دولة قطر تؤكد مجددا التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب السوري

news image
جنيف/المكتب الإعلامي/19 سبتمبر 2015/ أكدت دولة قطر مجددا التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في محنته ومساندته حتى تتحقق مطالبه العادلة، وأنها لن تتأخر في مد يد العون وتقديم الدعم والإغاثة الإنسانية لمن يحتاجها، مهما بلغت الصعوبات وطال أمد هذه المعاناة. جاء ذلك في كلمة وفد دولة قطر خلال اجتماع الفريق رفيع المستوى المعني بالشأن الإنساني في سوريا بجنيف والتي ألقاها سعادة السفير فيصل بن عبدالله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف. وقال سعادة السفير فيصل بن عبدالله آل حنزاب "إن الجهود الحكومية والشعبية في دولة قطر وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) تضافرت للاستجابة لنداء الواجب الإنساني والتضامن مع الشعب السوري الشقيق منذ بداية الأزمة، وذلك انطلاقا من مسؤولياتنا الإنسانية والأخلاقية، حيث تم تقديم مختلف المساعدات الإغاثية سواء داخل سوريا أو خارجها، وذلك للتخفيف من معاناتهم والمساهمة في تحسين ظروفهم المعيشية". وأوضح أن حجم المساعدات القطرية الحكومية وغير الحكومية منذ بداية الأزمة عام 2011 وصل حتى الآن إلى ما يقارب مليارا ونصف المليار دولار أمريكي، حيث شملت هذه المساعدات الإنسانية الغذاء والدواء والعلاج والمأوى والتعليم والاحتياجات الإغاثية الأخرى، لافتا إلى أن عددا من المؤسسات القطرية مؤخرا، وبالتنسيق مع شركائها في أوروبا، قامت بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للاجئين السوريين الذين تقطعت بهم السبل على الحدود الأوروبية، حيث تقوم الفرق الإغاثية التابعة لها باستقبال اللاجئين في مراكزها التي أقامتها لهذا الغرض، وتزودهم بما يحتاجون إليه من وجبات ومياه للشرب وأدوية وملابس وغيرها من الاحتياجات الإنسانية الضرورية. وأشار سعادته إلى أنه إضافة لما سبق ذكره، فقد قدمت دولة قطر خلال مؤتمر المانحين الثالث في الكويت، مبادرة حول إنشاء صندوق لتمويل برامج تعليم وتأهيل الأطفال السوريين اللاجئين في الدول المجاورة، وذلك حرصا على تجنب ضياع جيل بأكمله، وإعمالا لحقهم في الحصول على التعليم، كما تم مؤخرا عقد اجتماع في برلين لبحث كيفية المضي قدما في تنفيذ هذه المبادرة، كذلك تبنت دولة قطر مؤخرا تعليم 100 طالب سوري من اللاجئين في جامعة "السوربون" وفي جميع الاختصاصات المتاحة، مؤكدا أن السوريين المقيمين بدولة قطر يحظون بالرعاية الكاملة، وتحرص الجهات المعنية على توفير كافة الخدمات والتسهيلات لهم. وقال سعادة السفير فيصل بن عبدالله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف "إنه بعد مرور خمس سنوات على الأزمة السورية، من الواضح أن التدهور السريع للأوضاع الإنسانية وفداحة الخسائر، جعلها توصف بأنها أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، خاصة في ظل ما يعيشه أبناء الشعب السوري من قتل وعنف وترويع وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتشريد وتهجير ودمار هائل للمنازل والبنى التحتية الأساسية والنقص في الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة كالماء والغذاء والدواء والكهرباء، وفقدان كل سبل العيش الكريم". وأضاف سعادته "أن السبب الرئيسي الذي يرغم مئات الآلاف من اللاجئين السوريين على المخاطرة بحياتهم في البحار والطرقات وتعرضهم للابتزاز وسوء المعاملة، هو عدم وجود أية مؤشرات على قرب انتهاء معاناتهم، حيث أمسى السوريون على يقين بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم، وتبددت آمالهم بالعودة القريبة إلى مناطقهم وبيوتهم، ويتزامن هذا مع النقص الكبير في المساعدات الإنسانية المقدمة لهم". وأشار إلى أن هناك الملايين من السوريين في المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها لم يستطيعوا الحصول على هذه المساعدات بسب تدهور الأوضاع الأمنية وفرض العديد من العقبات والعراقيل الإدارية أمام إيصال المعونات الانسانية، فهو إذن خيار بين الحياة أو الموت، وليس رغبة في تغيير نمط الحياة". وقال سعادته "إنه على الرغم من أهمية تعزيز الجهود الرامية إلى تقديم الدعم الإغاثي والإنساني العاجل، إلا أن العمل الإنساني يجب أن يسير بشكل متواز مع الجهود السياسية الجدية والفاعلة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية ويحقق للشعب السوري مطالبه المشروعة، وُيمكنه من العودة إلى بلده والعيش بشكل آمن ومستقر كي يساهم في بناء سوريا الجديدة". وأضاف "أن المجتمع الدولي وبالذات مجلس الأمن الدولي، مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى، بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية وباتخاذ كل ما يلزم من أجل إنهاء العنف والقتل في سوريا، وحماية الشعب السوري، ووضع حد فوري للمآسي الإنسانية التي يعيشها من خلال ضمان تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خاصة في ظل تحول الأزمة السورية إلى أزمة إقليمية وعالمية وبكل ما تحمله من مخاطر تهدد السلم والأمن الدوليين". وأشاد بالجهود الحثيثة التي تبذلها جميع الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، داعيا إلى بذل المزيد من التنسيق والتعاون في مساعدة هذه الدول على تحسين الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها، والمجتمعات المحلية التي تستضيفهم، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء وما يحمله من مصاعب جمة، مؤكدا على الحاجة الماسة لترجمة تعهدات المانحين إلى التزامات ثابتة وفي أسرع وقت ممكن. كما أكد على التزام دولة قطر بالعمل مع الفريق رفيع المستوى المعني بالشأن الإنساني في سوريا من أجل إنجاح مهامه بصورة مهنية وغير مسيسة. وكان سعادة السفير فيصل بن عبدالله آل حنزاب قد تقدم بالشكر، في بداية كلمة وفد دولة قطر خلال اجتماع الفريق رفيع المستوى المعني بالشأن الإنساني في سوريا بجنيف، إلى جميع أعضاء الفريق رفيع المستوى المعني بالشأن الإنساني في سوريا، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الإنسانية (أوتشا)، والسيد ستيفان أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، وجميع المنظمات والوكالات الدولية الأخرى العاملة في الأزمة السورية، حيث أثنى على جميع الجهود التي تبذل لتحقيق الاستجابة الفعالة والسريعة للاحتياجات الإنسانية الطارئة والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق، مشيدا بالجهود والخدمات المتميزة التي قدمتها السيدة فاليري آموس في الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني خلال فترة توليها منصبها.