مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ينظم حوار بعنوان "السياسة الخارجية لدولة قطر"

مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ينظم حوار بعنوان

واشنطن/المكتب الإعلامي/ 18 اكتوبر 2014/ شارك سعادة السيد محمد جهام الكواري، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية في حوار نظمه مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن بعنوان "السياسة الخارجية لدولة قطر". وأكد السفير الكواري في مستهل كلمته بالحوار ضرورة الإقرار، بأن الوضع في المنطقة لا يزال معقداً، وهو ما يدفع قطر لأن تعمل كداعم للإنسانية ونشر السلام.. وقال "على الرغم من صغر مساحة دولة قطر، إلا أنها حظيت بثروات هائلة توجهها ضمن جهودها في أعمال محاربة الفقر السائد في العالم العربي، والذي يأتي على رأس أولوياتها". وشدد السفير الكواري على، أن قطر تتبع سياسة مستقلة من شأنها المساعدة في منع تطور الخلافات إلى نزاعات.. موضحا أن سياسة قطر الخارجية تقوم على الدبلوماسية الوقائية " preventive diplomacy " وحل النزاعات عند الضرورة مثلما حدث في لبنان، وليبيا، واليمن، وجيبوتي، والسودان. كما أن تلك السياسة وظفت خبرة قطر في مجال الوساطة في بلدان تعاني من مستويات مختلفة من النزاعات، مثل ما تم من إطلاق سراح الراهبات في معلولة بعد أن تعرضن للاحتجاز كرهائن. وأشار إلى عضوية قطر في عدد من المنظمات الإقليمية، مثل: الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.. وأكد أن دولة قطر من خلال عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، على وجه الخصوص، تسعى للتأكيد على الاهتمامات المشتركة بين البلدان الستة في الخليج. وأوضح رؤية قطر في، أن المجلس من شأنه تعزيز الوحدة القومية العربية.. مضيفا أنه "في العديد من المواقف، كانت هناك نقاط جدل، ولكنها دائماً ما تنتهي بالتوافق. كما أن قطر تحرص على تعزيز ثقافة الحوار بين الدول لتجنب سوء الفهم، وتسويته حال حدوثه". وتطرق السفير الكواري إلى الجامعة العربية، والتي تعتبرها قطر منبراً للتنسيق بين البلدان العربية، مع التركيز على ضرورة التزامها بالدور المماثل لما قامت به إبان فترة مقاومة الاستعمار، لتأمين قيام دولة مستقلة للفلسطينيين عاصمتها القدس الشرقية. وأضاف أن قطر تسعى، من خلال الجامعة العربية، إلى تعزيز مسؤولية الحكومات العربية لحماية مواطنيها وحقوق الإنسان، والتعليم، والتنمية المستدامة. وفي حال إنتهاك تلك المسؤولية تجاه المواطنين، فإن قطر تقف بجانب الشعوب عندما تلجأ الأنظمة إلى العنف، وهو ما تم في عدد من البلدان العربية. كما أكد حرص قطر على الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة للحوار مع الحركات السياسية في البلدان العربية، الملتزمة والتي أثبتت التزامها بحقوق الإنسان، والديمقراطية، وحرية التعبير، والتنمية البشرية، وتمكين المرأة، ومكافحة الأمية. وأكد سفير دولة قطر لدى واشنطن أن قطر ومن خلال عضويتها في منظمة المؤتمر الإسلامي، تأمل في تمكين القادة الدينيين والمفكرين لضمان الحفاظ على جوهر الحضارة الإسلامية وحمايتها من التشويه أو التفسيرات المغلوطة. وفيما يتعلق بالأحداث الجارية في المنطقة اليوم، شدد السفير الكواري على أهمية الأحزاب الإسلامية ذات المصداقية التاريخية، "والتي تعد إلى حد كبير بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها مماثلة للأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا". كما شدد على، أن الأفكار لا يمكن محاربتها بالتدابير الأمنية، بل ينبغي ضمان عمل جماعات المعارضة نحو تحقيق المصالح المشتركة، والتطلعات، والحقوق، والاحتياجات الخاصة بالشعوب.. مشيرا إلى أهمية اعتبار تلك الأحزاب الإسلامية المشروعة كقوة لمواجهة الإساءات التي تمارسها الجماعات الإرهابية، لافتا إلى أنه في غياب الأحزاب الإسلامية المشروعة، التي تعرضت للسجن أو النفي، نشأ الفراغ السياسي الذي سمح بصعود جماعات مثل "داعش". وختم السفير الكواري بالتأكيد على، أن دولة قطر ستواصل لعب دور الوساطة وتقديم الدعم الممكن في الحالات التي يمكنها المساعدة فيها.