليمية حديثة تلبي احتياجات الأجيال القادمة. واعتبر الكواري مشروع "صلتك" القطري نموذجا للتنمية المستدامة في العالم العربي. موضحاً أنّ المشروع يهدف إلى توفير فرص عمل للشباب العربي في مجال ريادة الأعمال، وذلك من خلال إنشاء شبكة علاقات مع رؤوس الأموال والأسواق والشركات القطرية. وأشار سعادته إلى محور ثالث في اقتصاد السلام، وهو الرياضة. وقال "إنّ دولة قطر تدرك أنّ للرياضة دورا أساسيا في صنع السلام، وذلك لما تحمله من رسالة تضامن عالمية ولغة مشتركة"، مضيفا أنّ جهود قطر في استضافة وتنظيم كبرى الأحداث الرياضية الدولية يأتي ضمن هذه الرؤية. وفي ختام كلمته، وصف الكواري اقتصاد السلام كخارطة طريق للخروج من دائرة العنف في المنطقة. وقال سعادته، "نحن إذن أمام رؤية مستقبلية ذات معالم واضحة: التنمية البشرية المستدامة، تكافؤ الفرص، تمكين الشباب والمرأة، ودعم المجتمع المدني". والجدير بالذكر، أن هذه المنظمة الدولية تضم نحو مئة وعشرين عضوا يمثلون أكثر من عشرين دولة. وهي مؤسسة غير ربحية تستقطب قيادات شابة في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني، من ناشطين سياسيين ورؤساء شركات ومؤسسات دولية. كما تمتلك المنظمة مكاتب في أكثر من ثلاثين دولة حول العالم. وشكلت السفارة القطرية ثالث محطة لنشاطات أعضاء المنظمة في واشنطن، وذلك بعد اجتماعهم في وقت سابق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، وقيامهم بزيارة رسمية إلى الكونغرس الأمريكي. وأشاد رئيس المجموعة ثيون نيانغ في كلمته بالمبادرة القطرية، وأضاف، أنه بفضل هذه المبادرات، بات القادة الشباب أكثر وعيا واطلاعا على جهود قطر في تعزيز دور الشباب في المجتمع والاقتصاد والحياة السياسية.