سمو الأمير يشارك في الجلسة الإفتتاحية للقمة العربية

news image
شرم الشيخ/المكتب الإعلامي/ 28 مارس 2015/ شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها السادسة والعشرين تحت شعار "سبعون عاما من العمل العربي المشترك" التي تقام بالمركز الدولي للمؤتمرات بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة قبل ظهر اليوم. حضر الجلسة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير. كما حضر الجلسة أصحاب السعادة وفود الدول العربية وكبار المسؤولين وضيوف القمة. وفي بداية فعاليات القمة العربية، ألقى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس القمة العربية الـ 25، كلمة أكد فيها أن المشهد السياسي في الوطن العربي يزداد سوءا وتعقيدا سواء كان ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن. وقال سموه إن الكويت أعلنت دعمها ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها بعد أن استنفدت كافة الجهود في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية واقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية. وأوضح أن ذلك جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتضمنة إقرارا بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها ، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين. وأضاف أمير الكويت "إننا مطالبون لمواجهة تلك التحديات بجهد جماعي ووحدة صف صلبة وترفع على الخلاف والاختلاف في إطار عمل عربي مشترك يحفظ أمننا الإقليمي ويلبي طموحات شعوبنا". وأشار إلى أن "الإرهاب بأفكاره الهدامة وسلوكه المنحرف وأيديولوجيته المارقة وأفعاله المشينة يأتي كأبرز التحديات التي نواجهها ويواجهها معنا العالم أجمع، ولقد ساهمت مناطق التوتر والصراعات في تواجد المنظمات الإرهابية التي اتخذت من تلك الدول قواعد لها تخطط فيها وتنطلق منها لتنفيذ تلك المخططات الهدامة ، كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لبؤر التوتر والصراعات في خلق أجواء راعية لتلك المخططات وحاضنة لها". وأكد سموه أن الصراع في سوريا لن ينتهي إلا بحل سياسي يكفل لسوريا سيادتها ووحدتها ويعيد الإستقرار إلى ربوعها ويلبي مطالب شعبها المشروعة. وقال سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط تبقى ملفا نحمله في كافة لقاءاتنا الثنائية والاقليمية والدولية كأولوية لنا نسعى لحلها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لننهي معاناة أشقائنا فلن نهنأ بالأمن وننعم بالإستقرار طالما استمرت هذه القضية دون حل. وحول برنامج إيران النووي، دعا أمير دولة الكويت إيران إلى التجاوب مع الجهود الدولية المبذولة حول برنامجها بما يبدد شكوك المجتمع الدولي. عقب ذلك قام سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بتسليم رئاسة القمة العربية العادية السادسة والعشرين إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها السادسة والعشرين، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "إنه لا يخفى على الجميع أن العديد من القضايا التي تواجهنا في هذه المرحلة في أنحاء الوطن العربي قد بلغت حدا جسيما بل وغير مسبوق من حيث عمق بعض الأزمات واتساع نطاقها وسوء العواقب المترتبة عليها في الحاضر والمستقبل". وأضاف الرئيس المصري أن انعقاد القمة تحت عنوان "التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي" يمثل تعبيرا عن إدراكنا لضرورة أن نتصدى لتلك القضايا دون إبطاء أو تأجيل من خلال منهج يتسم بالتوازن والمصداقية وعبر أدوات ذات تأثير وفاعلية"، مشيرا إلى أن الأمة العربية وفي أحلك الظروف لم يسبق أن استشعرت تحديا لوجودها وتهديدا لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات في داخل هذه الدول ذاتها والسعي إلى التفرقة ما بين مواطنيها وإلى استقطاب بعضهم وإقصاء البعض الآخر على أساس من الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق. وأكد السيسي أن التحدي الجسيم لهوية الأمة ولاستقرار مجتمعاتها ولطبيعتها العربية الجامعة يجلب معه تحديا آخر لا يقل خطورة لأنه يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها وهو الإرهاب والترويع الذي يمثل الأداة المثلى لهؤلاء الذين يروجون لأي فكر متطرف يهدم كيان الدولة ويعمل على تقويضها. وقال " إننا رأينا أيضا كيف اشتدت شراسة الإرهاب في حربه التي يشنها على الآمنين والحد الذي بلغته بشاعة الجرائم التي بات الإرهابيون يمارسونها بكل جرأة مستهزئين بأي قيم دينية أو أخلاق إنسانية بهدف نشر الفزع وبث الرعب ومن أجل إظهار قدرتهم على تحدي سلطات الدول وهز الثقة فيها كوسيلة لترويج الفكر المتطرف الذي يقف ما وراء الإرهاب ويستغله باسم الدين أو المذهب لتحقيق أهداف سياسية". وأكد أن الإنصاف يقتضي منا أن نواجه أيضا بكل ثقة وإصرار المشكلات التي يمثل تراكمها تحديا لمجتمعاتنا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لاسيما في مجالات مثل بطالة الشباب والأمية والفقر وعدم كفاية الخدمات الاجتماعية وأن نعمل على تعظيم الاستفادة من وعينا بأهمية تلك المشكلات عندما خصصنا قمة عربية دورية للشؤون الإقتصادية والتنموية والإجتماعية. وشدد الرئيس المصري على أن بلاده ترحب بمشروع القرار الذى اعتمده وزراء الخارجية العرب وتم رفعه للقمة العربية بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن لدى الأمة العربية من الإمكانيات ما يكفل لها المضي نحو مزيد من التكامل الذي لا تقتصر عوائده على الجوانب الاقتصادية فحسب، وإنما من الضروري النظر إليه باعتباره إحدى الوسائل المهمة لتثبيت ولتأكيد الهوية العربية، هوية الإقليم العربي، الذي باتت حدوده وبعض أنحائه تتعرض للهجوم والتآكل. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية كلمته أمام القمة، وقال "إن مدينة شرم الشيخ شهدت انعقاد مؤتمر الاقتصاد العالمي الذي لمسنا فيه وقوف المجتمع العربي والدولي الى جانب مصر الشقيقة واليوم نجتمع للتشاور في سبيل الخروج من الأزمات السياسية والأمنية التي تعاني منها العديد من الدول العربية والتصدي لمختلف التحديات التي تواجهنا". وأضاف "إن الواقع المؤلم الذي يعيشه عدد من الدول العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية لزعزعة الأمن والإستقرار في بعض دولنا". وأشار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أنه في اليمن أدى التدخل الخارجي إلى تمكين المليشيات الحوثية من الانقلاب على السلطة الشرعية واحتلال العاصمة صنعاء، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف إلى الحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره. وقال، "إن تلبية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي لعقد مؤتمر الحوار في الرياض تحت مظلة الامانة العامة لدول المجلس ، جاءت من أجل الخروج باليمن مما هو فيه إلى بر الأمان وما يكفل عودة الأمور إلى نصابها في إطار المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي تحظى بتأييد عربي ودولي". وأوضح العاهل السعودي "إننا لم نكن نتمنى اللجوء لهذا القرار ، وإننا نؤكد أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون، في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وما يكفل عودة الدولة لتمارس سلطاتها على كافة الأراضي اليمنية, آملين الاستماع لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني والتوقف عن الترويج للطائفية". وأكد خادم الحرمين الشريفين أن عملية عاصفة الحزم سوف تستمر حتى تتحقق أهداف الإستقرار والأمن للشعب اليمني، متوجها بالشكر والتقدير للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم، والدول الداعمة والمؤيدة في جميع أنحاء العالم لهذه العملية التي ستسهم في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم. وأضاف أن القضية الفلسطينية "في مقدمة اهتماماتنا، ويظل موقف المملكة كما كان دائماً، مستنداً إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وعلى أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وهو أمر يتفق مع قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية عام 2002م التي رحب بها المجتمع الدولي وتجاهلتها إسرائيل، وترى المملكة أنه قد حان الوقت لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته، من خلال صدور قرار من مجلس الأمن بتبني مبادرة السلام العربية. واستعرض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية،" تطورات الأوضاع في اليمن في ضوء اعتداءات العناصر الحوثية على المؤسسات السيادية اليمنية وسيطرتها على العديد من المفاصل الحيوية في البلاد، بما فيها قصور الرئاسة ومحاولات السيطرة على المناطق الجنوبية بعد أن سيطرت على المحافظات الشمالية". وقال الرئيس اليمني "إننا اعتقدنا منذ بدء الحوار بين القوى السياسية المختلفة في مارس 2013 انطلاقا من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتوصل إلى توافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في يناير 2014 ، تجاوز الكثير من الصعاب بعد الانتهاء من إعداد مسودة الدستور للدولة اليمنية الجديدة، إلا أن القوى الظلامية عادت مجددا لتجر اليمن إلى الخلف متحدية بذلك الإرادة الشعبية وقرارات الشرعية الدولية". وأكد الرئيس اليمنى أن إرادة الشعب اليمني التي عبر عنها في كل المناسبات وفي كل الساحات هي التي دفعته في إطار مسؤوليته الدستورية والشرعية إلى توجيه رسالة إلى ملوك وأمراء ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي لتقديم المساعدة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة، بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المدمر، وذلك استنادا لميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك وللمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ودعا الرئيس اليمنى إلى استمرار عملية "عاصفة الحزم" حتى تعلن هذه العصابة استسلامها، على حد تعبيره، "وترحل من جميع المناطق التي احتلتها في مختلف المحافظات، وأن تغادر مؤسسات الدولة ومعسكراتها وتسلم كافة الاسلحة الثقيلة والمتوسطة سواء التي نهبتها من معسكرات ومخازن الدولة أو التي سبق أن أمدتها بها إيران للحرب على الدولة والشعب اليمني على مدار الأعوام السابقة". وطالب الرئيس عبدربه منصور هادي، زعماء الدول العربية بالوقوف مع اليمن الأرض والإنسان وأن يسارعوا لنجدته بكافة الإمكانيات المادية ومساندته اقتصاديا وعسكريا لإعادة الأمن والسكينة والإستقرار، مؤكدا أن اليمن بحاجة لمشروع مارشال عربي حقيقي، فبدون ذلك لا يمكن استعادة بناء الدولة التي قاموا بتدميرها وبقاء اليمن مستقرا ومتمتعا بالأمن وشريكا أساسيا لدول الخليج والمنظومة العربية والدولية. كما طالب الرئيس عبدربه منصور هادي، في كلمته، القوات المسلحة والأمن في اليمن بالحفاظ على الأمن والإستقرار وحماية مؤسسات الدولة من النهب وحماية المواطنين وأعراضهم في كل ربوع الوطن، وتنفيذ تعليمات قيادتكم الشرعية والتمسك بالثوابت الوطنية، مؤكدا أننا عازمون على إعادة بناء قوات الجيش والأمن على أسس وطنية وعلمية حديثة والإهتمام بها، حتى يكون جيشا لكل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في كلمة الجامعة أمام القمة العربية، إلى أن العالم العربي يتغير بسرعة وعمق، مطالبا بضرورة أن يطال هذا التغيير العالم العربي والجامعة العربية. وقال العربي "يجب أن نجعل من الجامعة العربية أداة للتغيير المسؤول، وإعادة النظر في أدائها وبنيتها ومؤسساتها"، مؤكدا أن قمة اليوم هي الثمرة الأولى لهذه العملية وهي مشروع الميثاق بوثيقته المعدلة ومشروع النظام الأساسي الجديد لمجلس السلم والأمن. وأضاف أن العالم العربي يواجه ومنذ نشأة الجامعة قبل 70 عاما تحديات جسام شهد خلالها العديد من المحاولات للتدخل في شؤونه الداخلية وتهديد سيادة الدول، وتعرضت عدة دول للعدوان والإحتلال في بعض الأحيان، وفى مواجهة كل هذا تضامنت الدول العربية. وقال العربي إن القضية الفلسطينية لا تزال تشكل التحدي الأكبر والأخطر في المنطقة العربية على اتساعها، مؤكدا أنها لن تنعم بالسلم والاستقرار والأمن طالما استمر الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وطالما أن الجهود الدولية المبذولة لمعالجتها ما تزال تراوح مكانها. وأكد أهمية تبنى مقاربة جديدة تهدف إلى تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل المستند إلى مبادرة السلام العربية وإلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقرار حل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار الأمين العام للجامعة، في كلمته، إلى أن فرص تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة تتضاءل ومستقبل المشروع الوطني يتعرض لأفدح المخاطر إذا لم يتحمل العرب والمجتمع الدولي ومجلس الأمن المسئولية لوقف مسلسل المفاوضات التي وصفها بـ "العبثية" ودفع إسرائيل إلى الوصول إلى حل الدولتين وفق جدول زمنى محدد وآلية تضمن التزام التنفيذ وذلك تحت الإشراف المباشر لمجلس الأمن باعتباره يتحمل المسؤولية الرئيسية للمحافظة على السلم والأمن الدولي. ثم ألقى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، قال فيها إن الجهود لمواجهة الطغيان أتت ثمارها وأصبحت تونس نموذجا لهذه المنطقة، إلا أن الهجوم الإرهابي ألقى الضوء على مدى وحشية هذه الجماعات التي تستهدف عملية السلام في حد ذاتها وأهدافها. وأضاف "والآن في ظل العنف في هذه المنطقة نرى أن هذه الأفعال الإرهابية وكذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والذي يمثل معاناة مستمرة وفي ظل كل هذه التحديات والتهديدات التي يمر بها العالم العربي تؤثر على الأمن والسلم الدوليين ، ولمواجهة هذه الاتجاهات لابد من معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف وحتى مع اتخاذ هذا الصدد نحن بحاجة إلى اتخاذ تدابير أمنية وهذا يعتمد على بعض النهج التي تستهدف حل هذه المشكلات والاستجابة لحل أمني على نحو يحمي الكرامة الإنسانية وحماية حياة البشر". وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال كلمته "إننا الآن نحاول أن نجد مناشدة لمواجهة التطرف الذي يتنامى ويتزايد، ودون الحكم الرشيد وسيادة القانون واحترام حقوق المرأة وكل حقوق الإنسان وكذلك الإستقرار السياسي، فإننا سنظل نعيش في وهم وسراب". وأوضح "إن الحكم الرشيد والراديكالية في الواقع أصبحت أكثر إلحاحا في سوريا فالشعب السوري حتى الآن يمر بالعام الخامس من الحرب التي أثرت وشرذمت بلده، والآن بمخاطبة قادة العالم العربي فإنني اعترف بالغضب والشعور بالخزي والخجل لرؤية الحكومة السورية والجماعات المتطرفة وجهودها المستمرة بلا هوادة لاستمرار الإرهاب، كما أشعر بالخزي من المجتمع الدولي الذي لم يتخذ موقفا حاسما لمواجهة هذا الإرهاب الذي أحل بالشعب السوري، إننا بحاجة إلى تقليص هذه المخاطر فالشعب السوري قد خدع ولا يجب أن يستمر هذا الأمر". وقال إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ، في كلمته أمام القمة العربية في دورتها ال 26 بشرم الشيخ ، إن المنظمة تنظر إلى القمم العربية بكثير من التقرب وتعلق عليها كبار الآمال، مؤكدا أن وحدة العالم العربي وتماسكه قوة للأمة الإسلامية على امتداد أرجائها، كما أن منظمة التعاون الإسلامية بأعضائها الـ 57 هي العمق الاستراتيجي للعالم العربي. وأضاف إياد مدني أن منظمة التعاون الإسلامي حاضرة بجانب فلسطين المحتلة وهي تواجه احتلال نظام عنصري والعمل يجري الآن لعقد قمة إسلامية استثنائية حول فلسطين وما يحيط بأهلنا هناك ، وما يتعرض له المسجد الأقصى من امتهان خاصة بعد الطريق المسدود الذي وصلت إليه مسيرة أكثر من 20 سنة من المفاوضات وحول العودة للتفاوض على أساس مبادرة السلام العربية والمطلب الفلسطيني بأجندة محددة في إطار زمني محدد. وأكد مدنى أن العالم العربي بثقافته وحضارته وثراء تنوعه وبتاريخ التمازج والتسامح والانفتاح طوال مسيرته وبقوة شعوبه قادر بإذن الله أن ينهض ويبني ويشارك، لا ليعيش فقط بل ليحيا ، ولا ليحيا فقط بل ليشكل نموذجا حضاريا وخطابا حقوقي يضيف إلى مسيرة الإنسانية ومستقبلها. من جهته، أشاد أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي، في بداية كلمته ، بالدور المتميز والحكمة الشديدة لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح التي أولاها للقضايا العربية وعمله على لم شمل البيت العربي أثناء رئاسته القمة العربية السابقة التي كانت محل تقدير كافة الشعب العربي ، موجها الشكر الجزيل لسمو أمير الكويت على ما قدمه من مجهودات عظيمة في خدمة الأمة العربية. وأشار رئيس البرلمان العربي إلى أن هذه القمة تنعقد في ظروف تستدعي مواجهة التحديات الاقليمية الكبرى وعلى رأسها العمليات الإرهابية الجبانة التي يشهدها العديد من الدول العربية والأعمال التي تنم عن حقد وكراهية وأطماع لزعزعة الاستقرار في وطننا العربي. وأضاف أن الاوضاع الراهنة والنزاعات والأخطار التي تهدد عددا من أقطار وطننا العربي لم تعد تخفى على أحد وآخرها الجرح اليمني النازف، مشيرا إلى أن ليبيا تئن وسوريا ذهبت بعيدا عنا والعراق يصارع الإرهاب وخطر الطائفية والصومال الجريح والقضية الفلسطينية التي لا تخفى على أحد. وأكد أن البرلمان العربي يدعم أهمية التدخل السريع من قادة الأمن العربي من أجل هذه القضايا والنزاعات ، حيث قام البرلمان العربي في 4 مارس الحالي بزيارة مدينة عدن اليمنية ولقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بهدف دعم شرعيته ، والتي نعتبرها وبنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الطريق الوحيد للخروج باليمن من الأزمات والتحديات الراهنة. وأشار إلى أن الجميع حاول جاهدا عربيا ودوليا حل الأزمة بالتفاوض السلمي ، إلا أن جماعة الحوثي تخطت كل الحدود ولم ترضخ لإرادة اليمينيين ولا لقرارات الشرعية الدولية واستمرت في الاعتداء على الشعب اليمني الشقيق مستغلة دعما اقليميا ، الأمر الذي تطلب تحركا سريعا لمواجهة العدوان الحوثي بحزم ، ونصرة للشعب اليمني وحفاظا على مقدرات الشعب وأمنه الذي هو أمن الأمة العربية كلها. وعقب ختام كلمة الجروان ، رفعت الجلسة الافتتاحية الأولى لمؤتمر القمة العربية السادسة والعشرين.