سعادة وزير الخارجية يترأس وفد قطر في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب

سعادة وزير الخارجية يترأس وفد قطر في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب

القاهرة/ 14 يوليو 2014/ ترأس سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية الوفد القطري المشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية اليوم الاثنين والمنعقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وأعرب سعادة وزير الخارجية، خلال الكلمة التي ألقاها أمام الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، عن شكره لدولة الكويت الشقيقة للدعوة لعقد هذا الاجتماع الطارئ، مؤكدا أنه يأتي في ظل ظروف استثنائية ومعقدة ناتجة عن العدوان الاسرائيلي السافر على قطاع غزة في مشهد مؤسف وغير إنساني بارتكاب اسرائيل أعمال القتل والاعتقالات وهدم المنازل، وغيرها من الأعمال العدوانية التي تشكل تحدياً للمجتمع الدولي وخرقا فاضحاً للقانون الدولي والقيم الانسانية والاتفاقيات الدولية الخاصة المتعلقة بحقوق الإنسان. وشدد على أن ما تعتبره إسرائيل مبررا لهذا العدوان وهو مقتل المستوطنين الثلاثة في منطقة من الضفة الغربية خاضعة لإشراف إسرائيل الأمني، هو مجرد ذريعة، مشيرا إلى أن العدوان جاء رداً على وحدة الصف الفلسطيني. "وهي الوحدة التي ينبغي أن يعمل إخوتنا الفلسطينيون على صيانتها أكثر من أي وقت مضى". وأضاف سعادة الدكتور العطية "جميعنا يعلم أن اسرائيل هي التي تخل بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين ومما يؤكد ذلك اخلالها باتفاق الهدنة المبرم في القاهرة عام 2012، فضلاً عن الإخلال باتفاقية تبادل الأسرى بعد استلامها الجندي الاسرائيلي شاليط". وحذر سعادته من أنه أمام تقاعس مجلس الأمن عن الوقوف مع الحق والاستجابة لصوت الضمير الانساني ضد الظلم وعن اتخاذ موقف إيجابي وفعال باستصدار قرار بالوقف الفوري للاعتداءات الاسرائيلية، فإن استمرار هذا العدوان سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة على المنطقة بأسرها. وأكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في الكلمة التي ألقاها أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، أن الشعوب العربية سئمت انتظار حل قضاياها عن طريق التدخلات الاجنبية، "وهو ما يتطلب منا نحن العرب جميعاً تحمل المسؤولية أمام شعوبنا ، وإيجاد الحلول العربية لكافة قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني". وأشار سعادته إلى أنه في هذا الصدد يتعين علينا اتخاذ كافة الوسائل والسبل لمساعدة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة ووقف هذا العدوان عبر تكثيف العمل العربي المشترك بحمل إسرائيل على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية والتخلي عن استعمال القوة ووقف هذا العدوان والتعاون في سبيل التوصل إلى ارساء سلام دائم وشامل في المنطقة. ولفت سعادة الدكتور العطية إلى أن دولة قطر لم ولن تتوانى في بذل كافة الجهود لوقف هذا الاعتداء وهو ما قامت به منذ بداية العدوان "وقد تواصل معنا كل من الأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بهدف أن تقوم دولة قطر بالإسهام في حل هذه الأزمة". وحيا سعادة وزير الخارجية في هذه المناسبة "صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في غزة في ظروف شبه مستحيلة في وجه عدوان فرض عليه. ولا يجوز أن يذهب صمود هذا الشعب وتضحياته هباء. وهنا يأتي دورنا لفرض شروط وضمانات تمنع تكرار هذا العدوان، وترفع الحصار الجائر غير الإنساني وغير المنطقي عن قطاع غزة". وشدد على أن الاوضاع الانسانية التي يعيشها قطاع غزة والحصار الشامل والخانق الذي يعانيه أكثر من مليون ونصف المليون من الفلسطينيين رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً ومرضى لا يجدون أبسط متطلبات الحياة من الغذاء والدواء ، وكثير منهم لا يجد بيتاً يأويه، هو أمر لا يمكن للضمير البشري قبوله أو السكوت عنه. وأكد سعادته أنه "يتعين علينا كعرب، وعلى القوى الدولية الفاعلة، العمل الجاد على انهاء هذا الحصار الجائر فوراً وفتح المعابر جميعها أمام سكان غزة لتمكينهم من ممارسة حياتهم أسوة ببقية البشر. وهذا يعني السماح بخروج ودخول حركة الناس والبضائع. فلا يجوز أن يعيش ملايين البشر لسنوات طويلة في ظروف معسكر اعتقال جماعي". وأضاف أنه "استشعاراً منا بخطورة استمرار هذا الوضع وانعكاساته على المنطقة فإننا نقترح العمل على انشاء ميناء تجاري بالقطاع تحت اشراف دولي إن أمكن كحل مؤقت لتخفيف معاناة سكان القطاع ؛ حتى يتحقق للفلسطينيين اقامة دولتهم المستقلة على حدود العام 1967م". وأشار سعادة الدكتور العطية إلى أنه يتعين أيضا إيجاد آلية بضمانات دولية من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي تمكن السلطة الفلسطينية من تسليم مرتبات موظفي قطاع غزة الذين يمثلون أكثر من 50 ألف عائلة.. مؤكدا أن كل ذلك يتطلب تحركاً دبلوماسياً عربياً واسعاً يعتمد على التأثير العربي في التوازن الدولي. وفي هذا السياق، حيا سعادة وزير الخارجية جهود السلطة الوطنية الفلسطينية على الساحة الدبلوماسية وقرارها الاستمرار بحصد نتائج الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مستوى المؤسسات الدولية الأخرى .. مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "أيضاً يتعين علينا الوفاء بما التزمنا به بشأن تقديم المساعدات المالية لتحقيق معاناة سكان غزة وتفعيل كافة القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية بإعادة إعمار قطاع غزة". وأكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في ختام الكلمة، أن دولة قطر لم ولن تدخر جهداً في الوقوف بجانب الأشقاء في فلسطين حتى تحقيق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية، وينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة كاملةً.